محمود عساف
الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 08:43
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
هذا حال الكثير الكثير ... ان سالتهم عن فلسطين ، يبتسمون ابتسامة بلهاء ، وان سألتهم عن واقع الحال في سوريا .. يضحكون ضحكة صفراء ، وان اسألتهم عن اوضاع مصر وتونس وما يجري فيهما .. يضربون كفا بكف دون ان ينطقون بحرف .
وان سألتهم عن واقع الأديان في الوطن العربي .. يكشرّون في وجهك ويشيحون عنك متهكمين بوقاحة عن تساؤلك الغير المبرر ، وان سالتهم عن واقع حال الظروف المعيشية القاسية والأوضاع الأقتصادية التي تفقر المواطنين والشعوب ... يسخرون بالقول الخانع كخنوع انفسهم .. حالنا .. حال الجميع !!! ، وان سألتهم عن الفرق بين المسجد الأقصى والقدس .. وكأنك تسألهم عن الفرق بين التفاحة الحمراء والصفراء .
ولكن ان سألتهم عن آخر صيحات الموضه والتسريحات وبرامج المسابقات الغنائية وآخر صيحات لاعبي كرة القدم وعن تواريخ مباريات الفرق العالمية وأخبار الفن والفنانين ... تجد لسانهم ينطلق بالحديث بكل تفصيلة صغيرة وكبيرة عن كل ذاك ويتسابقون بالأجابة فرحين منتشين !!!
وان سألتهم عن مفهوم العولّمة ... وما هي العولمة ... يقفون مشدوهين فاغري افواههم وقد تربطت السنتهم ، وهم لا يدركون ان العولمة المراد لها في الوطن العربي قد نخرت عقولهم وقلبت موازين القيم والعادات والتقاليد العربية الأصيلة وحرفت بوصلة الأخلاق الى مسارات العولمة المقننة للوطن العربي .
وبعد ذلك .. يسألونك هم : ما هي العولمة ؟
فأجيبهم : انظروا الى واقع حالكم وانفسكم تعلمون وتعرفون ما هي العولمة التي ارادوها للوطن العربي .
#محمود_عساف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟