أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صرخة سامية فارس ومأساة المبدع الفلسطيني ..!














المزيد.....

صرخة سامية فارس ومأساة المبدع الفلسطيني ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 15:02
المحور: الادب والفن
    



كنت طالعت المقالة ، التي نشرتها قبل فترة وجيزة في أحد المواقع الالكترونية الفلسطينية، الكاتبة سامية فارس، زوجة الشاعر الكبير علي الخليلي ، واختارت لها عنوان "وزارة الثقافة وقلتها " ، فتحت فيها النار، وصبت جام غضبها على وزارة الثقافة الثقافة الفلسطينية ، التي لا تهتم بالأدباء وأصحاب القلم وعشاق الكلمة ومتعاطيها ، ولا تهتم بوجودهم ، ولا تقوم بدور يذكر في دعم المبدعين ، ولا تعاقب ـ كما تقول- كل وزرائها ممن أصبحوا أصحاب دكاكين للشفط واللهط بأسم الثقافة ، ومستهينين بالثقافة ودورها وبالمثقف ودوره..!
ثم تهاجم وزيرة الثقافة الحالية سهام البرغوثي ، التي تقول عنها، عاشقة الأضواء ووزارتها معتمة ، وتتساءل عن المهام التي تقوم بها غير مهمات السفر ، التي طافت بها العالم دون ان تعود بأية فائدة على الثقافة ومنتجيها في الوطن ..!!
وتتطرق الى تجاهل الوزيرة ووزارتها لزوجها الاديب المبدع علي الخليلي ، سادن الثقافة في الأرض المحتلة ، وأحد روادها ومؤسسيها واعلامها البارزين، الذي كان مديراً عاماً في وزارة الثقافة ، ولم تكلف نفسها رفع سماعة الهاتف وتطمئن على صحته ، وهو يرقد على سرير المرض جراء مرض العضال الذي يعاني منه ، ولم تقم بشراء باقة ورد بخمسين شاقلاً وتقدمها لهذا الانسان الرائع والطيب والدمث والمعطاء ، الذي خدم الثقافة ، واعطى أكثر مما أخذ ، وحمل ثقافة فاسطين على كاهله ، وقدم للحركة الادبية والثقافية الفلسطينية 47 مؤلفاً واصداراً وعملاً في مجالات مختلفة ومتعددة . اضافة الى ابتلاع الجائزة الأدبية الممنوحة له عبر اختياره شخصية العام الثقافية قبل نحو عامين ونيف ، وترفض المساهمة في اصدار المجموعة الكاملة لاعماله الشعرية الناجزة ليراها ويشرف عليها فبل ان يودع الدنيا ويرحل ..!
ان هذه المقالة التي خطها قلم ووجدان ودموع عيني كاتبة الأطفال الاديبة سامية فارس هي بمثابة صرخة ألم وغضب من اعماق الروح والقلب الجريح الباكي ، وتطرح قضية ومسألة مهمة وحقيقية يعاني منها المثقف الفلسطيني خاصة والعربي عامة ، وهي قضية تجاهل المبدع وقت المحن والشدة والصعاب ، وتختصر مأساة ومعاناة ممن ادركتهم حرفة الادب قأدركتهم مذلة الفقر والجوع والبؤس والحرمان والمرض اللعين ، واوصلتهم كبرياؤهم الى الموت السريري والاحتضار الثقافي البطيء . فحالة الكتاب والمننتجين والمثقفين الشرفاء هي حالة تعيسة وبائسة وغير مرضية ومشرفة ، ولا يحسدون عليها . فهم مشردون وتائهون ومسجونون ومضطهدون ومطاردون ، ودائماً في ضائقة مالية ونفسية ، والأنكى انهم لا يتقاضون أجراً لقاء كتاباتهم واعمالهم ونشاطهم الابداعي ، ولا يستردون ثمن الحبر والاوراق التي يكتبون عليها . وعندما يمرضون ويعتكفون ويرقدون على سرير المرض يلاقون التجاهل وعدم الاهتمام من قبل المؤسسات وووزارات الثقافة . ورحم اللـه جحظة الدبكي العباسي ، الذي قال:
ما أنصفتني يد الزمان ولا
أدركني غير حرفة الأدب
لا حفظ اللـه حيثما سلكت
امي ولا جاد الغيث قبرأبي
ما تركا درهماً أصون به
وجهي يوماً عن ذلة الطلب
أن مأساة الشاعر والاديب علي الخليلي وما يعانيه من تجاهل وعدم اكتراث واهتمام المؤسسة الثقافية الفلسطينية ليس أمراً مستهجناً ومستغرباً ، وخاصة ان وزيرة ثقافة مثل سهام البرغوثي ، التي وقفت في حفل تأبين الاديب والمفكر والناقد والمثقف الفلسطيني محمد البطراوي (أبو خالد) ووعدت بالحفاظ على مكتبته ، وصيانة بيته ، الذي شكل محجاً وماوى لكل مثقفي ومبدعي الارض المحتلة ، وملاذا للمناضلين والمقاومين والنشطاء السياسيين والمطاردين من قبل سلطات الاحتلال ، ومنه صدر البيان الاول للقوى الوطنية والسياسية والفصائلية الفلسطينية بعد الاحتلال ، وتحويله الى مركز ثقافيتفديراً لعطاءاته ودوره في المشهد الثقافي الفلسطيني واسهامه الرائد في الحياة الادبية والنقدية الفلسطينية المعاصرة وبلورة هويتنا الثقافية الجماعية ، لكن هذا الوعد لم يكن سوى ذرر رماد في العيون وذهب ادراج الرياح بعد أن قضت محكمة رام اللـه باخلاء اهل البيت منه ونقل المكتبة منه ..!
لا شك ان تجاهل وزارة الثقافة الفلسطينية لرمز ثقافي مضيء وقامة أدبية ابداعية كعلي الخليلي ، هو تعبير حقيقي عما آل اليه الحالة الثقافية الكارثية في المناطق الفلسطينية المحتلة بعد اوسلو ، من تراجع وتعطل وشل النشاط والفعل الابداعي والحراك الثقافي والادبي ، وانحسار أدب المقاومة والمواجهة ، وغياب المجلات الادبية والثقافية والفكرية وتوقفها واحتجابها عن الساحة مثل اقواس والشعراء والكرمل والكرمل الجديد وغيرها ، عدا عن اغلاق أبواب اتحادات الكتاب والادباء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة .
اننا نتفهم دوافع وأسباب صرخة الكاتب سامية فارس ، ونقف الى جانب الشاعر المبدع علي الخليلي في محنته وازمته ، ونطالب المؤسسة الثقافية الممثلة بوزارة الثقافة رعاية المبدعين والمنتجين الفلسطينيين والاهتمام أكثر بهم ، والعمل على النهوض والارتقاء بالوضع الثقافي الراهن ، الذي يشهد نكوصاً ملموساً وواضحاً بفعل الانقسام على الساحة الفلسطينية .وفي النهاية ما لنا سوى الاستشهاد بتساؤل شاعرنا الفلسطيني الراحل محمود درويش : لماذا تركتم الحصان وحيداً ؟!.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو علي شاهين يموت واقفاً كالأشجار ..!
- ورحل فارس الصحافة وعاشق القدس ناصر الدين النشاشيبي ..!
- 65 عاماً على النكبة ، والتغريبة الفلسطينية متواصلة ..!
- المطلوب لجم عناصر -حماس- وممارساتها القمعية ..!
- صفد عروس الجليل .. حاضرة في الغياب !
- كي نتذكر ولا ننسى ... اللد مدينة التاريخ والعراقة!
- كي نتذكر ولا ننسى / مدينة الرملة في القلب ..!
- من أطلق النار على سيارة النائب في التشريعي ماجد أبو شمالة .. ...
- لماذا منعت اجهزة -حماس- آمال حمد من السفر الى رام الله ..؟!
- مظاهرة حيفا/ صرخة غضب ضد العنف المجتمعي !
- الفارس عبد الرزاق المجايدة يودع فلسطين ويرحل..!
- ليتوقف قمع الحريات في قطاع غزة..!
- أبو علي شاهين وزيارة هنية التقديرية!
- لا أهلاً ولا سهلاً بالقرضاوي شيخ الفتنة ..!
- مغزى وأهداف العدوان الاسرائلي على سورية
- لا للمبادرة القطرية - الامريكية الجديدة ..!
- صدور عدد نيسان من مجلة -الإصلاح- الثقافية بحلة جديدة
- جرائم قتل النساء إلى متى..؟!
- على شرف الاول من أيار عيد التضامن العالمي مع الطبقة العاملة ...
- الشاعر حنا ابو حنا الحائز على جائزة محمود درويش للعام 2013


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صرخة سامية فارس ومأساة المبدع الفلسطيني ..!