محيي المسعودي
الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 01:56
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ما لم ينتبه له احد, في مضمون تفجيرات الاثنين 27 - 5 - 2013 التي وقعت في بغداد, هو ان هذه النفجيرات جاءت ردا على زيارة وزير خارجية سوريا "وليد المعلم" الى بغداد , ربما لم ينتبه لمضمون هذه التفجيرات الكثيرون, بسبب تعدد واستمرار التفجيرات الارهابية في عموم العراق, وفي بغداد بشكل خاص , ولكن القارئ المتمعن للساحة السورية العراقية اللبنانية يدرك ذلك جيدا . من خلال تصريحات الساسة العراقيين المؤيدين والداعمين للمعارضة السورية المسلحة والذين اعلنوا صراحة, ان هذه الزيارة غير مرحب بها, منتقدين استقبال حكومة بغداد للمعلم , لا استطيع ان اؤكد صلة هؤلاء الساسة العراقيين بمنفذي التفجيرات مع وجود دلائل تشير الى ذلك ولكن من المؤكد انهم اي الساسة المعارضين للزيارة يتفقون مع اهداف الارهابين الذين قاموا بالعمليات الارهابية , وانني اكاد ان اجزم بان الولايات المتحدة, ومنذ بدء الازمة السورية وممانعة المالكي بدخول حلف امريكا تركيا قطر ضد سوريا, صارت تصطنع وتخلق ازمات متعددة ومستمرة لحكومة بغداد والهدف دائما الضغط على المالكي لكي يصطف مع محور اعداء حكومة سوريا .
من يراقب الاحداث في لبنان والعراق يرى جليا تشابها وضحا في حال البلدين , فبعد خطاب السيد حسن نصر الله الاخير والذي اعلن فيه وقوفه العسكري مع سوريا , تلقى الجنوب اللبناني " معقل حزب الله" ضربات بصواريخ جاءت ردا على الخطاب , وفي بغداد وبعد زيارة المعلم تلقت بغداد اكثر من 17 تفجيرا ارهابيا , تزامن مع التصريحات الرافصة لزيارة المعلم , حتى ان بعض الساسة المحليين في الانبار تراجعوا عن مواقفهم المؤيدة للحكومة المركزية في حربها على الارهاب وقد ظهر ذلك جليا في تصريح محافظ الانبار قاسم محمد عبد , في نفس يوم التفجيرات .
من هنا نستطيع القول ان التفجيرات - وان كانت ضمن سلسلة الاعمال الارهابية المستمرة في العراق – الا انها هذه المرة جائت تحمل رسالة موت لمن يقف مع سوريا , وقد تزامنت هذه التفجيرات وزيارة المعلم الى بغداد مع زيارة السناتور الامريكي جون ماكين الى المعارضة المسلحة داخل سوريا واجتماعه بقادتها , وكأن الامريكيين يقولون للمعارضة المسلحة السورية اذا كان وزير خارجية حكومة سوريا يزور بغداد ويتلقى الدعم من حكومتها فنحن نزوركم ونقدم لكم الدعم المطلق , وهذا بطبيعة الحال نوعا من الدعم المعنوي واللوجستي للمعارضة التي تتلقى ضربات قاسية من الجيش السوري في القصير والمدن والبلدات والارياف السورية الاخرى .
ويبدو ان سماء المنطقة اذا غيّمت في دمشق او بيروت فانها لا بدّ ان تمطر دما في بغداد , ولم تعد بغداد كما كانت من قبل تتلقى ريع اية اية غيمة تمطر في المنطقة ما بين المحيط والمحيط .
#محيي_المسعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟