أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - مجلس الشورى وعصر: -الفسادات-














المزيد.....


مجلس الشورى وعصر: -الفسادات-


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 14:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



لعلنا لا نبالغ إذا وصفنا الحقبة الممتدة من عام 1970 حتى الآن بأنها: " عصر الفسادات" ( جمع فساد) ، فقد شهدت تلك الحقبة تصاعدا مخيفا فى معدلات الفساد فى مختلف جوانب الحياة فى مصر، السياسية منها بوجه خاص ، ولا نبالغ أيضا إذا قلنا إن عام 1980( وهو العام الذى أنشىء فيه مجلس الشورى )، يعد علامة فارقة فى تاريخ تطور فساد الحياة السياسية فى مصر، ففى ذلك العام تقدمت مجموعة من الهوانم من عضوات مجلس الشعب المصرى:" نوال هانم عامر:، و"كريمة هانم العروسى "، وفايدة هانم كامل ، تقدمن باقتراح لتعديل المادة 77 من الدستور المصرى الذى كانت فى ذلك الوقت تنص على أن : " مدة الرئاسة ست سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الإستفتاء ، ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدة أخرى" ، تقدمن باقتراح لتعديل نصها بحيث يصبح: " لمدد أخرى "، وبمقتضى ذلك التعديل يحل مبدأ الرئاسة المؤبدة محل مبدأ تداول السلطة!!، ولا يدرى أحد على وجه التحديد لماذا جاء هذا الإقتراح أو الإنقلاب من الهوانم بالذات ، هل لأنه جاء فى حقيقة الأمر بإيعاز من السيدة الأولى التى كانت تربطها صلة طيبة بهوانم المجلس، أم أنه جاء منهن بدون إيعاز من أحد لأنهن يحملن فى أعماقهن تراثا معينا يدفعهن إلى تفضيل الرئاسة المؤبدة ، أيا ما كان الأمر فقد لاقى هذا الإقتراح ـ وكان من الطبيعى أن يلاقى ـ رضاء عميقا من الرئيس أنور السادات ، الذى راح يتابع فى انتشاء لا تخطئه العين مهرجانات الزفة للتعديل الجديد ، ومهرجانات التنديد بالمعارضين والمنتقدين لمبدأ التأبيد، وهى المهرجانات التى بلغت ذروتها فى خطاب شهير لفضيلة الشيخ أحمد حسن الباقورى قال فيه : "إن السلطان هو ظل الله في الأرض، وظل الله في الأرض له حرمة ومهابة، فلا يجوز المساس بالسلطان أو الإساءة إليه بكلمة، حتى إن بعض الفقهاء قالوا: إذا كان السلطان يركب بغلة وذيلها مقطوع فلا يجوز التهكم عليه، لأنه ذيل بغلة السلطان، فكيف بالتهكم على السلطان نفسه!؟" .... ( لهذا السبب فقد أطلق بعض الكتاب على عام 1980 وصف عام البغلة) ، وفى إطار هذا المناخ جرت تعديلات مايو 1980للدستور المصرى التى انطوت على حزمة من التعديلات من بينها تعديل المادة الثانية بحيث تصبح مبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع بدلا من "مصدر رئيسى" ، وهو تعديل جاء ملبيا لمطالب قطاعات واسعة من الرأى العام فى مصر" ..غير أن إنعام النظر فى السياق الذى جاء هذا النعديل فيه يقودنا بوضوح إلى استخلاص أنه قد جاء لتمرير تعديلين آحرين لمصلحة الرئيس السادات نفسه ، أولهما هو اقتراح الهوانم سالف الذكر، وثانيهما هوإنشاء مجلس الشورى الذى لم يكن له من اختصاص واضح سوى أنه سوف يحل محل الإتحاد الإشتراكى فى ملكية الصحف القومية وبذلك يتم السيطرة عليها وضمان ولائها التام للسادات ولحزبه الحاكم وتسخيرها بالكامل للتصدى للصحافة الحزبية ، خاصة بعد أن أصبح للرئيس بمقتضى التعديلات حق تعيين ثلث أعضاء محلس الشورى بالكامل وهو ما يمثل إغواء واضحا للمشتاقين إلى المناصب بأن يسعوا جاهدين لأن يكونوا من بين الأعضاء المعينين فى المرة القادمة حتى إن فاتهم التعيين فى هذه المرةّّ!، ..إن إنشاء مجلس الشورى فى عام 1980 بصلاحياته التى تمتع بها لم يكن فى حقيقة الأمر إلا نوعا من ْالتخريب والإفساد المتعمد لإحدى المؤسسات التى يناط بها صناعة الرأى العام ونعنى بها مؤسسة الإعلام ، وهو ما دفع بالكثيرين من ثوار ثورة يناير2011 إلى المطالبة بإلغاء ذلك المجلس، وقد كان حريا بلجنة التعديلات الدستورية التى ترأسها المستشار طارق البشرى أن تحرص على ألا يكون لأعضاء مجلس الشورى دور فى اختيار أعضاء اللجنة التأسيسة حتى لا تجمع جهة ما بين كونها خصما وحكما فى آن واحد، غير أن الذى حدث هو العكس تماما، وهو من بين ما قادنا إلى ما نحن فيه الآن من مفارقات أليمة ومحزنة ، ولعلنا نعود إلى تناول ذلك فى مناسبة قادمة



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الشورى والتشريع
- دعاء السيدة: -دعاء-
- الأمانة العلمية لوزير المالية
- سن تقاعد القضاة
- أبريل بين 68 و2013
- عن الإله: -بِس-
- ظاهرة: -باسم يوسف-
- يتيمة ابن زريق
- فواصل مصرية
- مصر تمضى إلى الهاوية
- عن تعيين نجل الرئييس
- الإسلاميون فى مصر
- ليلى الجبالى
- شبيب وغزالة
- كم عدد المصدّقين ؟
- تساؤلات حول الإعلان الجديد
- الطائفية والدستور المصرى
- قراءة فى مسودة الدستور
- حتى يكتب عند الله كذابا !
- مرة أخرى: تحية إلى البديل


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - مجلس الشورى وعصر: -الفسادات-