أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن














المزيد.....


بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا استطيع وأنا أرى منظر المعركة التي خاضها النشامى من دبلوماسي العراق سوى أن أقول إننا ما زلنا نتحرك بمنطق عشائري بحت: هم فعلوا ذلك ومن حقنا أن نفعل نفس الشيء, بل وبعقلية البادئ أظلم.
والمشكلة أن ساحة فعلنا كانت ساحة دبلوماسية يفترض أن وجودها هناك هو لتحسين العلاقات وليس لإرباكها, لكننا مع الأسف ما زلنا نتحرك بعقلية يا حوم إتبع لو جرينة.. وما زلنا نخوض معاركنا بعرض الأكتاف لا بثقل العقول..
لو إقتربنا من الأمر بعقلية نظرية المؤامرة لقلنا أن العملية كانت جزء من مخطط إستهدف جر النظام إلى مواجهة كان الهدف منها تأزيم علاقاته مع الأردنيين..أليس ذلك بالنتيجة هو ما حدث.. أما ما تلاه فكان أسوأ, لقد راح البعض يدافع عن معركة العضلات تلك في مشهد نطق بإزدواجية مربكة, فالمناسبة كانت الإحتفال بمظلومية سرعان ما تحول مشهد المظلوم فيها إلى ظالم. ومنظر الشاب الأردني الذي إجتمع عليه أكثر من ستة عراقيين كان معيبا بحق, والإقرار بأنه كان مخطئا أيضا لا يكفي لتبرير رد الفعل الذي تجاوز غاية رد التعرض إلى غاية الإنتقام. والأمر هنا لا علاقة له بنصرة ذلك الشاب وإنما بنصرة العراقيين لكي يتغلبوا على ثقافة العضلات التي بدت ثابتة رغم تغير الأنظمة.
والمشكلة لن يفسرها ولا يحلها الإقرار بالخطأ الذي إرتكبه ذلك الشاب وإنما في طريقة المعالجة وفي حساسية الساحة التي حدثت فيها هذه المواجهة وفي تحديد دقيق للمهمة التي وجد هؤلاء الدبلوماسيين من أجلها على الأراضي الأردنية, والتي أراها تتلخص بأمرين هما أولا العمل من أجل تحسين العلاقات بين الجانبين العراقي والأردني من جهة, ورعاية مصالح العراقيين المتواحدين في الأردن.
وأظن أن منظر الضرب الذي تعرض له ذلك الشاب الأردني يتقاطع ويتناقض مع كلا المهمتين وبما يؤكد على أن سفارتنا في الأردن قد سقطت بإمتحان المواجهة حينما إنتصر شاب لوحده على ستة بدت عضلة يد الواحد منهم تساوي جميع ما تزنه عضلات ذلك الشاب الذي نجح كثيرا في تقديم نفسه كضحية بعد أن كان قدمها في البداية كمتجاوز على مشاعر الآخرين. أما عن قضية رعاية مصالح العراقيين في الأردن فكل الذي أتستطيع أن أقوله هنا: يا لها من رعاية فائقة !!.
وإن من المؤكد أن الجرح الذي تركته المقابر الجماعية كان عميقا, لكن سيكون مؤسفا أن يتحول صاحب المشكلة إلى مشكلة, وصاحب المظلومية إلى ظالم, وأجزم أن أن المظلوم يتجاوز على مظلوميته إذا ما قام بعرض تلك المظلومية بشكل غير متوازن.
وبينما يكون هناك تأكيد على أن الوعي الأردني ما زال غير قادر على الإقتراب من حقيقة جرائم الحاكم السابق, وبالتالي فهو غير متوازن أو حتى غير عادل باحكامه, فإن ما قام به هؤلاء الدبلوماسين يتقاطع تماما مع ما يجب أن تؤسس له حالة التوصيف هذه, والمسألة في أهم تشكلاتها إنما يكمن في أدوات التنفيذ نفسها, وحينما تكون أداة التنفيذ هنا بهوية دبلوماسية فلا بد أن هناك ثمة خطأ حتما على مستوى مهني على الأقل والذي كان يفترض ان ينتج فعلا مغايرا ومنسجما مع طبيعة السلوك الذي يجب على الدبلوماسي أن يتحلى به وخاصة في الموقف الصعب. وأرى أن ذلك الشاب الذي اشبعوه ركلا, رغم محاولاته الواضحة للهروب والنجاة بنفسه, أراه هو الذي إنتصر في تلك اللحظة على مجموعة من الناس ما زالت تردد في كل لحظة أن بإمكان الدم أن ينتصر على السيف, فتكون بنفسها خصم نفسها.
ولعلي لم أعثر بعد على ناس مثلنا يمارسون في لحظة الفعل رد فعل نقيض تماما للخطاب الثقافي الذي يدعون الإيمان به والعمل من أجله, فخطاب المظلومية سرعان ما يتحول باسرع من لمح البصر إلى خطاب ظلم قائم بذاته ومنعزل تماما, بل ومضاد نقيض للخطاب الثقافي الموروث والمفّعل. وقضية الدم الذي إنتصر على السيف, وهي القضية الأم التي اسس لها إستشهاد الإمام الحسين على يد القتلة المجرمين سرعان ما تعبر عن نفسها بشكل نقيض تماما من خلال مجموعة من الموظفين لا تصلح لإدارة حتى مركز شرطة فكيف بها وهي تدير سفارة.
وهذا يكشف عن مستوى الحاجة إلى الثقافة الدبلوماسية التي يجب ان يتحلى بها موظفو السفارات الذين يفترض ان يكون واجبهم العمل على تلطيف الساحات الساخنة وليس تسخين الساحات الباردة.
ولست متفائلا بإمكانية العثور على ثقافة بهذا الشكل, فالعلة ليست في أولئك الموظفين وإنما في مجمل الثقافة البنيوية التي يخفي تحت جلباب ذلك الدبلوماسي شرطيا جاهزا لعروض القوة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا


المزيد.....




- منشور يشعل فوضى في منتجع تزلّج إيطالي.. ماذا كتب فيه؟
- -أم صوفيا-.. سلمى أبو ضيف تنجب طفلتها الأولى
- رداً على تصريحات ترامب بشأن -تهجير- أهل غزة، دعوات إلى التظا ...
- اللجنة المحلية للحزب في الديوانية: ندين الاعتداء على المحتجي ...
- حادث مطار ريغان يربط موسكو وواشنطن في مباحثات إنسانية
- غزة.. انتشال 520 جثة من تحت الأنقاض منذ وقف إطلاق النار
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 6 بلدات في كورسك ودونيتسك وخاركوف ...
- وقفة صامتة أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب للمطالبة بالإفر ...
- بيسكوف: التعليق على تكهنات حول -قوات كوريا الشمالية في كورسك ...
- فنلندا.. منع طالب من زيارة محطة نووية بسبب جنسيته الروسية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن