مسعد خلد
الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 23:33
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تقع في منطقه الشاغور وترتفع عن سطح البحر 380 مترا وهي قريبه من قريه الرامه، تبعد عن مدينه عكا حوالي 25 كيلو متر، وهي واقعه على هضبه مرتفعه . أما اسمها فهو تحريف للاسم شزور والتي كانت من ايام التلمود. يعود تاريخها الى قبل سنه 1600ق.م حيث وجد فيها قطع وآثار تاريخية. استوطن الموحدون القريه منذ القرن الحادي عشر، ويبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة الاف نسمه، يعتاش سكانها على العمل والزراعة والوظائف المختلفة. في ساجور يوجد مقام يوسف الصديق (الغريب).
زرت مع رفاق العمل، قرية ساجور، لتعزية الصديق أبو هادي سلمان حمود، بوفاة والدته المرحومة. وبعد أن سلمنا على ذوي الفقيدة، تراجعت باحثا عن مكان للجلوس، خاصة وأن القاعة كانت تغص بالمعزين، فما كان من أحد مشايخ الدين، سوى أن قام عن كرسيه، في الصف الأمامي، وسحبني من ذراعي، ليجلسني مكانه. ولمّا عاندته، محاولا الافلات من قبضته، أقسم بأغلظ الايمان، وأرغمني على الجلوس. وعندها تحركت النخوة عند شاب جلس خلفنا، فقام عن كرسيه، ووضعه بجانب الكرسي الذي جلست عليه، ودعا الشيخ للجلوس!
بعد أن هدأت الخواطر، همست للشيخ الأصيل:"الله يجبر خاطرَك!" فأجابني:"الله يآجْرَك، وسلامِة راسَكْ!" ثم تابع بنبرة خشوع "الحقيقه الفقيده، بتستاهَل الرَحمِه، عاشت محترمه، ومن أهل الطاعه والايمان، وتركت وصيّه!" ومن حديث الى حديث، عرّفته على نفسي، فهزّ رأسه وقال:"إنتو يا ابني، أهل بيت جن، مدرسه في أدب الضيافِه!"، فقاطعته بهمس:"لا تستعجـِل يا شيخ! جيل اليوم تغـَيَّر!" فقال بلهجة متحسرة:" صحيح! لكن كل شيء نسبي.." وقطع حديثنا دخول معزّين، وبعدما جلسوا، تابع حديثه قائلا:"..بعدين أنا قمت لك لسببين؛ أول باب، لإنك لمّا طلعت من بيتكو؛ قلت لأهل بيتك، أنا رايح على ساجور؛ وكل شي على بابو بيشبه صحابو.. وثاني باب، الشباب الصغار بيقلدوا الكبار، في المنيح وفي العاطِل؛ والمثل بيقول (التلم الاعوج من الثور الكبير)".
#مسعد_خلد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟