أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - حتى لا نحترف البكاء ....















المزيد.....

حتى لا نحترف البكاء ....


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 01:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الواقع المرير وليس المر الذى نحيا فيه يحتاج الى مزيد من التأمل، خيال شاعر، وقلب ثائر، وعقل تاجر، كل هذا يجب أن نستحضره الآن ونحن نتدبر حالنا حتى لا نحترف البكاء .
وحتى نضع القارىء على أول سطور الموضوع ... وارجو القراءة بتدبر ..
إن صعود أى تيار سياسى أو نظام سياسى يحتاج لعدة اشياء، وسواء اتفقت معه او اختلف معه فإن استحضار أدوات الفعل هى التى جعل من الفعل شىء ذو قيمة .
وهنا نحتاج الى سؤال مركزى للدخول الى قلب الموضوع : كيف استطاع تيار الاسلام السياسى وتحديدا " الاخوان المسلمون" من السيطرة على الثورة وحكم مصر؟

اولا : استطاعت هذه الجماعات وخلال اربعين عاما أن تقوم بعملية انتشار رأسى وافقى . واستطاعت خلق تيار عام، وطرحت من خلال هذا التيار حالة مظلومية على مستوى الذهنية المصرية بشكل شامل .
وتفصيلا : الانتشار الرأسى والافقى :
استطاع هذه الجماعات من خلال ارتباطها بالسلطة أن تتواجد فى مفاصل الدولة من خلال اساتذة فى الجامعات وهؤلاء الاساتذة استطاعوا خلق شريحة من المعيدين فى الكليات المختلفة ، ثم اصبح هؤلاء المعيدين اساتذه فى الجامعات واعضاء هيئات تدريس واعضاء نقابات ومن خلال نقاباتهم او اعمالهم استطاعوا ان يكونوا جزء من المناخ الاقتصادى .
وايضا استطاعت عدة شرائح منهم ان تتسرب الى العديد من النقابات المهنية وصناعة جماعات ضغط يمكن للاخرين المراهنة عليها فى ترجيح كفة هذا عن ذاك، ثم اصبحت هذه الجماعات ذات حضور فى الجمعيات العمومية وبذلك طرحت نفسها مرشحين فى مجالس النقابات باعداد بسيطة تستطيع ان تحسم المعركة بضربة قاضية .. فازعجت خصومها وارسلت لهم بعض من اشارات القوة التى يحسب حسابها .
الانتشار الافقى كان هو التوزيع فى كافة المفاصل والمناشط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية والمهنية على كافة التخصصات وفى كل الشرائح .
أما الانتشار الافقى : فقد عملت هذه الجماعات على التواجع فى المساحت التى انسحبت منها الدولة وفقا لقاعدة الجغرافيا لا تعرف الفراغ ، فقد استطاعت هذه الجماعات ان تنتشر فى كل المناطق التى تعانى عجز فى الخدمات والتنمية، فقدموا من خلال الزوايا والمساجد والجمعيات والافراد خدمات شكلية كجرعة ماء التى تبل الريق ولا تروى العطش ولكن استطاعت ان توظف بعض من الشعارات الدينية المخدرة فى هذه الخدمة المتدنية من خلال بعض أوهام الحلول كالعلاج بالاعشاب والعسل والرقية ومن هنا استطاعت توظيف بعض من الاشارات الدينية فى منتج اقتصادى شكل حالة نامية من الاقتصاد الرمادى للجماعات فوجدنا سلسلة محال تبيع العطارة على انها ادوية ناجعة العلاج والفقير يستطيع ان يدبر بعض من القروش يدفعها فى علاج ويامل من الله الشفاء والجماعة تراكم هذه القروش وتحولها الى مبالغ يمكن توظيفها فى مشروعات اكبر وتستطيع ان تخرط عدد كبير من اعضائها تسد بها حاجتهم المادية وتسد عجر البطالة لديها ويصبح فيها الفرد محتاج الى المجموع وطائعا للجماعة .
من هنا كان سلسلة جمعيات " انصار السنة " التى وصل عددها قبيل الثورة الى 120 الف فرع تنتشر فى كل بقعة من بقاع مصر المحروسة وعددا اصغر من جمعيات " الجمعية الشرعية" حوالى 80 الاف فرع هذا بالاضافة الى سلسلة مساجد عرفت بالتوحيد والرحمن والتوبة .... وجمعيات اخرى لها الالاف العناوين والاشكال استطاعت ان توجد انتشارا عجزت الدولة ان تكون لها هذا الانتشار .
-- ثانيا التيار العام والمظلومية :
استطاعت هذه الجماعات منفردة تارة ومجتمعة تارة اخرى ان تخلق تيارا عاما - سمى تيار التدين - هذا اتيار له سمات واضحة المعالم جلباب قصير او سواك فى اعلى الجيب العلوى للقميص ولحية كثة و قميص قصير، وثياب للنساء فضفاض وخمار وقفاز يغطى الايدى ثم بدات حمى النقاب ذو الفتحات العينية ثم بدات هذه الفتحات فى الاختفاء وبقى النقاب بلا اى ثقوب .
السلطة فى المقابل بدات فى دعم هذه الجماعات من خلال خطاب اعلامى ركيك يستخف بهذه الظواهر فقط ولا يطرح شىء فى العمق حول هذه السمات ولماذا (؟) الا ان الجماعة استطاعت من خلال هذا التيار المنتشر فى القرى والنجوع والاحياء الشعبية والنقابات وهئيات التدريس وغيرها استطاعت ان تشيع ان السلطة علمانية - وعلمانية بمعنى انها ضد الدين - وان استهزاء السلطة بالسمات الدينية هو نوع من انواع اضطهاد الدين والمتدينين وان السلطة تقوم بالتضيق عليهم لانهم يريدون ان يظهروا الدين والاسلام الذى تحاربه الدولة . المواطن الذى يلتقى هؤلاء فى المساجد خمس مرات فى اليوم وفى الشوارع طوال اليوم قارب على تصديق الفكرة والذين لم يصدقوا الفكرة وجدوا ان الاقتراب من هذه الجماعات يمكن ان يعود عليهم بالنفع بشكل او باخر. ومن هنا تم خلق هذا التيار وسط الجموع .
هنا اصبحت الجماعة تعيش فى وسط حاضن لدعوتها وتستطيع ان تقدم بعض من الحلول التى عجزت الدولة عن حلها مثل التوظيف بغض النظر عن كونه توظيفا او استغلالا للافرا او الدين ولكن هو بعض من الحل .
وفى المقال كانت كافة التيارات السياسية عاجزة عن صناعة هذه المنظومة المتمثلة فى الانتشار الرأسى والافقى وصناعة تيار عام وطرح مظلوميتهم على الشعب ولكن الاخطر فى كل هذه العملية كلها يتمحرو فى محورين رئيسيين .
المحور الاول : الانتلجانسيا ، والمحور الثانى : الذراع الاقتصادى .
اما المحور الاول : صناعة الانتلجانسيا :
والانتلجانسيا هى الطبقة الوسطى او الوسيط الذى يربط بين القواعد والقمة . وبلغة السياسة صناعة الكادر وبلغة الدعوة صناعة الواعظ .
استطاعت هذا الجماعات من خلال مراكز التاهيل والاعداد ومعاهد الدعوة وخلق وسائط مغايرة او توظيف وسائط اعلامية جديدة ان تفسح المجال للهذا الطبقة ومنذ البداية عملة هذه الجماعات على استغلال شريط الكاست والسى دى والانترنت واليوتيوب ان تخلق وسطاء او وسائل اعلامية جديدة تضرب بها احتكار السلطة للاعلام فى مقتل هذا قبل نفاذ هذه الجماعات الى الاعلام المرىء على وجه الجصوص ، ومن خلال طرح وسطاء ووعاظ جدد ما بين الفينة والفينة استطاعت ان تخلق وسطا قريبا من كل شيخ فيهم وبحسا عدد الشيوخ - الوعاظ او الوسطاء او الانتليجانسيا - تشكل القوة العددية لهذه الجماعات . وهم على سبيل المثال :
- وجدى غنيم
- أحمد فريد
- سعيد عبد العظيم
- محمد حسان
محمد يعقوب
خالد الجندى
- عمرو خالد
صفوت حجازى
- الحوينى
- مسعد انور
- عبد الملك الزغبى
- محمد عبد المقصود
وهذه عينة قليلة من الاسماء التى يمكن وصفها بالانتليجانسيا او كوادر الحركة والتيار العام او الوعاظ او الدعاة وهم من الكثرة بمكان هذه الكثرة استطاعت ان تجعل من العمل الدعوى الاسلامى عملا حصريا لهذه الاسماء وهذه الاسماء لم يتوقف دورها على العمل الوعظى فقط ولكن العمل الوعظى كان مرحلة تلاها بعد ذلك عددا من المراحل واهمها مرحلة العمل الاعلامى والاجتماعى كالقنوات الفضائية والجمعيات الاجتماعية كصناع الحياة ورسالة والتى من خلالها استطاعت ان تكون هى المحرك للوعى العام فى مصر .
وللحديث بقية



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب النهضة وسدها .... وقبقاب عم سعد
- ماذا يعنى حبكم للصحابة ..... وبغضكم للبشر ؟!!
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك..... الجزء الثالث عشر ...
- الى فضيلة شيخ الأزهر - عفوا- ...الى متى تخون شيعة مصر ؟!!
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ...... الجزء الثانى عش ...
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ...... الجزء الثانى عش ...
- -الاعدقاء- ومبادرة -وطن واحد-..
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ..... الجزء الحادى عشر
- حين تكون الاردن اشرف الانظمة العربية
- سورية والجهاد فى -بيت العود -
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ..... الجزء العاشر
- رسالة إلى أخى السلفى ....2/2
- رسالة إلى أخى السلفى ....( الجزء الثانى)
- رسالة إلى أخى السلفى ....( الجزء الاول)
- أمسك شيعى
- حتى لا ننخدع .... بإيران أم طالبان 2/2
- حتى لا ننخدع .... بإيران أم طالبان
- الشيعة الحالة الفردية 2/2
- الشيعة الحالة الفردية 1/1
- المنتظرون على ناصية تاء التأنيث


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - حتى لا نحترف البكاء ....