أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صائب خليل - لقاحات ضد الجنون:الحلقة رقم صفر- مدخل الى الجنون














المزيد.....


لقاحات ضد الجنون:الحلقة رقم صفر- مدخل الى الجنون


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1178 - 2005 / 4 / 25 - 05:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


علمت من صديق يدرس الطب يوما ان الجنون ليس حالة متطرفة من التخلف العقلي كما كنت اعتقد, وان المجنون ليس غبي بالضرورة. انه منفصل عن العالم الواقعي, يعيش في عالم خاص به.
يمكنك ان تعرف المجنون اذن من خلال مشاهد مميزة: قد تجده يكلم شخص لاوجود له, او يصطدم بعمود كهرباء لم يره, وقد يضحك مع كرسي, متصورا الاشياء الموجودة فعلا كاشياء مختلفة. فالشخص السليم من الجنون اذن, هو من يرى الاشياء الحقيقية – او الحقائق - فقط ودون تشويه.

همم... صحيح اننا لانكلم انفسنا عادة لكن من منا لم يبتسم يوما لشخص في خياله؟ ومن لم يشتم ويرفس بحذاءه علبة فارغة في الطريق وهو يسب شخص ما؟ ومن لم يمر امامه شيء او شخص يوما ولم يره؟
لا بد لنا من الاعتراف باننا جميعا مجانين بدرجة ما!
بل اننا نختار احيانا بارادتنا ان نزور الجنون ونقاربه! فعندما لايكون الواقع محتملا او حتى مريحا, فاننا نخلق لانفسنا "واقعا" اخر, من خلال الايمان بالخرافات ومن خلال الفن مثلا؟ ففي بعض الجنون راحة مغرية ايضا.
فحين نرفس غضبا علبة فارغة في الطريق, الا نحول تلك العلبة مؤقتا الى شخص ذلك "الكلب ابن الكلب" الذي اذانا, لنتمكن بعد ذلك من تفريغ غضبنا به؟

ولعلك واثق يا صديقي ان الجنون مرض غير معد, ولا يحمل جراثيمه الغذاء او الماء او الهواء, ولكن لا تتعجل. الا يصيبنا بالعدوى مجنون ان تمكن من اقناعنا بخرافة؟ واذا كان اقتناعنا بالوهم يوازي الاصابة بجرثومة جنون, افلا يحمل الاثير كما هائلا من جراثيم اكاذيب ومغالطات الاعلام التلفزيوني والراديوي؟
ليس الهواء وحده ناقل لجراثيم الجنون اذن بل معه الكثير من الصحف والمجلات والكتب والانترنيت ايضا!

في الواقع, اننا نعيش اليوم في جو موبوء بجراثيم الجنون, بل ان حربا بيولوجية تشن على البشر في كل الارض, تستهدف الحهاز العصبي الانساني وتروم تحويل البشر الى مجانين يسهل قيادهم الى حيث يريد قادة تلك الجيوش الجرثومية, وليتم تشكيلهم بالطريقة التي تخدم اؤلئك القادة.
ومثل اي جسم حي يتواجد في محيط موبوء, فان عقلنا قد طور مناعته المضادة للجراثيم المنتشرة, فصرنا اقل سذاجة من ابائنا واجدادنا بكثير.

ومع ذلك فكثيرا ما يفشل جهاز مناعة البشر رغم حيويته, في متابعة التغير السريع والتخفي العبقري وعنصر المفاجأة والقوة المتزايدة لجراثيم الجنون المستعملة في الحرب. فنصف الامريكيين يعتقدون لحد الان ان هناك علاقة بين صدام والقاعدة, وان لديه اسلحة كيمياوية وجرثومية وحتى نووية. الغالبية العظمى من المصوتين لبوش في انتخابه الاخير كان من هؤلاء المصابين.

لقاحات الامراض تصنع من جراثيم تلك الامراض, بعد اضعافها واحيانا قتلها لتفقد تأثيرها وقدرتها على الضرر. لكنها تبقى مع ذلك حاملة لصفاتها المميزة التي تساعد جهاز المناعة على التعرف عليها مستقبلا وافراز الحيويات المضادة لها. العرب بشكل عام, ومن شاركهم دولهم من غير العرب, وربما بشكل مركز, العراقيون, كان لهم ميزة خاصة هنا! فحماقة حكامهم واجهزة اعلامه كانت مكشوفة ومكروهة بحيث ان احدا لم يكن يصدق حرفا مما تقول. اي انها كجراثيم اللقاحات, كانت ضعيفة ميتة التأثير عديمة الضرر. بل ان محصلتها نافعة, فقد قدمت لهذه الشعوب مناعة نسبية مجانية, تزيد من مقاومة تلك الشعوب للكذب الاعلامي مستقبلا.

لكن الجراثيم طورت نفسها هي الاخرى, ولم يعد جهاز مناعتنا كاف لحمايتنا منها. من هنا كان لابد من مساعدته وتطوير لقاحات صناعية مضادة لجراثيم الجنون, وهذا ما سنحاوله هنا. سندرس صفات واشكال تلك الجراثيم وطرق ظهورها ونقاط قوتها وضعفها. لقد جمعت بعض الملاحظات والافكار والامثلة, وسأبدأ بعرضها ابتداء من الحلقة القادمة, لكني امل اغناءها بملاحظات وكتابات منكم ايضا فادعوكم لمشاركتي في هذه الدراسة وارسال افكاركم واكتشافاتكم لاية اساليب تتبعها تلك الجراثيم المضللة للعقل لعلنا نصل الى تدريب عقولنا على التعرف على الكذب والمراوغة الاعلامية فور رؤيتها.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيف ديموقليس الجديد
- مسرحية يارة الصامتة
- بياع الخواتم وصحبه الكرام
- مهمات الحكومة القادمة: لكل معركة خيولها
- من يخجل مِن مَن؟ : دعوة لتجربة احترام طوعي للقانون
- هل كان السادات متخلفا عقليا؟
- ااشرف عبد الفتاح والسادات مرة اخرى, واصول الرد على كتابات ال ...
- بعض الناس يحس بالنقص
- التعامل الفعال مع ازمة الاردن
- الطلبة والعصابات والنكتة الايرانية: حول احداث جامعة البصرة
- تفجير الحلة مؤامرة اردنية عمرها اكثر من عام
- لبنان يكتشف دواء للسرطان
- ايكاروس: مضطهدي الشعوب يدرسونها, لكنها لا تدرسهم
- الاقناع المعكوس: حول قائمة الائتلاف والجلبي والقرارات العشوا ...
- اسئلة قبل نتائج الانتخابات
- نظرية الخونة الابطال لاسحق رابين واشرف عبد الفتاح
- ليس من السهل على ابو مازن ان يكون في شجاعة السادات
- رهان الديمقراطية الخطير
- سياسيون مصابون بنقص الحضارة المزمن: حول الشغب السياسي العراق ...
- من قررت ان تنتخب؟


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صائب خليل - لقاحات ضد الجنون:الحلقة رقم صفر- مدخل الى الجنون