عزالدين بوركة
الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 15:08
المحور:
الادب والفن
نصف ساعة عن موعد لقائهما الأول..
(هو) يضع آخر صيحات البرفام الفرنسي، ويوضب نفسه، يضع (جيل) الشعر، ويحدث نفسه قائلا:
-لعلها مثلي، فتاة متحررة و علمانية.
(هي) استحمت باكرا، وضعت أحلى فولاراتها الوردية، ولم تضع العطر لأنه فتنة، تحدث نفسها قائلة:
-لعله مثلي، سيكون سندي في ذكر الله..
يصل هو في الوقت المحدد، هي وكعادة الفتيات تصل متأخرة عن الموعد بدقائق..
(هو) يبحث عن فتاته التي رسمها في مخيلته، ذات التنورة القصيرة و الشعر القصير، وحذاء (الطالون) العالي..
(هي) تبحث عن فتاها، ذو اللحية و ((الفوقية))، و المسواك في اليد..
نصف ساعة من البحث..! دون أية جدوى أن يعثر (هو) عليها أو تعثر (هي) عليه..
(هو) يجلس ليستريح بقرب فتاة محجبة، من اللواتي لازلن يعشن في القرن الخامس عشر؛ ينتظر الحافلة 55..
(هي) تجلس لتستريح قرب شاب ممن سيعاقبهم الله لعدم التقصير؛ تنتظر الحافلة 55..
تصل الحافلة!..
يصعدان.. يجازرها في المقعد.. فلا يوجد مقاعد شاغرة سوى مقعدان مجاوران لبعضهما..
(هو)-كم أكره أمثال هذه الفتيات..!
(هي)-ربي سامحني، على جلوسي قرب هذا الغريب..!
يتزل (هو) أولا، بعد ربع ساعة تنزل (هي) من الحافلة، ثم تفتح حسابها على الفايسبوك؛ تجده على الخط..
هي: السلام عليكم.. لقد وصلت للمكان المحدد، وبحث عنك ولم أجدك..!
هو: salut..! أنا أيضا بحث عنك و لم أجدك..!
(...)
#عزالدين_بوركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟