عمر الداوودي
الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 17:25
المحور:
كتابات ساخرة
منذ صغري وانا مولع بحكايات الف ليلة وليلة ومولع بعلاء الدين ومصباحه وبشهرزاد وشهريار وبعلي بابا وبالاربعين مليون حرامي-عفوا اربعين وليس اربعين مليون,,لا ادري من اين جاء المليون؟؟ ربما اثر هبوط قيمة الدينار العراقي على مخيلتي ؟رغم اني لا املك الكثير منه حتى اقلق بشأن قيمته!!-ليس موضوعنا,,,موضوعنا عن الحظ ,,هل تؤمنون به؟؟ انا ارغمت على التصديق به!! قرأت مرة بأن هتلر لعب الحظ دورا في ايصاله الى مستشارية الرايخ!!! يقال بأن يوم الاقتراع امتنع الكثيرون من انصار مناؤييه من الذهاب للاقتراع بسبب موجة انفلونزا كانت قد ضربت المانيا في ذلك الحين!!!يعني الانفلونزا اوصلت هتلر للحكم!!!!!!. عرفت فيما مضى رجلا,, هو صديق طيب ولكنه مهمل جدا وظيفيا ولم يكن يهمه التوبيخ او اية عقوبة ادارية او انضباطية تتخذ بحقه فقد كان ميؤوسا من نفسه ومن عمله رغم كونه كان رئيس قسم وهناك مالا يقل عن عشرين موظفا تحت امرته!! استلم وزير جديد الوزارة التي يعمل فيها صاحبنا وكان قد قيل عنه بأنه صارم جدا,,وانتهز المدير العام في الوزارة توجيهاته التي امر بها المدير العام بأن يقوم بالتفتيش بمعيته وفجائيا على الاقسام التابعة للوزارة فأشار على الوزير بأن يبدءا من المدن النائية-وكان يريد بذلك ان ينقض على صاحبنا المهمل المسكين وبأن يبرز المدير العام بحضور الوزير عضلاته على المسكين صاحبنا وليراه الوزير كيف يصرخ عليه ويوبخه!! وهي فرصة تاريخية للمدير العام لأن الوزير قريب من رئيس الوزراء وقد يساعده ذلك في ان يستلم وزارة ربما في المستقبل-وفي هذه الاثناء وصلت الساعة الى التاسعة صباحا وكان صاحبنا في شقته البائسة يبحث عن بنطاله ويبحث عن السروال الداخلي لتفاجئه الزوجة قائلة له باهمال بأنها غسلتها كلها وهو لم يكن يملك منها سوى ثلاثة وعلى مضض التقط بنطاله وارتداه من دون سروال داخلي,,ومضى لدائرته ولم يكن يعلم سبب ضحك كل من كان في الباص حين نظروا اليه!!! ولم يعلم كذلك سبب ضحك كل المارة به في الشارع!!واصلا لم يلاحظ ضحكهم !! الى ان وصل لدائرته وجلس على كرسيه خلف المكتب ليكتشف فجأة بأن سحاب بنطاله(زنجير) مفتوح!!! وحيث انه لم يكن يرتدي سروالا او شورتا داخليا فقد كان (عضوه وملحقاته ) ظاهرين للعيان!!!وعلى الفور سحب بقوة السحاب ليتفاجأ بأن السحاب مقطوع وومنفرط!!! امتقع وجهه وشحب لونه واسودت الدنيا بوجهه,وسأل نفسه (في الثانية عشرة يجب ان اذهب لتناول (سندويتش))كعادة كل يوم,,(كيف اذهب؟؟ كيف اذهب الى المرحاض البعيد عن المكتب؟؟!!) قرر ان لا يغادر غرفته الى نهاية الدوام وطلب من احدى الموظفات ان تأتي بكم اضبارة ضخمة لتضعها على مكتبه وبذلك يضرب عصفورين بحجر!! سيقول الموظفون بأنه منشغل لهذا لا يغادر الدائرة ومن ناحية اخرى ستعلوا الاضابير على سطح المكتب فلا يلاحظ احد ما برز من تحت السحاب!!!ولكن المفاجأة كانت بأن احد الموظفين هرول ركضا الى مكتبه ليصيح (استاذ ,,انه هو ,,الوزير وووكلاء الوزارة والمير العام الاقدم وبقية المدراء العامون جاؤونا زائرين!!!!) كاد صاحبنا الذي كان مؤخرته ملتصقة بكرسيه منذ ساعة اب يغمى عليه من الخوف والرعب!!! ماذا يقول؟ وكيف يخرج من الغرفة لأستقبال الوزير؟؟وماذا يقول لهم بشأن سحاب البنطال؟؟ توصل خلال لحظات بأن حياته الوظيفية قد انتهت الى الابد ووازن بين الاولويات ورأى بأن اولوية المحافظة على ماء الوجه والحياة مقدمة على كل الاولويات!! فأمر الموظف بأن لا يغادر اي موظف غرفته ومكتبه وان يستمروا في اداء اعمالهم كما لو ان امرا لم يحدث وقرر هو في قرارة نفسه ان يتسمر في مكانه وان لا يتحرك من كرسيه الا وهو ميت او مقتول !!! ودخل الوزير ورهطه وهم كثر الدائرة ولم يستقبلهم احد ووصل الى غرفة صاحبنا وفتح الباب ودخل عليه وهو جالس خلف مكتبه ولكنه استمر متسمرا في مقعده ولم يقم!!! صرخ عليه المدير العام الاقدم ووكيل الوزارة الاقدم(قم من مكانك ؟؟ معاليه امامك؟؟ ) ورد عليهما بصرخة اقوى(انا في دائرتي اؤدي الخدمات للمواطنين المنتظرين في الخارج ولا يهمني لا الوزير ولا رئيس الوزارة ولا اي احد آخر في هذا العالم!!!!) وانبهر الوزير اشد انبهار وتعجب منه مثلما اعجب بشجاعته!!! واستسمحه ليجلس لدقائق!!! ورد عليه صاحبنا(المستأسد لاول مرة في حياته) سأمنحكم دقيقتين فقط,,,!!! وازداد الوزير من شجاعته وصرامته وانبهر من كثرة اعماله فالاضابير الضخمة تغطي سطح مكتبه!! ولم يقدم لا ماءا ولا قهوة ولا شايا للوزير ولم يطلبها له !!! وقبيل مغادرة الوزير للمكتب كتب الاسم الرباعي لهذا (المستأسد الحامي) مع عنوانه الوظيفي الكامل!!وغادر الوزير الغرفة مع رهطه الذين لم يستطيعوا الدخول الى وسط الغرفة لأن صاحبنا كان قد صاح بوجههم (قفوا ...ارجعوا,,,غادروا الغرفة فقط الوزير,,يجلس)!!! نعم غادر الوزير ورهطه الذين كانوا قرب الباب الغرفة وتركوا صاحبا يردد في قرارة نفسه(قضي علي) ومرت ايام وليالي كان صاحبنا غائبا عن الكون حتى ,,,لا يأتي للدوام,,,يذهب صباحا ويشتري كمية من (الكرزات) ويجلس في الحديقة العامة ويتأمل الدنيا وما جرى له في الماضي ويلعن الفقر ويلعن زوجته التي هي الوحيدة التي تضاهيه في الاهمال,,,وفي اليوم الخامس جاءه خطاب رسمي من الوزير لزيارته!!(قضي علي,,,قلتها سابقا)ذهب الى الوزير ولكنه فوجيء بأمر وزاري بتقليده منصب المدير العام الاقدم!!!! وبعد اشهر اقيل الوزير من منصبه لأنه كان جادا كثيرا في عمله!!! وتولى صاحبنا الوزارة بالوكالة لأشهر كانت كفيلة بأقناع رئيس الوزراء ب(طيبته) و(صمته)و(موافقته لكل ما يقوله ) واخيرا صدر الفرمان بتوليه الوزارة !!! واصبح وزيرا,,,!!!!!!!!!! نعم وزير!!! ولهذا كله انا مرغم على التصديق بالحظ,,,ومرغم على البحث عن مصباح علاء الدين لأن فيه المارد,,,ولأن فيه الحظ كله,,,,اما صاحبنا فهو مؤمن اليوم اكثر من اي يوم مضى بأن وراء كل رجل عظيم امرأة!!! حتى لو كانت مهملة في اصلاح سحاب بنطال زوجها,,,وحتى لو كانت مخطئة في تقدير وقت جفاف سراويل زوجها التي كانت قد غسلتها!!! وراء كل رجل عظيم امرأة ,,,وداخل احدى المصابيح مارد نائم منذ قرون,,,ينتظر الخروج لتأمره بأن يلبي لك اوامرك,,,لذا ابحث معي عن مصباح علاء الدين ودعك من الاخلاص.
#عمر_الداوودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟