كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 14:51
المحور:
الادب والفن
وسادنا فجأة صمت دامع مرير.
كم كانت مرّة و حزينة تلك النبرة الساخرة في صوتها المبحوح من نواح عمر بأكمله على سوء حظها معه!! و كم آلمتني تلك الوخزة التي شكت بها قلبي- عن غير قصد- فتلقيتها في أعماقي كطعنة حامية! ألأن شرّ هزيمة تلحقنا هي تلك التي تنزل بنا لغير علّة فينا! و هل لفرط ما تجرعنا من علقم تلك الهزائم، صرنا نتصور أن البخت دائما ضدنا، معنا نحن فقط شحيحا جحودا و مع غيرنا كريما عطوفا، هل هو حقا كذلك أم نحن وحدنا من نراه كذلك؟ ها أننا كثيرا ما سمعنا أناسا محظوظون يلعنون أمامنا قلة البخت! ألا تخفف عنا شكواهم مرارة همّنا أم أننا نرفض أن نصدقهم حتى أننا نجد أنهم فقط يريدون أن يتبجحوا علينا بحظوظهم ولكن بطريقة معكوسة؟
لا عدالة أمام البخت فهم المحظوظون و نحن دائما المنكودون، هذا ما يقوله الجميع عن نفسه و عن الجميع! و لكن... هل يدري كل نائح على البخت الغائب أنه مهما كانت الحظوظ كريمة فلا بد لكل امرئ من قلة البخت نصيب، فمن منا لم يبكي يوما خيانة البخت و جفائه في تلك اللحظة التي نكون فيها على باب الفوز متسلحين بعزمنا و صلاحنا و دعاء الوالدين و لا ينقصنا شيئا سواه فلا يخذلنا عمدا سواه!!يا له من ماكر، ما أشمته بنا و ما أخبثه و ما أقساه، يعرف تماما كيف يدير وجهه عنا كلّما احتجناه! إنه كالسراب – يا صديقتي- نقضي العمر نُناجيه و هو لا يطرب لغير بُكانا فحِلمك يا "حليمة" وها نحن نبكي يا "عمي المكي"، يا أبي!.
(يتبع)
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟