أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحفيظ العدل - الطفل الملتحي














المزيد.....

الطفل الملتحي


عبد الحفيظ العدل

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 02:02
المحور: الادب والفن
    


هوامش القراءة الرابعة لمكاتيب علي السوداني
علي السوداني شاعر وجع ..تقتنصك كلماته المضمخة بالفرح.. لتزيح عن جدران قلبك المغلفة بابتسامات رعناء ستائر الوهم.. فترى الماحولك .. كما هو .عاريا حد الالم .. واهنا حد الفزع .
قد يعن لك ..أن تترك مجسات هذا العراقي المجبول بتاريخ بلاده منذ اول الحرف في فضاء سومر .. حتى أخر عنة شحذ سكينها بوش الصغير وماتناسل من رعونته. ولكنك حتما لن تفعل ذلك ..فشباك حروف علي السوداني ..لاتستطيع منها سمكة القراءة فكاكا .. ومع كل حرف تقرؤه .. وبعد كل سطر تغوص داخل دلالاته.. تكتشف أن هذا الطفل الملتحي ..يجرك نحو اكتشاف نفسك ..سيان في ذلك أكنت من بلاد الرافدين ..أو من بلاد في المغرب العربي..فكلنا في الهم شرق.يمسك بتلابيب تفكيرك ليقول لك في وداعة شقية " فيك أنطوى العالم الأكبر ..فلاتكن مجرد عابر .. في دروب التيه ..إنما عليك ان تكتشف طريقة للخروج" وتعرية الواقع هو خيط اريان الذي يمده لك علي السوداني ..حتى لاتلتهمك متاهات الحزن ..وكأنه يصفعك حتى تستيقظ من غفوتك.
لا أدري كيف وجدتني أكتب هذه الكلمات ..وأنا انتهي من القراءة الرابعة لمكاتيبه العراقية في مجلدها الثالث.. هذه المكاتيب التي يفتتحها بالحديث عن بعضا منه قائلا بطفولة صارمة " ستجدون آناي عالية متضخمة صائحة مشعة " وهل كنا ياسيد علي لنكتشف بعضا منا بداخلك لولا هذه الانا.. هل كنا لنكون بعضا من الحروف التي تكتبها ..أو أننا نريد ذلك لو لم نجدك مختلفا عنا .. حد التشابه.
كلنا ياصديقي ذلك الكسول الذي عناه هيرمان هسه ..لذا نقرؤك لنتعلم أن نكون مثلنا.
هذا المجلد كما يقول راعيه " مكتظ بالاسماء حتى ليخيل إلى القاريء الرائي اننا لم نوفر اسما من اسماء جمهرة الادب والفن والشارع والحارة والحانة إلا وجئنا على ذكره مدحا أو قدحا أو ضرورة .حشد من الناس المختلفين وكأنهم بين دفتي محشر لاحد له .لاتنزعجوا كثيرا من المسالة فهي ايضا ليست من باب المحاشي أو لوك الكلام بل هي من ضرورة الواقع مع وجود وسيلتها او مفتاحها .. تاريخ لطيف لكائنات قامت وأخرى بادت :
فما الذي يريد علي أن يقوله لنا .. تتعدد الاجوبة .. ولكن ملايمكن ان يختلف فيه اثنان ..هو أن الواقع اشد اضطراما بالعجائبي من المتخيل مهما اشتد شطط هذا الاخير .. ولكن تفاصيل هذا العجائبي .. بحاجة الى براءة طفل يملك الجرأة لان يقول للملك " انت عار " والى قلب شاعر يكتشف المعنى في قلب اللامعنى والعكس صحيح.
إقرأ بخلاء علي السوداني حتما ستكتشف ان كثير من هولاء قد تعرفت على اشباه لهم ولكنك لم تكن لتدرك ذلك لو لم يقل علي السوداني أن الجاحظ لم يغلق كتاب بخلائه ..وإنما تركه مفتوحا لنضيف إليه مايشبه مافيه ..وإن اختلفت الروية واحيانا العين الباصرة ومن لها في زمن ملتحف بالرياء إلا قلب شاعر ملؤه الحب .
أجل المؤلف يحب كل الشخوص التي كتب عنها ..حتى وان اوسعها سخرية ونزع عن عوراتها ماتبقى من اوراق التوت ..يحبهم حد كراهية أن يبقوا كما هم وأن يرتضوا بما هم عليه..لذلك فبالرغم من الصور القاتمة التي قد تكشر لك عن انيابها بين سطور علي السوداني ..إلا انه يظل دائما مشفعوا بالامل والحب .
قد نغمط الكتاب حقه ..إذا مازعمنا أننا نريد الحديث عنه في هذه العجالة ..ولكنني أزعم أن من يقرا مايكتبه علي السوداني ولاتسبد به الرغبة في الكتابة عنه ..هو أمرؤ لايدرك قيمة وجوده ..فعلي السوداني يعري ذلك الوجود لتعرف مكانك فيه .او لتختار اين تكون فيه .
فسلاما لعلي ..وسلاما لثرى جلجامش الذي انجبه.. وسلاما لربة عمون التي تحتضنه حتى الان



#عبد_الحفيظ_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للقراءة : ماتريكس وثنائية الواقع
- ليلة القبض عل محسن الرملي
- كل الطرق تؤدي إلى آزاتسي
- قادرون إذا أردنا
- حوار مع الشاعر والروائي ابراهيم نصر الله
- بيروت صغيرة بحجم اليد


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحفيظ العدل - الطفل الملتحي