أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أشلاء من السماء الموت لمرة واحدة رقصة الموت)














المزيد.....

قصص قصيرة جداً (أشلاء من السماء الموت لمرة واحدة رقصة الموت)


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 13:14
المحور: الادب والفن
    


أشلاء من السماء
غادرنا فصل الشتاء كما المهاجر، ساحباً برفقته غزل الأحبة وأناشيد المطر وغيوم السماء وأمطارها وأدعية البسطاء وصلوات الاستسقاء..
إلا ان انشقاقاً غريباً حصل بين الغيوم، وقسمها بين الرحيل و البقاء..
وسرعان ما هطلت الغيوم المعارضة زخات مطر ثقيل ومخيف أحال سكان المدينة إلى الجحيم..
كانت السماء تروي كل من على الأرض.. جثث وأشلاء بدلاً من قطراتها الندية الأليفة.. مما دمر الأشياء كلها جراء فضيان الجثث المتساقطة من السماء.. إلا ذلك الغصن الذي أعلن أنشقاقه هو الآخر، وبدأ ينمو من دون رعاية من انتصر على الهلاك ، ولكنه بقي إلى اليوم مجهول الاسم والهوية.

الموت لمرة واحدة
أراقب الساعة وحيداً، وأمني نفسي ألا تتقدم عقاربها، بعد ان تعبتُ من مرثون اللحاق بها لأمد طويل..
أطالبها بالتريث قليلاً، وأدعوها لاستراحة آنية، علها تبقي الزمن على حاله.. إلا انها كانت عجولة أكثر من ذي قبل، ربما لأنها تعرف ان الدقائق القادمة تُبشر بذكرى عيد ميلادي..
فَكرتُ ملياً بأيام عمري ومخاوفي وانفعالاتي، وأزماتي وجوعي وصبري.. حتى أدركتُ بأن الموت لا يأتي لمرة واحدة، واستعجلت استكشاف أنفاسي، فوجدتها طبيعية بين الشهيق والزفير على الرغم من فقداني الاحساس بالحياة..
توجهت إلى المرآة لإبصار وجهي، إلا انني لم أجد ملامحي ولا ما يمثل وجودي في هذا العالم على الرغم من تسارع أنفاسي وتعاطف الساعة واستراحتها بداعي ضعف البطارية..

رقصة الموت
دموع الناس وعويلها يسبق الجنازة الى مثواها الاخير.. والاجساد تمرغ نفسها بالارض حزناً على ذلك الشاب العشريني الذي رحل من دون رجعة..
الجميع يتحسر بصمت أعمق من صمت المقبرة وأكثر خوفاً من وحدتها وخصوصيتها المرعبة، إلا أم ذلك الشاب كانت تزغرد وترقص فوق جثمان وحيدها، وتطلب المعزين بالتصفيق الايقاعي..
عندئذ تنبه الجميع لقوة قلبها وصبرها وإيمانها بالقدر.. من دون أن يدركوا انها كانت قد دفنت عقلها قبل جثمان وحيدها..



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جداً (أنا وأنديرا غاندي، أنا وهيلين كيلر)
- قصص قصيرة جداً (أنا وفيكتور هوغو ، أنا وشوبنهاور)
- قصص قصيرة جداً (أنا وبيرل باك، أنا ومارلين مونرو،أنا وبتي سم ...
- قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير ...
- أنا وأصحاب الحكمة.. قصص قصيرة جداً
- أنا والأسماء.. قصص قصيرة جداً
- اشتعالات.. ق.ق.ج
- أنا والكبار.. قصص قصيرة جداً
- أنا والآخر.. قصص قصيرة جداً
- أنا وهنَ.. قصص قصيرة جداً
- أنا وهُمْ.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (إعلان، رَسمتُ إلهي ، شوق مُتأخر ، زيف)
- قصص قصيرة جداً (أحلام الجياع عَفنْ اكذوبة عالم الوحدة)
- شهادة: كيف كَتبتُ روايتي (ذبابة من بلد الكتروني)*
- قصص قصيرة جداً (اعتذارات ، الدفاع عن الرب ، سؤال مجهول الاجا ...
- قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول ...
- قصص قصيرة جداً (طوابير، اشتعالات التغيير، وشم)
- قصص قصيرة جداً ( أمي عانس! لكنهم! رموز البكاء)
- أيام القيامة.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (سرقة، احتشام العرايا، تحريض الموتى )


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أشلاء من السماء الموت لمرة واحدة رقصة الموت)