أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد خداش - غريبات واقفات على حافة العالم














المزيد.....

غريبات واقفات على حافة العالم


زياد خداش

الحوار المتمدن-العدد: 1179 - 2005 / 4 / 26 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


غريبات واقفات على حافة العالم
زياد خداش
رام الله
المطلقة:
لم تصدقي في البداية ما حدث, اعتقدت انه كابوس, لكن النهارات المتعاقبة أكدت لك الحقيقة, انت الآن مطلقة, والعالم لم يعد هو العالم, السنة الرجال تسيل على واقع ظلالك, نميمة وشهوات وإشاعات, أهلك يعاملونك باستياء صامت, وفي الشارع تسمعين أصواتاً قاسية:"هي مطلقة, أكيد رغباتها مشتعلة,أكيد هي سهلة,هيا نتحرش بها". صديقاتك الغبيات يتساءلن: ماذا فعلت له حتى يطلقك؟ كان يجب أن تحافظي عليه يا غبية. لا تجيبيهن وتمضين حزينة ومشلولة في طريقك. في ليلك الطويل تحلمين بأفاع ٍ تتسلق جدران غرفتك وتنقض على جسدك, تنهض فزعة, تزحف الأم المسنة نحوك, تربت على عرق وجهك, تسمعينها وهي تهمس لنفسها في الغرفة المجاورة. يا ترى ماذا فعلت يابنتي حتى يطلقك؟ تفتحين نافذتك, تلقين بجسدك منها, تسرعين نحو نافذة أخرى في مدينة أخرى, تنامين تحتها مع البرد والظلام , تسمعين صوتك الخفيض: يا أطفالي النائمين خلف هذه النافذة, اشتقت إلى أنفاسكم, تعالوا, تعالوا.

الأرملة:
لا يغادرك صوته, ضحكته مخبئة في خزانة الملابس مع قمصانه ومعاطفه, وهو لم يمت, هو مسافر, هكذا تقولين للصديقات الواجمات والجيران الباهتين, وحين تلصقين خدك بخد الوسادة, تزورك بضع دمعات صغيرات, ويتحرك في صدرك سؤالٌ موحش: يا إلهي, ألا يعود المسافرون إلى بيوتهم وأولادهم؟! أليس هناك نهاية للسفر؟!. على أطراف الليل المتجمد, متأبطة ذراع دمعاتها, تمشي المرآة الأرملة تجاه دفتر مذكراتها,تنفض عنه الغبار وتقرأ سطوراً قليلة كتبها رائعها في هامشٍ آخر عاش فيه: عزيزتي, يا رفيقة حزني وفرحي, لو حدث وأن غادرت هذا العالم فجأة, فاهرعي الى شجرة الوطن الباسقة, بديلاً عن غصوني وثماري,هزيها من كتفيها وابحثي عني هناك.

المعتقلة:
في زاوية الزنزانة, تجلسين القرفصاء, الشعر منفوش, الملابس ممزقة,لكن ابتسامة دائمة وغريبة لا تفارق شفتيك ,ما الذي جاء بك الى هنا ايتها المرأة الصغيرة ؟ كان يجب أن تكوني في الجامعة مع الزملاء الشبان الوسيمين والمتنافسين على نيل نظراتك, تنظرين أمامهم عن ضرورة الكفاح المزدوج ضد الاحتلال وضد قهر الرجال, ولا تفعلين شيئاً سوى شرب النسكافيه والضحك والاستماع بحسرات المتنافسين وخطو اللاهثين البائس."أنا هنا لأدافع عن ضحكاتي الحقيقية". يقول لك صوتٌ آخر فيك أنا هنا لأكون حرة باالمعنى الحقيقي لا الشعري او البلاغي , انا هنا لأن الوطن لي أيضاً كما هو لك, أيها الرجل الخائف على عرضي وعذريتي, لا تخف أيها الرجل الحريص على شرفي, فشرفي ليس بين ساقي كما تعتقد, هو بين ضحكتين بريئتين لعاشقين فلسطينيين يمزق جسديهما رصاص المحتلين القتلة.

العجوز:
الزوايا وطنك, والنسيان عنوان وقتك, الصمت فضاؤك, أحفادك وأولادك, يمشون ويتراكضون أمامك, يحسبونك عمياء وميتة, لا يعرفون أنك حية جداً وقوية جداً. لا أحد يكلمك. وإن كلمك أحد فهو مستعجل ومتذمر, وبارد. تتحملين تجاهل الأهل وتتمنين للأحفاد الصغار الحياة الرغدة, وتكتفين بصحون طعام مصنوعة على عجل, يضعها الإبن الكبير أمامك, ويلوح لك مغادراً حين يأخذك القدر إلى العالم الآخر, سيبكي طويلاً هذا الإبن, وسيندم لأنه لم يجلس معك, ويحدثك عن الأولاد والزوجة والأب الراحل والمدن التي غابت وعما يحدث في العالم. لكنك بعظمتك ورحابة روحك وطيبة تجاعيدك تسامحين الأبناء والأحفاد, وتنهضين إلى فراشك بحزمة أمراضك, تتوكأين على عصا الحزن الهشة, هناك لا أحد يغطيك,أو يحرص على راحة جسدك , فأنت قاب نفسين أو أدنى من موتٍ قادمٍ لا محتالة , الابناء غاطون مع زوجاتهم , واولادهم في دفء العمر الجميل ، وان سعلت , لا احد يهرع نحوك , كما يحدث مثلا حين تسعل الزوجة او الاولاد ، فانت عجوز خرفة , قديمة , تنتمين الى الماضي ,
ولا تتقنين حديث الحاضر والمستقبل, اليس هذا ما يظنه الابناء والا حفاد ؟؟ ياسيدة الزوايا ,ويا ابنة الصمت ، قلبي معك , قلبي معك



#زياد_خداش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مينودراما _امراة سعيدة - على مسرح القصبة برام الله - جماليات ...
- حين روى عطش توفيق عطشي
- صورة المراة في منهاج اللغة العربية للصف الثامن في فلسطين
- الشعر في غزة ، الموت في غزة
- دوائر اختي الناقصة
- ملامح جديدة في صورة المراة العربية
- قصة قصيرة : حشرة عمياء يقودها طفل
- نساء فلسطينيات مكللات بالتعب والبياض
- في مديح المراة الطفلة


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد خداش - غريبات واقفات على حافة العالم