أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - دم الكاتب














المزيد.....

دم الكاتب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 06:50
المحور: الادب والفن
    


لعلّ أية متابعة دقيقة لدور الكاتب - وهو الروائيُّ والقاصُّ والمسرحيُّ كما الشاعرُ والإعلاميّ - في الحروب التي تمت عبرالتاريخ، تؤكد أن الكاتب ضمير لحظته، وهو المفرِّق بين قوتي الخير والشر، مادام قد أوتي قوة المحاكمة، والحدس، والبصيرة، وبعد النظر، وسلامة الضمير، ونبل الموقف، وصدق الوجدان، ورهافة الأحاسيس والمشاعر، ما يؤهله أن يقف مع المظلوم في وجه ظالمه، ومع الضحية في وجه القاتل، حتى يستحقَّ التصنيف في خانة الكاتب، مستكمل الأوصاف، مستوفي النعوت، وإن دعته تدابير لحظته، وحساباته الآنية، وربما المتوقعة، كي يقف في الطرف الآخر، ما يجعله مناقضاً جوهر الأمانة التي يحملها جزءاً من رسالته السامية، وهو غير المعنيُّ - هنا - في ما يدور، ما دامت هناك مسافة بينه وبين الحقيقة، وقد ارتأى النأيَ عنها، مأخوذاً ببريق المنفعة التي تنسف ركائز الصدق، حيث يتطوع، وبيديه، للإجهاز على الدور الموكل إليه، إنساناً، وكاتباً، ما يجعله منقوص الدور، والأهمية، في بعدهما الإنساني، حتى لو كان خطابه الأدبي محققاً شروطاً عالية، في ميدان الإبداع، حيث يغدو الإبداع مرهوناً بسلامة رؤية المبدع، بعيداً عن الغبش، والتضبب، والزيغ، على المدى الزماني المنظور .

ومن يتابع مسارات الدم، في ربيعه الثالث الذي يجتازه الآن، بوعورة الضريبة، في أحد العناوين الأكثر نزفاً، يجد أن ياسمين هذا المكان الذي تخضب بدم أهله، بات يجمع بين دم الطفل، وأمه، كما يجمع بين دمه وأبيه وجده، في بتلات هذا الزَّهر الدمشقيِّ، من دون أن تكون هناك أية مسافة أمان متروكة للكاتب الذي يعد الرمز الحيِّ لهؤلاء جميعاً، مادام أنه يريد للعالم- كما كل هؤلاء الأبرياء التواقين للهواء والشمس- أن يرفل في فرح هو ترجمة لابتسامة هذا الزهر العريق، في مكانه العريق، وهو يسرق الندى، برديَّ الأرومة، قاسيونيَّ الجبل، وإن كان، في نهاية المطاف، سيدفع الضريبة، كي يكون هناك دم القاص كما حالة رشيد الرّويلي، أو إبراهيم الخريط، أو مشعل التمو، أو الشاعر، كما هو وليد المصري، في بيته القصيري، ناهيك عن عشرات الصحفيين، في حدود الرصد، الأولي، لاسيما من حاز منهم مرتبة “الصحفي المواطن” ، أو"المواطن الصحفي، من خلال بسالة الانخراط في لجة الوفاء لشرف المهنة، الذي يبلغ أعلى درجات الشأو لدى المحيطين، أقربين، و أبعدين، في آن...!

ما يكتب الآن، في حقول الإبداع، تلتقي فيه أنواع الحبر عامة: الإلكتروني الأبيض منها، وأسود المطابع، وأحمر الدم أيضاً، كي تكون هناك موازين جديدة، تكتشفها طبيعة البرهة، حيث أدوات الكتابة كلها، في معسكرها، متأهبة، وهي في مهبِّ التكنولوجيا، والاتصالات، في العالمين الافتراضي والواقعي، وهو ما تنتظره المكتبة، وينتظره المتلقي، حيث الكتابة، لا تزال في لجة الحدث، كما هي نبض الإبداع، كما المشهد الواقعي والافتراضي، في انتظار تحولاته الكبرى، كي تكون هناك نصوص متنوعة الأجناس، في انتظار النقطة الفاصلة، في الخط البياني، تتابعه أعين النظارة، في جهات العالم كلها .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب وأسئلة المكان:
- أسماء متفق عليها: إليهم يزلزلون زنانزينهم........!
- هزيمة المثقف وأسئلته الجديدة
- ثلاثتهم والآخرون..!
- سايكولوجيا الحرب:
- موت الكتابة بين الواقع والوهم
- ساعة دمشق:1
- ساعة دمشق:
- أسئلة اللغة:
- الكتابة في زمن الثورة.1.:*
- الكتابة في زمن الثورة..:
- الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ1
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ
- مانيفست المدينة مانيفست البطل..!
- هكذا بدأ بشارالأسد يومه هذا**
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوارمع إمبراطورة ...
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوار حميم مع إمب ...
- الماردالإلكتروني في انتظارقانونه الكوني
- وديعة الأجيال الكبرى


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - دم الكاتب