أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - التقابل الدرامي في المجموعة القصصية - لسمر حجازي-














المزيد.....

التقابل الدرامي في المجموعة القصصية - لسمر حجازي-


نجية جنة

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 00:43
المحور: الادب والفن
    


ا تظل القصة القصيرة جدا الرسالة المشفرة الحديثة التي يعبر من خلالها المواطن العربي، ويوزع بوحه ، ويشرع أبواب فكره وقناعاته عبرها ، فأضحت القصة القصيرة جدا الجنس الأدبي الأكثر انتشارا في عصر التكنولوجيا المتطور باستمرار، ومن أرض فلسطين جنينا باكورة سمر حجازي في أرض المغرب الحبيب ، وبالضبط بالدار البيضاء بمطبعة القرويين سنة 2013 ، مجموعة قصصية قصيرة جدا تحمل عنوان "جدار الحرية" ترجمها في شق الكتاب الثاني المترجم المغربي حسن الغافل بن الطاهر وأعطاها عنوان : La muraille de la liberté
جاء في تقديم الروائي مصطفى لغتيري ص 6 " في النصوص التي تكتبها الأستاذة سمر حجازي ثمة دائما أمل متوار خلف قسوة الحياة...أمل وإن كان زئبقيا ...إلا أنه حاضر من وراء حجاب ..." فجل المواضيع التي تطرقت لها القاصة تلامس مجالات عديدة في المجتمع وتظل عفويتها مخاتلة ، ترصد إحساسها أولا وتعبر عن الآخر بوعي وانضباط ، ويظل شعورها يتخبط بين العقل والوجدان ، والهم الكاتم على أنفاسها تظل ترسم له منفذا إلى عوالم خاصة بها كلها حالمة و متفائلة بغد مشرق .
ككل القصاصين الفلسطينيين ، والذين تطورت القصة القصيرة جدا على أيديهم في بداية الثمانينيات من القرن العشرين أمثال محمود شقير وتيسير محيسن وأمين دراوشة وأحلام بشارات وسما حسن وسماح الشيخ وغيرهم ، تحمل سمر حجازي هم الوطن المستلب والمضطهد ، وهم شعب يرزح تحت وطأة الاستعمار فيكابد الويلات على جميع الأصعدة .
كما أن الكاتبة تلامس مجالات عديدة إلى جانب الوطنية والقومية ، فهي تنطلق من الذات وتعبر عن الآخر بوعي مزدوج ، تتفاعل مع الحركة الإجتماعية ولكن بأسلوب يعتمد على الرموز والدلالات الإيحائية الكثيفة ، لذلك جاءت لغتها مشحونة بالصور والمفارقات والتعابير الملغزة رغم بساطة ألفاظها وسهولة ديباجتها ، فالكاتبة تسرد قصصها بلغة فصحى بسيطة وتراكيب تنسجم مع مخيلتها وتتفاعل مع عالمها المتخيل ، تحكي جل الحكايات مكتملة ، تنتهي بخط سردي هادئ ، تعتمد على الأزمنة المحددة كثيرا مما جعل قصصها أكثر حركية وأكثر تركيزا ، أما الشخوص فلا تجعل لها أي ملامح تظل نمطا تعبيريا تتخذها الكاتبة لتفند الواقع الملغوم بوضعياته المختلفة.ورغم ذلك فالكاتبة ليس لها وجهة محددة ، فهي تنتقل من قصة إلى أخرى وكأنها تلتقط أفكارها المشوشة بواسطة التقابل الدرامي.
كما نلاحظ أن المجموعة القصصية يمكن تصنيفها إلى محاور محددة ، فمثلا علاقة المرأة والرجل والقائمة في أغلب الأحيان على الخيانة والعنف والقسوة نجدها تمثل الحصة الأكثر في المجموعة ومنها: " أشواك" ص 10 و"حب" ص 11 و "العقد" ص 13 و" صعود" ص 19 و" بوح" ص 22 و "مهمة سرية" ص 23 ثم "المصير" ص 25 ، فكل القصص محملة بأحاسيس وانفعالات تتشكل إلى حقيقة موضوعية تقول الساردة في قصة " المصير" " حين احتد الجدال وتعالت الصيحات، خرجت عن صمتها المعتاد، أمسك المكنسة وانقض عليها بوحشية أعادتها إلى صمتها ...رفع يديه أمام الشرطي و الصدأ يصبغهما :
-لم أضربها قط.
كما أنها تخصص جزء من القصص للبوح بهوسها بالكتابة وشغفها بها ، وأنها لا يمكنها العيش من دونها وتلخصها القصص التالية: "خلاص"ص 9 و "المعراج" ص 12 و"تعفن" ص 18 و" قفلة" ص 20 ثم " ملكة" ص 20 التي تقول فيها " انتقلت مع أسرتها إلى بيتها الجديد في حي راق بطرف المدينة ...كادت تفقد صوابها كلما أمسكت بالقلم .. كانت الحروف عالقة في مكان ما.. جن جنونها فكسرت قلمها...وبعد شهر حين ذهبت لبيتها القديم لتسلم مفاتيحه للمشتري الجديد، وجدت قلمها القديم ينزف فوق سطح المكتبة..."
وتظل الفلسطينية ككل الشعب الفلسطيني ، تحمل هم الوطن المستلب ، لتقول في القصة " نظرة" ص 24 " قرر هذه المرة ألا يكتفي بنظرات يسترقها .....
-كأني أعرفك....
يستحيل..لا يسمح لعرب 48 زيارة لبنان.
-هل تستخدمون العبرية في حديثكم؟
-للأسف...نحن تحت الاحتلال.
ضحك بسخرية واستهتار ، بينما كانت شرايينها تنفجر قهرا.
رمقها بنظرة تبدو مختلفة هذه المرة،
علي أن أغادر
"Désolé
الفلسطيني دائما يحمل إحساسه بالظلم والقهر ، إنها تعبر عن المعاناة التي يقاسيها الفرد الفلسطيني ، ولكن المفارقة الساخرة الصارخة في توظيفها للفظة "أعتذر" التي نطق بها اللبناني توضح مدى الاستلاب الذي يعانيه كل المواطنين العرب .
كما أنها تشير لبعض الاختلالات الأخلاقية التي تستشري في المجتمع ومنها الفساد الإداري الذي توضحه قصة " الصدأ" ص 16 والفساد الأخلاقي الذي تتسبب فيه الانترنيت في قصة " صيد وفير" ص 26 بالإضافة إلى الفساد السياسي الذي يتسبب فيه القادة العرب كما توضحه قصة " الريس" ص26 وقصة "حل أزمة" ص 32 .
أما بخصوص ترجمة النصوص بالفرنسية فتظل تحتفظ بنفس المعنى إلا أنها ستعطي للغة هوجو نفسا شعريا أضفى عليها جمالية خاصة تفتقده لدى الكتاب الأصليين .



#نجية_جنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السخرية اللاذعة والأسلوب الملغز في - ويك ...مد النظر- للقاصة ...
- -الأسلوب الساخر في رصد سلوكات الواقع- في -رؤية معكوسة - للأس ...
- علاقة المرأة والرجل في - رقص المرايا- لنعيمة القضيوي الإدريس ...
- حتى لا يطول الانتظار
- خيوط الحكاية
- طفولة مخصية
- ستمطر
- الجرأة في فلسفة الحب في - العشق المشروع - لسعاد الحمري
- الأسلوب الطريف في تناول قضايا المجتمع في - في انتظارصوتها .. ...
- تعدد الأصوات والرؤية الدرامية في ديوان- فاتن الليل - للشاعرة ...
- الابعاد الجمالية والإنسانية في رواية - ليلة إفريقية - للروائ ...
- MEMORY IN THE WINDWARD
- أبحث عني
- احتفاء مدينة قلعة السراغنة بالروائي المغربي مصطفى لغتيري
- مساءلة أبعاد السرد الروائي في روايات لغتيري من خلال الكتاب ا ...
- مساءلة أبعاد السرد الروائي في روايات لغتيري من خلال الكتاب ا ...
- قرنفلة الجبل
- ذكرى إيموزار
- أطلب المستحيل
- اكتئاب القصيدة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - التقابل الدرامي في المجموعة القصصية - لسمر حجازي-