أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمال التميمي - ديموقراطية حسب الطلب: فنزويلا مثالاً















المزيد.....

ديموقراطية حسب الطلب: فنزويلا مثالاً


جمال التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 289 - 2002 / 10 / 27 - 01:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

عندما ساعدت المخابرات الاميركية CIA الجنرال الفاسد نورييغا للسيطرة على الحكم في جمهورية بنما، كان الهدف من وراء ذلك ضمان تهريب المخدرات عبر قناة بنما المائية في أكبر عملية تهريب مخدرات شهدها التاريخ. وبعدما قام تاجر المخدرات (نورييغا) بدوره كاملا لصالح المخابرات الاميركية وبعد انتهاء صلاحيته طلبت منه الولايات المتحدة تسليم السلطة لشخص آخر. ولكنه، بعد الارباح الهائلة التي حققها من تجارة المخدرات وتمتعه بجبروت السلطة بمساندة اميركية مخابراتية كاملة، رفض الطلب الاميركي فما كان من المخابرات الاميركية التي عينت (تاجر المخدرات هذا) بوظيفة رئيس لبنما إلا القيام بعملية عسكرية انتهت باعتقاله ونقله بطائرة مروحية الى أحد السجون ليقضي بقية أيام عمره في السجن مع زملائه تجار المخدرات.
الرئيس هوغو تشافيز الذي وُلد عام 1954 وتخرج كملازم ثان من الاكاديمية العسكرية وشارك مع زملائه في تأسيس الحركة الجمهورية عام 1982، هو صورة معاكسة تماما للجنرال نورييغا، فسجله الشخصي يدل على تاريخه الوطني المشرّف. وقد سُجن مرات عدة على يد نظام الحكم الديكتاتوري الذي كانت ترعاه الولايات المتحدة في ذلك الوقت بسبب المشاركة في النضال من أجل الحقوق الوطنية والشعبية. وهو لم يأت بترتيب من المخابرات الاميركية، فقد تم انتخابه عام 1998 لبرنامجه الانتخابي الذي يهدف الى محاربة الفقر والفساد وفرض السيطرة الوطنية على الثروات الطبيعية للبلاد. وفاز مرة اخري بالاغلبية وحصل على اكثر من 70% من الاصوات عام 2000 وكانت اعلى نسبة لأي رئيس منذ اربعين عاما، وفاز مؤيدوه ب120 مقعدا من اصل 128 في الجمعية الدستوٍرية الوطنية (البرلمان)، واستطاعت حكومته خفض التضخم من 40% الى 12% وحققت نموا قدره 4% وزادت عدد طلاب المدارس الابتدائية مليون طالب في شهر تموز/يوليو 1999، وهكذا اصبح في ليلة وضحاها شخصا معاديا لمصالح الولايات المتحدة.
المعارضة التي تقف ضد شتفايز والتي تتمسح بها الادارة الاميركية، هي بقايا لأحزاب تفوح منها رائحة الفساد والمحسوبية ويقودها رجال أعمال لهم مصالح مباشرة مع الولايات المتحدة، ويدعمها مناهضون للثورة الكوبية متواجدون في ميامي في الولايات المتحدة، ومنهم على سبيل المثال هيرمان ريكاردو الذي سُجن عام 1976 لتفجيره طائرة مدنية كوبية ومات على اثرها 73 شخصا.
التناقض بين تشافيز والمعارضة (على <<النموذج الاميركي>>) هو ان الرئيس (الذي يتمتع بتأييد كاسح في اوساط الفقراء) اقر 49 قانونا تسمح بزيادة دخل الدولة والحكومة من عائدات النفط، وهو ما دعا غرفة التجارة التي تسيطر عليها مجموعة كومبرادورية منتفعة من العقود مع الشركات الاميركية لمعارضة تلك القرارات ودعت الى اضراب عن العمل في 10/12/2001 وهو ما دعا اتحاد العمال للمشاركة في الاضراب، وهذا الاتحاد تقوده مجموعة كانت تخاف من دعوات الرئيس الوطنية لإجراء انتخابات جديدة، وهو بالتأكيد ما يعني انتهاءها. والتناقض الآخر هو محاولة تشافيز فرض الادارة والسيطرة الوطنية على شركات النفط ومنها شركة PDVSA اكبر شركة نفط في العالم، وثالث أكبر شركة تصدر النفط للولايات المتحدة. اما التناقض مع وسائل الاعلام فهو محاولة تشافيز التقليل من سيطرة المال ورجال الاعمال المرتبطين هاتفيا مع الولايات المتحدة على وسائل الاعلام وهو ما جعل المعارضة تتهمه بالحد من حرية الاعلام. لكن يبقى السؤال الأهم: ما هي الاسباب الحقيقية للعداء الاميركي للرئيس الفنزويلي؟؟
اولا، ما حصل في فنزويلا من محاولة للانقلاب العسكري الاول والفاشل الذي كان هدفه اطاحة الرئيس المنتخب تشافيز هو تأكيد على ما قاله الرئيس بوش <<إما أن تكون مع الولايات المتحدة او ضدها>>، وهو ما يعني ان كل من يحاول مقاومة املاءات السياسة الاميركية سيعامَل كعدو للولايات المتحدة وحتى لو كان ذلك تحت شعار تبني سياسة وطنية مستقلة. فلا يوجد شيء اسمه مستقل ووطني أمام المصالح الاميركية ونظامها العالمي الجديد. ولهذا قررت الولايات المتحدة التخلص منه وقالت بعد الانقلاب وتعيين أحد عملائها (بيدرو كامونا) رئيس أكبر تجمع لرجال الاعمال، ان حكومة تشافيز هي التي تسببت في الازمة وأدت الى طرده، وأيدت الحكومة المؤقتة وانتقدت أعمال الشغب واتهمت أنصار الرئيس بإطلاق النار على المتظاهرين. وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان لها ان تشافيز لم يظهر اي احترام لحرية التعبير وحرية الرأي السياسي، وأكدت انها تتطلع للتعاون مع القوي الديموقراطية في فنزويلا (القوى التي اطاحت بالرئيس الشرعي والمنتخب)؟
والاسباب الاخرى لدعم الولايات المتحدة الانقلاب الذي تشير أصابع الاتهام الى وقوفها وراءه كما قالت كوبا ومنظمات كثيرة مثل منظمة مناهضة الحرب ومنظمة العمل الدولية التي يرأسها رامزي كلارك وزير العدل الاميركي السابق والكثير من المحللين، كثيرة. أولها العلاقة القوية بين حكومة تشافيز وكوبا التي ارسلت المئات من الخبراء والاطباء والتقنيين لمساعدة الحكومة الفنزويلية، وكذلك علاقة الصداقة الحميمة التي تربط فيدل كوسترو بتشافيز والتي أثارت غضب الولايات المتحدة التي قالت على لسان مستشارة الامن القومي كونداليسا رايس وأكده الكثير من المسؤولين الاميركيين في تصريحاتهم <<ان على الرئيس تشافيز تصويب سياساته>>، وموقفه من الحرب في أفغانستان وانتقاده للعدوان الاميركي على المدن والقرى الافغانية واتهامه الولايات المتحدة بأنها تحارب <<الارهاب بالارهاب>>، وهو ما جعل الادارة الاميركية تسحب سفيرها من كاراكاس بشكل مؤقت وترفض الاجتماع بالرئيس الذي نشط في منظمة الأوبك لتحسين أسعار النفط حيث تُعتبر فنزويلا رابع مصدر للنفط في العالم وثالث مصدر للولايات المتحدة. وقد اثارت زيارته الى العراق وليبيا سخط واشنطن في وقت كان يحاول إحداث تغييرات اقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وعلى رغم غنى فنزويلا الا ان 80% من سكانها فقراء وهذا ما دفعه الى محاولة تغيير الاتفاقات الموقعة منذ عقود طويلة على ما فيها من إجحاف واضح للاقتصاد الفنزويلي مع الشركات الاجنبية والاميركية، وهو ما يعني خسارة هذه الشركات لأرباح كبيرة، وبالمقابل زيادة دخل الحكومة الوطنية في فنزويلا.
البروفسور جيمس باتراس من جامعة نيويورك أشار قبل محاولة الانقلاب الفاشل الى ان الولايات المتحدة تقود حملة لزعزعة الاوضاع في فنزويلا، وهو نفس التكتيك الذي استخدمته في تشيلي حيث قامت مجموعة من المتظاهرين بالاحتجاج والتسبب بالفوضى وتَواكَبَ ذلك مع حملة اعلامية اميركية بوصف الرئيس بالديكتاتور ويقوم بعدها ضباط الجيش بالانقلاب العسكري تحت شعار الحفاظ على أمن البلد ومصالحه. واتهم ايضا صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية بالمشاركة في المؤامرة حيث قال مورغان ستانلي (البنك الدولي) انه يؤيد ازاحة تشافيز من الحكومة، وأعلنت مؤسسة غولدمان الاستثمارية ان فنزويلا تواجه كسادا اقتصاديا كبيرا وأبدت مخاوفها من انهيار اقتصادي وسياسي، وقالت ان المؤسسات المالية في فوضى وهو ما يؤكد ان صندوق النقد الدولي IMF والمؤسسات المالية التي تسيطر عليها الادارة الاميركية، تحاول فبركة أزمة مصطنعة داخل فنزويلا. محاولات الانقلاب التي تخطط لها الولايات المتحدة ومخابراتها تذكّرنا بما حصل في إيران عام 1953 يوم ساندت الولايات المتحدة الانقلاب الذي اطاح بالرئيس مصدق وحكومته التي حاولت تأميم النفط الايراني، ويشبه ما حصل في جنوب فيتنام 1963 وفي تشيلي عام 1973 عندما تآمرت الولايات المتحدة ودعمت الجنرال بينوشيه للاطاحة بالحكومة المنتخَبة ورئيسها سلفادور أليندي المعروف بوطنيته ودعواته للاستقلال عن التبعية الاميركية.
() باحث إعلامي فلسطيني جامعة تيمز فالي لندن.

... 
 
©2002 جريدة السفير



#جمال_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمال التميمي - ديموقراطية حسب الطلب: فنزويلا مثالاً