|
الشيخ عباس الجوهري : إيران هي من أوقع حزب الله في هذه المأزق التاريخي...!!!
خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 02:34
المحور:
مقابلات و حوارات
تعتبر المدارس الدينية مركزا ثقافيا ودينيا ودنيويا في كل المذاهب والاتجاهات ،لان الدين الاسلامي هو دين وسطي ،والوسطية هي الاعتدال الذي يجب على كل رجل دين ان يمارسه امام رعيته، كي لا يسيطر التطرف والظلام باسم الدين .فالممارسة الخلوقية للدين تجعل من اي رجل دين من ممارسة السياسة والثقافة والتربية والتوجيه من خلال المخزون الثقافي والادبي والعلمي الذي يتمتع به.في هذا الحوار يحدثنا الشيخ عباس الجوهري كرجل دين يمارس السياسة والاعلام . حاوره :دكتور خالد ممدوح العزي من بيروت . 1 . مركز الحوار العربي تطرحون شعار تنمية عدالة اجتماعية كيف يمكن ان تشرح لنا هذا الطرح ؟ إذا نظرت إلى واقع العالم العربي المأزوم والمتأزم وأرجعت النظر قليلاً إلى الوراء من السنين الغابرة التي أسست ما نحن عليه من أيام وايامنا سوف تؤسس لمستقبل أجيالنا إذن لا بد للمرء أن ينظر إلى الحقبة الزمنية الممتدة إلى المئة عام المنصرمة ليتأمل وليأخذ العبر والدروس فالتحولات التي افضت إلى نشؤء الدولة الوطنية في البلاد العربية لم تكن في مستوى الآمال والتطلعات ففشلت دولنا القطرية والقومية والوطنية في بناء الانسان والمجتمع والدولة ,ولم تحقق هذه الدول صناعة القوة والكرامة فبقيت قضايانا العربية أسيرة مصلحة الحاكم فجاءت هذه الفكرة في اشكال متعددة منها المركز العربي للحوار ليعنى بالدراسات و أولويتة ضرورة قيام برنامج تنموي شامل . والعدالة المفقودة في وطننا العربي والديمقراطية إن وجدت فهي مشوهة وهذه المسميات الثلاث هي الحلم في مجتمعنا العربي . 2 . شيخ عباس اخبرنا عن نفسك ؟ أنا رجل دين درس الشريعة والفلسفة الاسلامية وخلص إلى معتقد ليؤكد أن فهم الانسان للطبيعة والخالق مسيرة قيد الانجاز ولا تنتهي إلا بأنتهاء الحياة فالمسلمات القطعية تقّلصت عندي ودائرة الامكان اتسعت والايديولوجية ماتت لدي وانا اسعى فيما تبقى من ايامي لخير الانسان كل إنسان. 3 . ماهو طرحكم لحل المشاكل العالقة في لبنان قبل تفاقمها ،الحكومة ،قانون الانتخابات ،التدخل في سورية؟ لبنان يعيش حالة سرطانية يجب اجتثاثها تتمثل في طبقة سياسية وصلت في كثير من الاحيان بشعارات مزيفة وألقت السلّم الذي صعدت إليه ولا تريد لأحد أن ينازعها موقعها الرفيع والمترفع عن ابنائها وهذا ما نفسره في القوانيين المطروحة للانتخابات النيابية التي تفصل على قياس الذين يتقاسمون المغانم والبعض لا يرون في لبنان سوى قاعدة عسكرية يحقق من خلالها طموحات وأحلام أسياده الذين يدفعون له الاموال وما التدخل في سوريا وما يجري على لبنان وشعب لبنان بكل طوائفه من خراب ودمار إلا دليل على صحة ما نقول 4 . كيف تنظرون الى الاحزاب عامة والاحزاب السلفية على الساحة اللبنانية ؟ إن الاحزاب اللبنانية تفتقد إلى آليات قد لا تكون غائبة عن بال اربابها ولكن مغيبة لمصلحة القائد الملهم والوريث السيد ولم تستطع الاحزاب أن تؤسس لحياة سياسية جماهيرية يشارك فيها الجمهور في صنع سياسة وتوجه الحزب وإنما بقي دور الجمور هو التصفيق والدعاء بطول عمر الزعيم، واما الاحزاب السلفية وكل ذي خلفية دينية إسلامية أو غير اسلامية لديه قدرة اكثر في البيئة المتخلفة حيث التوظيف الأمثل لفكرة الدين والمتاجرة بها وجعلها افيونا للشعوب تسكر عليه وتذهب عقلها الجمعي والفردي وهذا لا يعني أن الاحزاب العلمانية أرقى واجمل فكم من علماني تجده عند المفترق يوظف الفكرة الدينية لمصلحته . 5 . كيف تقيمون حالة الربيع العربي التي حلت بالعديد من الدول العربية ،وهل توافقون على انها صحوة اسلامية ؟ إن حالة المجتمعات العربية التي دخل عليها ربيع لم تتركه العواصف والامطار ليعقد أزاهيره ولو أنه تأخر كثيراً وهو سياق طبيبعي تأخر في صقيع الحكام العرب الذين جمدوا الشعوب في الماضي وهو يريدون لها أن تكون مجمدة في الحاضر والمستقبل فكان ربيعاً لا بد للعرب أن يخوضوا غمارة ولو بأكلاف باهظة في بعض الاماكن وأما إنها صحوة اسلامية فأنا اعتبرها صحوة إجتماعية سياسية، يوظفها الاسلاميون ويخرجونها بأدبياتهم ولكنها تبقى حركة المحروم والجائع والضائع والمستضعف . 6 . كيف تنظرون للثورة السورية ،وتعامل النظام الدمومي مع مطالب الثوار ؟ في سوريا مطالب كثيرة قد تفوق ما عليه الحال في غيرها من البلدان من الحرية إلى المشاركة إلى التنمية إلى المقاومة الشعب السوري يتضور ألماً من افتقاره لهذه العناوين والحاكم في سوريا مستبد ومن أواخر ديناصورات الديكتاتوريات المعاصرة فأقبيته وسجونه تشهد بذلك والثورة عنوان ضروري ولو أنه عمل على تشويهه , وتعامل النظام الدموى مع المطالب والحراك دليل على وحشية هذا النظام الذي لا يقبل الشراكة ولا يعترف بالآخر إلا تابعاً مسحوقاً وقد خبرناه في لبنان واليوم أهله وشعبه يتذوقون مرارة طغيانه . 7 . كيف تنظرون الى مشاركة حزب الله اللبناني في قتل الى جانب النظام السوري بحج وهمية غير مقنعة؟ إننا ننظر إلى مشاركة حزب الله في سوريا بأنها فخّ كبير أوقع الحزب نفسه به وإذا صح أن الحزب منقاذ لايران فإن إيران هي من أوقع حزب الله في هذه المأزق التاريخي المعقد والذي لا يجني الحزب منه أي نتيجة للدماء التي يقدمونها على مذبح الانظمة الديكتاتورية التي تبيعهم على المفترق . 8 . العلماء الشيعة في لبنان السيد محمد حسن الامين، وهاني فحص،علي الامين وصبحي الطفيلي،حرموا الجهاد في سورية ،فهل الحزب يؤسس الى حرب طويلة الامد بين السنة والشيعة . نعم إن حرمة القتال في سوريا هي أمر اوضح وجلي ولا شك في حرمة القتال هناك قتلاً وقتالاً وإن مواقف العلماء الاجلاء ما هي إلا تعبير طبيعي في سياق فهم حركة التشيع وفكر اهل البيت وقواعد الاسلام الذي منع كل انواع القتل بين الأفراد في المجتمع الاسلامي وانا اقول ان القتل حرام في كل المجتمعات وأن العنف مدان وان الوصول إلى الاهداف بطريقة العنف هو حرام شرعاً وعقلاً واخلاقياً وانسانياً . 9 . علماء السنة وبلسان مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار حرم الجهد في سورية بالاضافة الى قيادات المعارضة السورية التي رفضت تطوع الاجانب الى جانبها ،فهل يمكن ان يردع الفتنة؟ يمكن أن تكون لمواقف العلماء من السنة والشيعة امر ايجابي على لبنان وعلى سوريا إذا ما اتقوا الله ورجعوا إلى ضمائرهم وتركوا الدنيا ومغانمها وتذكروا أن لهم موقفاً عظيماً عند الله . 10 . ما رايك بالعراق ،المالكي يسير على خطى جاره وحليفه بشار الاسد حيث يقوم بقتل المتظاهرين ثم يطالب بالحوار ؟ العراق أول سقوط الديكتاتوريات وإن بأيدي أجنبية ولقد قلنا في يومها أن من سوء قدر الشعوب العربية عدم قدرتها بنفسها على هدم أصنامها وخلع ديكتاتورياتها ولكن بأي وسيلة كانت سقط ديكتاتور ولم يفهمه العرب إلا خسارة حاكم على نفس المذهب ونسوا أنه هاجم دولة عربية وادخل الثروة العربية في تبديد وضياع جراء سياساته الخرقاء فحاصروا التجربة العراقية الجديدة وحجزوها داخل مذهبية فالتقطها إيران وخسرها العرب كما يخسرون كل شيء ولم يربحها المذهب الشيعي لأن القائمين عليه لا يفهمون عمق رحابة وسماحة أهل البيت (ع) وأنهم أم الصبي أما المالكي فإنا وإن كنا نعارضه في تصديه للمعترضين على السياسة نسجل اعتراضاً على من يريد عزل العراق ليعيش اهله انعزالا عن محيطهم العربي . 11 . كيف ترى خطاب ومقابلة السيد صبحي الطفيل التي اعطت ارتياح لدى الشارع السوري المعارض من خلال فصل الشيعة عن حزب الله ؟ لا شك أن للشيخ صبحي الطفيلي تاريخ نضالي وسياسي مهم وهو من رعيل تأسيس حركة المقاومة اللبنانية وكلامه وتوصيفه لما يجري في سوريا يؤثر إيجابياً على الواقع اللبناني والسوري معاً ويؤسس لمفهوم مهم أن الشيعة لا يمكن اختصارهم بحزب ولا بحركة وأن أغلبية صامته هي مع الحياّد الايجابي في المسألة السورية وللتاريخ لم يكن الشيعة مجمعين على دعم الديكتاتور بل كان هناك رجال كثر يقفون إلى جانب الشعب وتطلعاته . 12 . انت ارسلت رسالة للسيد حسن نصرالله تناشده فيها بالعدول عن هذا الموقف التصادمي مع المحيط والابتعاد عن خط المقاومة ،ماذا تريد ايصاله للجمهور الشيعي وتحديدا الى جمهور الحزب ؟ أنا ارسلت برسالة إلى سماحة السيد حسن نصرالله ألقي فيها الحجة وابرء فيها نفس من مسؤولية اخلاقية وتاريخية وسوف تأتي اجيال تحاسب جماعة اجتماعية على مواقفها وأردت من خلال ذلك تبرئه المذهب الشيعي كفكر وعقيدة من دم المظلومين في سوريا وهذا اضعف الايمان .
13 . شيخ عباس الى اين ذاهبة المنطقة بظل سيطرة التطرف المذهبي وغياب الاعتدال او "تغيبه" عن الساحة العربية؟ لا شك أن البلدان العربية تسير إ لى منطقة أشد ظلامية مما وصلت إليه وذلك لانتاج الفكر التكفيري في كل جيل وهذا أمر في غاية الرجعية والتخلف وعلى المفكرين والنخب أن يشرحوا للناس سبل الخروج من مأزق إدعاء حيازة الحقيقة ولا بد أن نميت الايديولوجيا حتى نحدث تنمية وحرية وديمقراطية. 14 . كيف ترى دور ايران وروسيا في حل الازمات الملتهبة في المنطقة و من اجل وقد الحرب القادمة؟ الدول الكبرى لها سياسات توسعية ولكن كيف يمكن لهذه السياسات بدل أن تكون سلبية وباعثة على استتباع الدول الضعيفة والمأزومة أن تكون هذه السياسات إيجابية تقاسم شعوبنا ما وصلت إليه من خبرات علميه وتبادل حضاري يثري الانسانية ويتقدم بها ,ونحن نريد لسياسات هذه الدول من روسيا إلى إيران أن تكون اكثر عقلانية واكثر حكمة لأنك قد تنجح في استتباع مجتمعات غارقة في التخلف في مدة معينة ولكنها على المستوى البعيد تنقلب عليك . 15 . بظل التشديد الذي يعاني منه المواطن العربي والمسلم في دول الاغتراب ماهي نصائحك لهذه الشرائح في التعامل مع وجودها في دول اجنبية؟ لا بد للمسلم في دول الاغتراب أن يحترم قوانين تلك البلاد التي تحمله على ظهرها وتعطيه من رزقها خصوصاً الدول الاوروبية الغربية فعلى المسلم أن يبادلها الجميل وهو يعترف بداخل نفسه أن ما يصله من حقوق على أرضها لا يصل إليه في بلده الأم حيث التشدق بالاسلام والمتاجرة بالدين عليه أن بندمج في مجتمعه محافظاً على خصوصيته التقافية بدون اوهام الانسحاق والغلبة .
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صراع الطاقة الجديدة ودول المتوسط
-
جنيف2 : موسكو .. واشنطن
-
-إخوان- مصر وحلفهم مع نظام الملالي في طهران...
-
حتى للاطفال مواقف ...!!!
-
تفكر بالامازيغي، وتكتب بالعربي وتحمل ثقافة فرنسية ، لكن سوري
...
-
الكرد والأكراد ، قضية شعب مظلوم: في دول ظلمت حكوماتها الدكتا
...
-
موت مدينة : صيدا اللبنانية شطرنج التحرك التصعيدي ...!!!
-
اليمن الجديد : التسوية السياسية والحراك الجنبي ...!!!
-
العراق صوت الضمير العربي ،النائم في ظل السطوة المذهبية ...!!
...
-
...!!!السوري :هجرة او نزوح الى لبنان ...!!!
-
صيدا اللبنانية : ما بين الدين والسياسة ،في ترجمة للمشكلة الس
...
-
للترجمة دورا مميزا في التواصل وتعزيز الثقافة بين الشعوب واثر
...
-
روسيا البوتينية : حماية أقليات أو تسعير نارها ..!!! (5- 5)
-
فلسطين هي القلب النابض للعرب : -في الثورة ،الفكر ،الدم ،الاد
...
-
الاعلامية هبة قضامي في حوار مفتوح عن تجربتها الاعلامية الساب
...
-
العلاقات اللبنانية -الروسية .....
-
عيد المرآة العالمي : والنساء العربيات بعيدات عن حقوقهن المشر
...
-
للاعلام التكنولوجي وشبكات التواصل الاجتماعي دورا اساسيا في ح
...
-
نسرين المصري وكالة اخبار مستقلة على شبكات التواصل الاجتماعي
...
-
روسيا- سوريا : محنة إنسانية وروسيا تساهم بالكارثة الإنسانية
...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|