ماذا تعني 15 مفخخة يومياً في بلاد مابين الطائفتين ؟؟

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وماذا تعني 15 مفخخة تقتل العراقيين في ساعات معدودة ، المهم لاتصيب الحكومة والبرلمان والقادة العظماء بمقتل ، ولا المرجعية الشريفة قُدس سرّها ، ولا شيخ طريقة أو عشيرة ، ولا مبنى سفارة صديقة أميركية أو إيرانية أو تركية أو سعودية ماذا يعني ؟؟ بعض العاطلين عن العمل والفقراء انتقلوا الى ملكوت رب السموات والأرض والقمر والشمس ، ليتمتعوا مع قتلتهم في الجنان الوارفة و أجساد الحوريات اللاهبة ودنان الخمرة الرائقة..!! شنو يعني 15 مفخخة ؟؟
الحكومة العراقية ، حكومة شركة وطنية محدودة مسجلة ، لصاحبها العراق- الأميركي الدولي والعربي والإسلامي ، العراق بلد رسمي مسجل في الأمم المتحدة ، وفي الجامعة العربية ، لكن الأهم عضواً في منظمة (أوبيك ) وهي منظمة الدول المصدرة والمنتجة للنفط ، وجميع دول الأعضاء شعوبها غنية جدا وغنية وغنية متوسطة وغنية دون المتوسط وفقيرة ..سوى العراق العضو المهم و 29 % من شعبه دون مستوى الفقر وهو ثالث أكبر مصدر فيها ..يعني أوبيك، شركة من دول ليس لها علاقة بحقوق الإنسان ، علاقتها بالنفط ، حتى منظمات الزراعة والغذاء الدولية ليس لهم علاقة بما يجري في العراق ، بحيث أن لي صديق قديم هو الأن ممثل العراق الدائم في منظمة الزراعة أو الغذاء الدولية أو المياه لا أعرف بالضبط ، المهم هو سفير دائم ، لكنه دائماً يشير الى خارج النصّ العراقي والمآساة الشعبية الدائرة ، لأن أصله شيوعي عشائري يهرب من الحقائق الى الجماليات والأفلاطونيات فهو ينسى أنه موظف بائس لدى حزب الدعوة (العميل ) كما كان يسميه..! ،فأكثر الناس دفاعاً عن الشعب العراقي وإنحطاطه في التاريخ المعاش ، هم الشيوعيون العراقيون ، وذلك لأنهم غير جريئين في قولة الحق الصارخ في مكانه اللائق ، وغير تنويريين لأنهم يؤمنون بالإمبريالية والمادية التاريخية ونظرية المؤامرة وحقوق المرأة والطفل ولا يعملون من أجلها ،فهم يحجبون نساءهم ويقيمون العزاءات الدينية فيتعلم أبناؤهم أوتاماتيكيا حب المذهب الديني ، ثم أنهم لايواجهون ولا يتحدّون سوى بعض منهم الذين خرجوا عليهم كحزب تاريخي وهم أفراد لايحسب لهم حساب لدى مثلا بول بريمر أو جلال الطالباني او حزب الدعوة او علاوي ، وتعليل ذلك أنهم جميعا ًمثقفون لايحبون العنف ويجنحون للسلام دوما في بلد العنف والقوة والدين والعشيرة ، لذلك فقد أدار حزبهم ظهره لجماعة الأنصار أو المستقلين .
وهكذا من جمهورية الخوف والرعب والقائد الاحمق إلى عصابات القتل والترويع والسرقة والإيمان والخواء الروحي والجفاف الإنساني التام ،إنها الثقافة الجمعية المجتمعية الدينية العشائرية وهذا منتوحها ،ولا خلاص سوى في الإنعتاق عنها ومنها فرادى ومجاميع فحين أشعل الأرعن حروبه برعونة وعناد وغباء ، كان أنذال الطائفتين على الجانبين يتدربون كي يسفكوا الدماء بنذالة وإصرار وتبعية ...!!
شيعوا بلاد مابين الطائفتين فقتلاها الفقراء يغزون الجنّة الأن كما تقول الأخبار الرسمية.

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات