عدم اعتراض الامام علي(ع) على جمع ألقرآن دلالة مصداقيته

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عدم اعتراض الامام علي(ع) على جمع ألقرآن دلالة مصداقيته
السلام عليكم ورحمة الله:
هناك الكثير من المحاولات قديما وحديثا ولازالت هذه المحاولات مستمره غايتها التشكيك بصحة ألقرآن الكريم من خلال التشكيك بطرق جمع القرآن وليس التشكيك فقط بصحة القرآن الكريم ولكن التشكيك بكون القرآن من وحي الله جل وعلا وانه ماهو الا تأليف من شخص رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم وقد اكدت لنا هذه المحولات قديما الكثير من ألايات القرآنيه ومنها على سبيل المثال لاالحصر(وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا ( 4 ) وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ( 5 ) قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما ( 6 ) )سورة الفرقان
ومن المرويات التي يستند أليها من يريد التشكيك بصحة ماورد من أيات في القرأن الكريم الذي في أيدينا والذي يتعبد به كل المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم وحتى ممن يشك من بعض المذاهب بعدم صحة او تحريف بعض آياته فكيف يتعبد به من يشك ان هذا القرآن طاله التحرف عجبا
والروايه التي استند أليها الكاتب الناصري لعماري في مقاله(
قصة مضحكة مخرجة عن الإسلام/http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=361847
والغريب في الامر انه يقول الروايه الحقيقيه فكيف استند ان الروايه حقيقيه وصادقه؟
فماهي تلك الروايه التي تشكك بمصداقية رسول الاسلام؟
تقول الروايه عن عبد الله بن ابي السرح والذي كان كاتبا للوحي:

فبينما كان محمد(ص) يملي على عبدالله بن أبي سرح الآيات التالية( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ-;---;--"14" ) تعجب لبديع صنع إلاه محمد(ص) الذي كان يعتقد أنه يكتب كلامه فقال
"تبارك الله أحسن الخالقين" فاستساغها محمد (ص)وقال له اكتبها لأنها هكذا نزلت الأمر يشبه أحد الكتاب العظام يملي لأحدهم قصته الجديدة محاولا أن يبدع فيها لغويا فينطق مساعده ذو المستوى البسيط بجملة عرضية محاكاة لأسلوب معلمه الكاتب المشهور ،فيكرمه بأن يقول له "حسنا أكتبها" فيكون له الشرف أن يكون صاحب تلك الجملة و يفتخر بهذا بين الناس، هذا ما أراد أن يفعله محمد(ص) لكن أبا سرح لم يفهم ذلك !!!!،لقد دخلت الشكوك عبدالله بن أبا سرح فأراد أن يختبر نبيه فكان عندما يملي عليه "وكان الله عليما حكيما" يكتبها "وكان الله حكيما عليما" ثم يعيد قرائتها على نبيه فلا يلاحظ أي إختلاف !!!! ثم عندما قال له أنه لا يدري أيكتبها عليم حكيم أم حكيم عليم قال له محمد"نعم سواء" كما قال الطبري وقد فعل نفس الأمر في عدد من الآيات حتى تأكد أنه يكتب ما يريد
فقال "ما يدري محمد ما يقول إني لأكتب له ما شئت "و هرب إلى مكة عائدا لها بعد أن اكتشف أنه كان يكتب لرجل عادي لا يوحى له من رب الرمال
حتى ابين لكم ان الروايه كاذبه هناك امرين يؤكدان كذب هذه الروايه:
الاولى ان عبد الله بن ابي السرح اسلم اي دخل الاسلام قبل صلح الحديبيه ونعلم ان صلح الحديبيه حصل بعد هجرة المسلمين الى المدينه المنوره
فعليه ان الايات المفترض ان يكتبها كاتب الوحي عبدالله بن ابي السرح آيات مدنيه
بينما الايات التي كتبها وهي:
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ-;---;--"14" ) هي من سورة المؤمنون وعدد آياتها 118 وهي بالمجمل سورة مكيه أي نزلت في مكه وبعد عبد الله بن ابي السرح لم يدخل الاسلام
اما عبارة تبارك الله والتي يدعي عبدالله بن ابي السرح هو مؤلفها وليس الله فقد وردت في القرآن الكريم تسع مرات وعلى النحو التالي:

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف : 54]
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان : 1]
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان : 1]
{تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} [الفرقان : 10](سوره مكيه)
{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} [الفرقان : 61]
{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر : 64](سوره مكيه)
{وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الزخرف : 85](سوره مكيه)
{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن : 78]
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الملك : 1]
هذه ثمان آيات وردت فيها عبارة تبارك الله واغلب تلك الايات سور مكيه قبل دخول بن ابي السرح الاسلام والاية التاسعه التي وردت فيها عبارة تبارك الله أحسن الخالقين هي ما أدي في الروايه التي نسبن الى عبد الله بن أبي السرح
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ/ وهي مكيه كما بينت اعلاه ونزلت في مكه قبل ان يدخل ابي سرح الاسلام وقبل ان يصبح كاتبا للوحي
اما الامر الثاني: هو عودة عبد الله بن ابي السرح الى الاسلام بعد ان ارتد عنه وبعد ان تبين له ان رسول الاسلام لايوحى أليه من السماء فكيف يستقيم هذا الامر قد يقول البعض انه عاد مجبرا خوفا من أن يقتل لان رسول الاسلام توعد بقتله ولو تعلق بأستار الكعبه هذا تبرير مقنع فعاد الى الاسلام حفاظا على حياته ولكن غير المقنع ان يقاتل من اجل الاسلام حد الموت شخص غير مقتنع بالاسلام ولم يؤمن به لدرجه تجعله يقدم حياته دون الاسلام ,قد يقول البعض مبررا قتاله في سبيل الاسلام ليحظى بالسبايا وبالاموال حاله حال المرتزقه اليوم أيضا تبرير مقنع ولكن لايقدم المرتزق حياته للموت وبمجرد ان يشعر ان حياته في خطر يهرب من المواجهه لنتابع سيرة عبد الله بن ابي السرح بعد ان عاد الى الاسلام وهل انه عاد خوفا وطمعا ام عاد أيمانا عن قناعة بالاسلام

شارك عبد الله في الفتوح بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى جورار ربه، وولاه عثمان بن عفان بزمن خلافته إمارة الصعيد، ثم ولي مصر بعدها في سنة 27هـ، وفي مدة ولايته فتح فتوحاً عظيمة في بلاد النوبة والسودان سنة 31 من الهجرة، وعقد عهداً بينه وبين ملك النوبة بأن يؤمَّن التجار ويحافَظ على المسجد الذي بناه المسلمون في دنقلة.

تولى بناء وقيادة الاسطول الإسلامي في معركة ذات الصواري. وانتصر على البيزنطيين وأغرق 900 سفينة من اسطول قنسطنس الثاني. كما غزا إفريقية عدة مرات سنة 31هـ، و 33هـ حتى بلغ تونس.

وبعد استشهاد عثمان اعتزل عبد الله السياسة ونجا بنفسه من الفتنة، وخرج إلى عسقلان فظل فيها عابداً حتى توفي بها سنة 37هـ.

وهناك رواية أخرى تذكر وفاة عبد الله ابن ابي السرح، ودفنه بمدينة أوجلة في ليبيا.
وعدم تركه للاسلام بعد وفاة رسول الاسلام (ص)الذي كان يطلب دمه دليل على اسلامه عن قناعه ودليل كذب ماروي عنه
ناتي الان لاامر اهم وهو صحة القرآن الذي بين يدينا هو موافقة أمير ألمؤمنين على (ع) على هذا القرآن الذي جمع في عهد عثمان(ر) وعدم اعتراضه عليه وبقيت أمة الاسلام في خلافته تتعبد بهذا القرآن
وقوله فيه وتأيدا لجمعه وموافقة على جمعه:
قال عليّ رضي الله عنه: "لا تقولوا في عثمان إلاّ خيراً، فو الله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلاّ عن ملاٍَ منّا" ؛ قال: "ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أنّ بعضهم يقول: إنّ قراءتي خيرٌ من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفراً". قلنا: "فما ترى؟" قال: "أرى أن يُجْمَع الناس على مصحف واحد، فلا تكون خرقة ولا اختلاف". قلنا: "فنعم ما رأيت"4!

وروي أنّه (عليه السلام) قال: "لو وليّت لعملت بالمصاحف التي عمل بها عثمان"5، وفعلا تولى الامام علي(ع) أمور المسلمين وعمل بمصحف عثمان وعملت به الامة في عهده ولازالت تعمل به
ولن تزال أمة الاسلام تعمل وتتعبد بهذا القرآن مهما تعددت وتنوعت المحاولات للايحاء بان هذا القرآن محرف
اما من يوحي انه كان هناك اختلافا بين المسلمين على مصحف عثمان (ر)فماقاله الامام علي امير المؤمنين ينفي كل تلك الادعاءات وعمل وتعبد المسلمين به كل هذه القرون ايضا ينفي كل تلك الادعاءات

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات