وعن أردوغان.. والشيخ القرضاوي

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد مقالي المنشور في الحوار مساء البارحة...
أريد أن ألفت انتباهكم هذا المساء بقولي : شـوفو تــركــيــا!!!...
بالطبع تركيا أردوغان وغل, وحزبهم المسمى حزب العدالة, الذي لا تطور فيه ولا عدالة, سوى شريعة ومآرب وسياسة الأخوان المسلمين المعروفة في كل مكان...
تفرجوا على أحداث ساحة (تقسيم) في مدينة اسطنبول بتركيا... بعد أن وزعت حكومة أردوغان وغل تعاليم الحرية و حقوق الإنسان في البلاد المجاورة لها... حيث غاب كــلــيــا عن هذه الساحة.. كل ما ذكــرنــا!!!.......
*******
في بداية هذا الأسبوع, الشيخ الجليل ذو التسعة عقود وكبير علماء المسلمين, يصدر فتوى طالبا من جميع الإسلام السنة في العالم, نعم في العالم, أن يذهبوا إلى مدينة القصير السورية, حيث تدور معارك ضروس بين قوات الجيش السوري والمقاتلين الإسلاميين وغيرهم... يطالب هذا الشيخ والفقيه المعروف المصري القطري من الإسلام (السنة) أن يذهبوا إلى مدينة القصير لمحاربة الشيعة.. ويضيف هذا الشيخ الجليل بأن الشيعة أكفر من النصارى.. يعني أنـه يكفر الشيعة والنصارى في نفس الوقت. الشيخ الجليل والمفوض من أعلى المدارس والجهات الإسلامية, يكفر من يشاء. ويحلل ويحرم ما يشاء من سنين طويلة. ولكن هذه المرة, هذه المرة بالذات, ونظرا لهذه التهمة والإثارة النازية الشنيعة.. لم أسمع أحدا ممن تبقى من بقايا الأنتليجنسيا الإسلامية, يصرخ بوجه هذا الشيخ الجليل, وقمة القمم في الفقه والتشريع والتحريم والتحليل : قائلا له كــفــا.. كفا تجريما يا شـيـخـي.. لأن تصريحاتك النازية.. جـريـمـة ضد الإنسانية. وتحريض مفتوح على الجريمة والقتل, بلا أي سبب شرعي أو غير شرعي.. وضد جميع المبادئ الإنسانية والأممية, المعلن عنها في جميع قوانين ودسـاتـيـر حقوق الإنسان التي وقعت عليها جميع الأمم والدول والحكومات التي تحترم حقوق الإنسان, وخاصة حـريـة اختيار المعتقد...
لم أسمع أيا من هؤلاء لا في المشرق, ولا من أي من البلاد في أوروبا أو أمريكا, وجميع الذين وقعوا على هذه الشرائع الحقوق إنسانية, والصارخين يا ويل ويلاتنا في سوريا, منبهين الشيخ الجليل على تصريحاته وانحرافاته الخلقية والعقلية, التي تدعو إلى ذبح وقتل وتفجير جميع السوريين الشيعة في سوريا, وهم اليوم أكثر من ثلث تعداد السوريين, في داخل البلد أو خارجها... دعوة إلى هولوكوست فقهي إسلامي, من قمة فقهاء الإسلام الحديث اليوم... وما من أحد يصرخ كـــفـــا.. كــفــا.. كفا!!!...
أين الإدانة الشاملة الكاملة لهذه الفتوى التي تحرمها جميع المعتقدات السماوية وجميع الشرائع الإنسانية الصحيحة المدنية الحضارية الحديثة؟؟؟... لم أسمع أي صوت اعتراض, ولو خافت بين المتقاتلين أو الداعين إلى نصف حوار أو ربع حوار, ولا حتى بين الحياديين أو المسالمين, أو بين غير المهتمين على الإطلاق. كأنما سـكان هذا البلد, لا يعدون ولا يذكرون ولا أهمية لهم بين الإحصائيات والأحداث والتغيرات البشرية. يمكننا محوهم كسطر مضى على ورقة محروقة أو منسية, من تاريخ البشرية. وما من أحد يتحرك لا في المحافل الأممية, ولا في الجامعة التي ما كانت يوما عربية, ولا حقوق إنسان أو حيوان في المعمورة المغمورة. صمت كامل.. وطرش وعمى مقصود.. كــأنـمـا هذا الشيخ هو مرسل الله (الحقيقي) وحامل رايات الربيع العربي بجناته في المشرق, وحيث يبث تعاليم فقهه الرصين.. حيث يشاء.. والمغلف ببطاقة عملة خضراء, تحمل عبارة مكتوبة بلغة العم ســام.. ترجمتها : بالله نحن نــؤمــن!!!...
بعد كلام هذا الشيخ, وبعد احترامي لبقية المشايخ الصامتين.. ماذا تبقى من هذا الربيع العربي, ومن أحلامه الضبابية؟؟؟... كنت انتظر من الثوار الحقيقيين القلائل.. على الأقل من الوطنيين واليساريين منهم.. أو من تبقى منهم, صـرخة اعتراض واضحة على فتوى هذا الشيخ المصري القطري المتصدر في قناة الجزيرة القطرية وغيرها من القنوات التي تدعو أن يقتل المسلمون مسلمين, أو غير المسلمين من هذه الإنسانية أينما وجدوا... وأن يظهروا تمسكهم ببقايا شرائع الإنسان المتحضر... حتى نأمل ببقايا حوار سوري ـ سوري أو إنساني ـ إنساني. لا ديمومة الحرب والقتل والقنص والاغتصاب والغزو الإسلامي ــ الإسلامي إلى الأبد. كما يخطط ويرسم من يرغبون أن نفني وتقتل بعضنا البعض... وأن تكون نهايتنا ومحونا من الإنسانية بأنفسنا... دون أن يكلفهم هذا فلس أو شيكل أو دولار واحد........................
بــالانــتــظــار.............
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صـابــور ــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات