أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فرانسوا فيركامن - مايو 1943: قبل 70 سنة حل ستالين الأممية الشيوعية















المزيد.....


مايو 1943: قبل 70 سنة حل ستالين الأممية الشيوعية


فرانسوا فيركامن

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 22:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قبل سبعين سنة، أعلن ستالين حل الأممية الشيوعية، بعد أن حرفها عن علة وجودها: قيادة الثورة الاشتراكية العالمية.

للتذكير بالمسار المأساوي لهذه المنظمة الثورية العالمية، ننشر مقالا للرفيق فرانسوا فيركامن، عنوانه الأصلي: الأممية الثالثة






في العام 1919، أسس لينين الأممية الشيوعية وبعد أربعة وعشرين سنة حلها ستالين.

منذ بدايتها، كانت الحركة العمالية أممية بمعنى ثلاثي: التضامن الأممي بمناسبة النضالات، وإقامة مجتمع اشتراكي على صعيد عالمي، ومن ثمة ضرورة تطبيق إستراتيجية أممية، بفضل منظمة عالمية، تكون الأحزاب الوطنية "فروعها" .

بإقدامهم على تأسيس الأممية الشيوعية في 1919، كان لينين، وروزا لوكسمبورغ، وتروتسكي، وكلارا زيتكن، وبوخارين، ورادك... يواصلون عمل ماركس و إنجلز. كان هؤلاء وراء تأسيس الأممية الأولى (1864) والأممية الثانية (1891).

التأسيس

تأسست الأممية الشيوعية رسميا في مارس 1919، وليدة تجربة مزدوجة حاسمة للبروليتاريا العالمية (أوربية أساسا آنذاك)، تمثلت في الحرب الأولى بين القوى الامبريالية (1914-1918)، والانتصار الأول لثورة عمالية اشتراكية (روسيا، 1917). كان هذان الحدثان الهائلان إعلان وفاة الأحزاب الاشتراكية ("الاشتراكية الديمقراطية") و أمميتها ("الثانية")

ولم يكن آنذاك تأسيس أحزاب جديدة – سمية "شيوعية"، و اتحادها في أممية جديدة، عملا انشقاقيا واعتباطيا، على عكس ما يدعي اليوم الكثير من قادة الأحزاب الشيوعية. كان ذلك الـتأسيس ناتجا عن ضرورة صيانة الماركسية الثورية ضد الإصلاحية المساندة للرأسمالية، وتحديد برنامج جديد يتعين أن يعبر عن الحقبة الجديدة من تطور الرأسمالية وصراع الطبقات.

وكان انتصار الثورة الاشتراكية في روسيا، و بداية الثورة الألمانية قد دل على الطريق. بدءا من 1916-1917، كانت الرأسمالية تترنح، لا سيما حيث كانت البرجوازية تخسر الحرب. وكان على نَفـَس انتصار الثورة أن يجهز عليها: كان تحالف بلدين اشتراكيين، الاتحاد السوفييتي وألمانيا، سيفتح عصرا تاريخيا جديدا. بين عامي 1919 و 1922 عقدت الأممية الشيوعية أربع مؤتمرات. وملخصة تجربة نصف قرن من الحركة العمالية الثورية، كان تربي و تعد جيلا جديدا من الأطر الشيوعية بقصد تحقيق انتصار الثورة الاشتراكية العالمية على مدى قريب.

مع الأسف، أدى فشل الاستيلاء على السلطة في ألمانيا إلى الإيذان بوفاة هذا الهدف. وكانت العواقب هائلة. عزلة الاتحاد السوفييتي ومن ثمة صعود البيروقراطية الستالينية، وازدهار جديد للرأسمالية، وانتعاش أكيد للاشتراكية الديمقراطية، لا سيما عبر الحركة النقابية المزدهرة.

ستالين يتحكم بالأممية الشيوعية

قامت الفئة البيروقراطية التي يقودها ستالين على قاعدة نظام ثورة أكتوبر المعادية للرأسمالية ( ملكية جماعية لوسائل الإنتاج، احتكار الدولة للتجارة الخارجية، جهاز دولة جديد). لكن توطدها "في بلد واحد" دفعها أكثر فأكثر نحو سياسة "نظام" في الداخل ، وفي الخارج نحو إضفاء استقرار دوليا وبالتالي نحو اتفاق مع الامبريالية. كان كل نضال ثوري في العالم يبدو لتلك الفئة البيروقراطية خطرا على سياستها، وعلى وجودها ذاته. فعلا، كان من شأن أي انتصار اشتراكي ثوري أن يخلق بؤرة عدوى قد تفلت منها. ولم يكن شعار "الاشتراكية في بلد واحد" الذي فاجأ به ستالين الجميع عام 1924 ، يعني غير صرخة من أعماق البيروقراطيين:"لا للنضال من أجل الثورة الاشتراكية العالمية!".

ولم يكن بد من أن تنبع الخلاصة التنظيمية من المنبع: يجب أن تصبح الأممية الشيوعية في خدمة سياسة الاستقرار تلك، وبالتالي خاضعة للبيروقراطية الروسية.

وسيكون الإضراب العام في بريطانيا (1926)، والثورة الصينية (1925-1927) الضحايا الأولى لتلك السياسة. في كل مرة سيكون الحزب الشيوعي مجبرا على الخضوع للبرجوازية- أو للبيروقراطية الاشتراكية الديمقراطية. لا بل أسوأ من ذلك: عندما بدأت النازية صعودها من العام 1928، سيرفض ستالين الجبهة الموحدة مع الاشتراكية الديمقراطية (المعتبرة "اشتراكية-فاشية"). وعلى العكس، تلقى الحزب الشيوعي الألماني التوجيه المجنون التالي: تدمير الحزب الاشتراكي أولا، و إتاحة صعود هتلر إلى الحكومة، وبعدا يأتي دور الشيوعيين...

تعرجات

لماذا هذه السياسة الكارثية؟ لأن ستالين و البيروقراطية السوفييتية، بدفاعها عن امتيازاتها الفئوية، لم يعودا يفكران كأمميين و ثوريين. على العكس، إنهم يريدون السلم مع الامبريالية. وهذه بدورها تطالب ستالين و"أمميته الشيوعية" (بأحزابها الشيوعية عبر العالم) باحترام النظام الرأسمالي.

لذلك سيسعى ستالين، في عالم رأسمالي مزقته تناقضاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتزايدة عنفا، إلى "إنقاذ الاتحاد السوفييتي" على حساب البروليتاريا العالمية. وتظهر سياسته، بدءا من العام 1933، جملة تعرجات مدوخة.

قبل العام 1933، كانت الامبريالية البريطانية معتبرة " العدو الرئيس": لذا لا أهمية إلا ضئيلة لانتصار هتلر من وجهة النظر هذه! ولم يفهم ستالين الا لاحقا الخطر العسكري المباشر الذي تمثله النازية على الاتحاد السوفياتي.

تغيير التحالفات إذن بعد 1933: الأولوية لفرنسا، المتنافسة في الآن ذاته مع هتلر ومع بريطانيا. لهذا صوت الحزب الشيوعي الفرنسي لصالح الميزانية العسكرية لحكومة لافال (الذي جرى استقباله بأبهة في موسكو) في 1934.

قامت الأممية الشيوعية، في مؤتمرها السابع (1935) بتعميم هذا الخط ، المسمى "جبهة شعبية": باتت الأسبقية من الآن فصاعدا، بالبلدان الامبريالية، ليس الثورة الاشتراكية بل للدفاع عن "الديمقراطية"، بتحالف مع البرجوازية المسماة "مناهضة للفاشية". على هذا النحو، لما اندلعت الثورة في فرنسا، و في اسبانيا اكتست حتى شكل حربا أهلية، ساعد ستالين المعسكر الجمهوري بسحق الثورة الاشتراكية، بما في ذلك اغتيال القوى الثورية (اللاسلطويين، و الحزب العمالي للتوحيد الماركسي، واليسار الاشتراكي). هذا لأن الأولوية هي منح ضمانات للتحالف "الديمقراطي" مع البرجوازية الفرنسية!

في العام 1938، زال خطر الثورة الاشتراكية في أوربا الغربية. وباتت البروليتاريا محبطة بعمق: المجال مفتوح للحرب بين القوى الامبريالية. لكن هذه اتفقت أولا بينها لتتيح لهتلر خنق الاتحاد السوفييتي. انه مونيخ! استشعر ستالين الخطر فانقلب: لم تعد الفاشية هي الخطر الرئيس. على العكس، وتحت غطاء خطاب لينيني زائف استعاد الحديث عن تحويل الحرب القادمة إلى ثورة اشتراكية، جرى وضع المؤتمر السابع للأممية الشيوعية على الرف: تحالف ستالين مع هتلر (1939) على أمل اتقاء هجوم نازي. ومن جراء هذا، بلغت البلبلة الذروة في الأممية الشيوعية و الأحزاب الشيوعية.

وكانت عزلة هذه في الطبقة العاملة تامة. يوم 17 يونيو، بعث مولوتوف، وزير خارجية الاتحاد السوفييتي، برقية ُتهنئ الجنرال فون شولنبرغ، بعد غزوه بلجيكا، على "النجاح الرائع الذي حققه الجيش الألماني". لن يمنع هذا الهجومَ الصاعق الذي شنه الجيش الألماني في يونيو 1941 والذي سيقود الاتحاد السوفييتي إلى شفا الهاوية.

الحل

لم تعقد الأممية الشيوعية أي مؤتمر منذ العام 1935، لكن ذلك لا يعني توقف الأحزاب الشيوعية، و عشرات آلاف الشيوعيين الصادقين، عن العمل لمصلحة الطبقة العاملة ومن أجل أهداف شيوعية فعلا. وكان هذا ما يرعب ستالين والبيروقراطية. ومن شان نهاية الحرب العالمية الثانية أن تفتح ظرفا ثوريا جديدا، كما في 1917-1918. وسُيبذل كل ممكن لوضع الأحزاب الشيوعية على رأس حركات المقاومة، لكن مع منع البروليتاريا، في اللحظة المرغوبة، من إطاحة البرجوازية. وستتم تنحية القادة الشيوعيين الأكثر كفاحية، وحتى سيتعرضون"للاختفاء" في المعتقلات. ولن يكون ثمة غير "ثغرة" مثلها تيتو في يوغسلافيا (وبالبلدان المستعمرة: ماو في الصين، وهو شي منه في فيتنام).

وكي يكون الأمر واضحا، سيعطي ستالين الضمانة الأقصى للبرجوازية الامبريالية بهدف الحصول بوجه خاص على فتح "جبهة ثانية". وفيما كان في اجتماع مع روزفلت وتشرشل في طهران (1943)، كانت الأممية الشيوعية قد حُلت رسميا:" إن الشكل التنظيمي الذي اختاره المؤتمر الأول للأممية الشيوعية يضمحل أكثر فأكثر في علاقة مع نمو الحركة العمالية" ! لكن الجوهر السياسي كامن في مكان آخر:" في بلدان الكتلة الهتلرية، المهمة الأساسية هي المساهمة في هزم هذه الكتلة. وفي بلدان التحالف الواجب المقدس (!) هو دعم الجهود العسكرية لحكومات تلك البلدات، بكل الوسائل..." . وداع الثورة الاشتراكية. وهذا ما حصل!

فرانسوا فيركامن

جريدة لاغوش 21 مارس 1989

تعريب المناضل-ة



#فرانسوا_فيركامن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثورية ومُنظرة ماركسية


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فرانسوا فيركامن - مايو 1943: قبل 70 سنة حل ستالين الأممية الشيوعية