كي تكون كاتباً Becoming a Writer

صوفيا يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 21:23
المحور: الادب والفن
    

اعتمد الأصابع الخمسة Five Fingers. لاتعتمدي يا بنت العراق على حال ومآل ضحية الجلاد الغابر، وبالمثل لا تعتمد يا مواطنها عليها في حلمك المؤجل لجيل خلى، كلاكما في آن من أوان معا، موبوء قهري، بلقاح الجلاد بقوة قانون الإستمرارية رغم كوابح عجلة عراقية الصنع ماقبل التاريخ، كلاكما يحمل فيروس الإستعداد إلى العدوى حتى بشر البلية الضحك التراجيدي على الملهاة البعثية فرط إشعاعات حرب الحزب العبثية العدمية؛ بمكنتكما تلبية تنادي ابن حاضرة البصرة الخربة الثمانيني الشاعر الذي شاف وعاف، لكن حتى ابن البصرة الطيبة وقد مسخت سنون الزمن الرديء طيبتها الأثرية، غير مأمون!.. لأن الشر والشيطان في تضاعيف تفاصيل وغضون شروط النشر؛ يستسهل بإسهال وسلس وتحليل إدار حد القيء، حجب شمس الحقيقة العنيدة أبداً، برهن الضحية- الجلاد بأنه غير نزيه بالضرورة، وبتجريبه اتضح عدم استقلاله المدعى، حجب الشمس
الساطعة بأصابعه الخمسة، بنقرة زر ظنا منه أنه صاحب الإقطاعية مالك رقيقها الأبيض البض وزنج مسطحاتها المائية وحقل دواجنها مصون غير مسؤول، فقط مشمول ببدل النائية على راتبه الإسمي المثبت لدى قلم الذاتية، مضافاً إليه الخطورة من نقرة ديك هراتي!..، متى شاء قال:

- عودوا إلى أقفاصكم، حضائركم لا ضمائركم!..

وكلب السركال بباب الكوخ يعوي: أين حقي؟!.. لايغرنك الذئب العجوز بثياب سلام، في الـ63 من عمره المتقاعد الشريف، سنة 1963م لجأ إلى جوار بريهة البصرة، كمب الأرمن ليسهر ليل كل أحد مع (مكرديج عيسى) على طرب مغنية الحي الشابة الصاعدة آنذاك (سيتا هاكوبيان)، وتقليد (سهاك كرابيت) لصوت العندليب الأسمر ليقرأ عليه: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ حَليم حاظ!.. أبو هشام يستطيب على جسر المسيب لفقط لسماع هذيان رأسه الأشيب، يصبغه ليلهو!.. قبل 14 سنة، آخر سنوات القرن الماضي، سقط جدار ثار غباره اليوم، الشاعر سعدي يوسف- عن هيأة الملتقى في 25 تشرين الثاني الخريفي الحزين 1999م يسقط هذه الورقة:

- "الساسة يتابعون السيرة غير الحميدة لأسلاف أجلاف. لكن مثقفي العراق العظيم ومبدعيه لن يرضوا بأن يباع البلد ثانية، وعن طريق الذين باعوه أولا قبل ثلاثين عاماً. كل من أنتج ثقافة، وساعد في تشجيع وترويج الثقافة، يحضر الملتقى. منتجو الثقافة، فرادى، بمختلف اللغات والأنواع. حضور الشرف من العراق، والبلدان العربية، والأجنبية. و لا يحضر الملتقى: كل من أساء إلى الثقافة الوطنية عبر أجهزة النظام. كل مسيء يرفض الإعتذار عن إساءته علنا والبطريقة التي يختارها هو. إصدار مجلة فصلية، تكون سجلاً رحباً أميناً للحركة الثقافية العراقية. عقد ندوات متخصصة وورشات عمل ثقافي. إنشاء مركز توثيق حديث. تأسيس دار نشر وطنية تعنى بالإبداع العراقي الكردي والعربي خاصة. الإهتمام بالجيل الفتي في بلدان الهجرة، وتقريب صورة الوطن منه والدفاع عن المثقفين العراقيين، الذين يتعرضون منذ عقود للقمع والقتل والرقابة بإيصال أصواتهم إلى كل مكان. يتابع المضايقات التي يتعرض لها مثقفو المنفى، سعيا إلى الدفاع عن هؤلاء أمام المراجع المختصة في بلدان اللجوء. الضمني بدهي: نظافة اليد. الخطوة التالية توجيه الدعوة منذ الآن، بالرسائل ومختلف الوسائل، كي ينعقد الإجتماع الأول لـ(الملتقى) عنوانه الأسمى: العراق العظيم، وغايته بناته وأبناؤه، ومن موضوعاته الأساس مناقشة ميثاق شرف ثقافي. الموعد: أوائل آذار 2000م. المكان: لندن. سعدي يوسف- عن هيئة الملتقى 25/ 11/ 1999".

?How to Be a Writer

عنوان كتاب دورونيا براند، نشر في الولايات المتحدة الأميركية قبل ثمانين حولا عام مولد الحزب الحزب الشيوعي العراقي والشيوعي الأخير سعدي يوسف 1934م، ونشر في بريطايا عام 1983م.

بلغت البريطانية المطلقة Joanne K. Rowling الثلاثين ربيعا مواليد 31 تموز 1965م لتجد نفسها مثل مواطنها الكاتب اللامنتمي Colin Wilson ما بعد اللامنتمي مواليد 26 حزيران 1931م، فاقدة لوظيفتها تتعثر في المقهى بطفلتها البالغة سبع سنين، رفضت دور النشر كتاباتها حتى سنة 1997م عندما كتبت Harry Potter يتيم بعوينات وشعر أسود مقصوص بطريقة رديئة وبهندام عادي!..

عن الكتابة On Writing كتاب الكاتب الأميركي Stephen King مواليد مدينة Maine في 21 أيلول 1947م حمل لقب والدته Nellie Nellie مؤلف روايات أدب الرعب حائز ميدالية مؤسسة الكتاب القومية بيع أكثر من 350 مليون نسخه من كتبه حول العالم (مثل Joanne Rowling). هجر والده Donald الدار فشجعته والدته على الكتابة و عمره 11 سنة (1958م) بشراء آلة كاتبة له. أرسل سنة 1960م قصته الأولى إلى مجلة مختصة بالخيال العلمي رفضتها ثم تتابع رفض المجلات ودور النشر. أول قصة قصيرة (الأرض الزجاجية The Glass Floor) باعها لمجلة Startling Mystery Stories عام 1967، وفي ربيع 1973م وافقت دار Doubleday على نشر روايته Carrie. روايته Misery ترجمها إلى العربية د. أحمد خالد توفيق باسم "الشيطانة"، و "دورة المذءوب" لنفس المترجم، وقصتان قصيرتان بعنوان "الذي يمشي خلف الصفوف" و"الرجل ذو السترة السوداء" في كتيب واحد يحمل اسم القصة الأولى، وقصة طويلة بعنوان 1408 للمترجم هشام فهمي، تحولت الكثير من رواياته إلى أفلام سينمية.

كتاب "Alain Robbe-Grillet: مدخل حياة كاتب" من منشورات « Fiction et Cie» الفرنسية عراب الرواية الفرنسية الجديدة المنقلب عليها مولود مدينة Brest الفرنسية في 18 آب 1922 توفي في مدينة كان بفرنسا في 18 شباط 2008م رفضت معظم دور النشر روايته الأولى Minuit. روائي وسينمي، صدرت له عشرات الكتب و6 أفلام، رواية وسينما مجال العلوم تخصص في بيولوجيا، الشرح العلمي حاضر في أعماله، انتخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية في 17 آذار 2005م لم يلق كلمة الانتساب التقليدية ولم يحتل يوماً مقعد تحت قبة الأكاديمية. هاجسه حرية الإنسان في النظر إلى نفسه وإلى العالم وفي التعامل مع الكتابة والصورة. عارض حرب الجزائر وكان ذلك اهتمامه السياسي الوحيد كتلميذ لألبير كامو وجان بول سارتر، ولم ينزلق إلى تصنيفات اليمين واليسار في الأدب. اعتبر "الروايات السوفيتية الكبرى التي مجدت الثورة والشعب والمستقبل الخالد أدباً رجعياً في شكل كامل، الكتابات التي تشكك في الكتابة نفسها تتناول العالم من خلال علاقة مع سيولة اليومي المحكي فهي التقدمية". ولدت الرواية الجديدة عام 1953م مع روايته "المماحي" التي صدرت عن دار مينوي، وعلى الفور اجتمع من حوله كتّاب لم يكونوا ينتمون إلى مدرسة، كان لهم أسلاف مثل صموئيل بيكيت وجيمس جويس وفرانز كافكا. الرواية الجديدة كان اسمها الأصل "مدرسة النظرة"، لأن الرواية عندها ليست أحداثاً تسرد بشكل متواصل إنما نظرة إلى أحداث ممكنة الحصول. ومن الذين تحلّقوا

حول Alain Robbe-Grillet، كلود سيمون، ناتالي ساروت، مارغريت دورا ودانيال بيرانجيه الذين عرّف أدبهم جميعاً بأنه أدب موضوعي، أي أدب الأشياء كما هي، كما تشاهد من خارجها، كأن عدسة كاميرا تصوّرها. أشهر أعمال Robbe-Grillet الروائية «المتلصص»، «الغيرة»، «في المتاهة»، «مقتل الملك»، و«مشروع من اجل ثورة في نيويورك». السينما بدايته معها عام 1961 حين طلب منه صديق المخرج Alain- René (كان تعاون مع مارغريت دورا في فيلم «هيروشيما حبيبي») أن يكتب سيناريو، فكتب رائعته «العام الماضي في مارينباد» الفيلم النادر في تاريخ السينما الذي اجتمعت فيه الرؤية السينمية والرؤية الأدبية معاً وبالتساوي.

الكاتب الروائي اللبناني (يوسف سلامة) توفي في السويد خريف 2000م عن 75 خريفاً، حيث تصدر مجلة Karavan للتعريف بأدب الجنوب، وكانت له تجربة طويلة سابقة بلعبة الكتابة في السياسة وتأسيس فرع مصرف أنترا في نيويورك وشراء ناطحة سحاب وتأسيس دار Nelson للنشر، ولم تبدأ تجربته في الكتابة إلا بعد أن شمله حزب الله مع الأجانب بخطفه في لبنان؛ فكتب كتابه الأول "حدثني ي. س. قال" (1988م)عن سقوط القدس الجديدة بأيدي الصهاينة سنة 1948م؛ أسلوب يوسف سلامة على نهج ARTHUR Kastelar في وصفه خطفه حزب الله له!..

أخبرني Tell me، Jimmy & Rita, The Philosophers Clup ثلاثة من دواوين شاعرة أسست مجلة الأصابع الخمسة Five Fingers Rrview هي الشاعرة الأميركية Kim Addonizio ناهزت الستين ربيعاً المولودة في Bethesda, Maryland في 31 تموز 1954م. الحائزة على الماجستير من جامعة San Francisco State University Goddard College من شعرها:

- أريد ثوباً أحمراً تحمل طياته صرخة طلق الولادة وشهقة النهاية أيضاً، أريد أن أعيش فيه وأموت فيه أيضاً!..

تريد أن تصبح كاتباً؟ (قصيدة 1920 -1994 Charles Bukowski شاعر وروائي وكاتب قصة قصيرة أميركي ألماني الأصل لأم ألمانية كاثرينا فيت تزوجت من الجندى الأميركي هنرتش بوكوفسكي من أصل بولندي هاجر والده إلى أميركا عام 1880م، وكان والداه رومانين كاثوليك):

إذا لم تخرج منفجرةً منك، برغم كل شيء فلا تجترحها!.
إذا لم تخرج منك دون سؤال، من قلبك ومن عقلك ومن فمك ومن أحشائك
فلا تجترحها!. إذا كان عليك أن تجلس لساعات محدقاً في شاشة الكمبيوتر
أو منحنياً فوق الآلة الكاتبة باحثاً عن الكلمات، فلا تجترحها!.
إذا كنت تفعلها للمال أو الشهرة، فلا تجترحها!.
إذا كنت تجترحها لأنك تريد نساءً…. …. فلا.. تجترحها!.
إذا كان عليك الجلوس هناك وإعادة كتابتها مرة بعد أخرى، فلا تجترحها!.
إذا كان ثقيلاً عليك مجرد التفكير في اجتراحها، فلا تجترحها.
إذا كنت تحاول الكتابة مثل شخص آخر، فانسَ الأمر.
إذا كان عليك انتظارها لتخرج مدويّةً منك، فانتظرها.. بصبر.
إذا لم تخرج منك أبداً، فاجتراح شيئاً آخر.
إذا كان عليك أن تقرأها أولاً لزوجتك أو صديقتك، أو صديقك أو والديك أو لأي أحد على الإطلاق فأنت لست جاهزاً.
لا تكن مثل كثير من الكتّاب، لا تكن مثل آلاف من البشر
الذين سمّوا أنفسهم كتّاباً، لا تكن بليداً ومملاً ومتبجّحاً، لا تدع حب ذاتك يدمّرك. مكتبات العالم قد تثاءبت حتى النوم بسبب أمثالك.
لا تضِف إلى ذلك. لا.. تجترحها!.
إلا إن كانت تخرج من روحك كالصاروخ، إلا إن كان سكونك سيقودك للجنون
أو للانتحار أو القتل، لا تجترحها!.
إلا إذا كانت الشمس داخلك تحرق أحشاءك، لا تجترحها!.
عندما يكون الوقت مناسباً، إذا كنت مختاراً ستحدث الكتابة من تلقاء نفسها وستستمر بالحدوث مرة بعد أخرى حتى تموت أو تموت هي داخلك.
لا توجد طريقة أخرى. ولم توجد قط.

#صوفيا_يحيا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات