عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 09:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بغداد قويّة بوحدة ألعراق!
أو مستعمراتٌ بعد آلتقسيم
تغييرات جيوسياسية و إقتصادية و عسكرية و ديمغرافية عديدة حدثتْ في العراق قبل و بعد بعد سقوط صنم ألجهل و آلرّذيلة ألعربية صدام .. عواصف و زلازل عنيفة هزّت بغداد و مدن العراق - بل كل شبرٍ منه و الشعب العراقي مع حكومته المنتخبة ألتي بقتْ صامدة جامدة لا تتحرك و لم تُحرّك شيئاً رغم كل ذلك و هي تعيش بين نارين؛ نار القضاء على آلفتنة الرمادية أو التأرجح بين هذا آلحل و ذاك بلا نتيجة لأن الطرف الآخر قبيح لا يؤمن بخلق أو مبدء!
بداية أصارحكم بأني لستُ مؤيداً لكافة ألخطواط و آلأوضاع ألحكومية, كما لست راضياً على مواقف عموم الشعب العراقي في نفس الوقت .. ومن أهمّ ألأمور ألتي تستفزني هي مسألة رواتب المسؤوليين و الوزراء و الأعضاء ألعالية الظالمة في الحكومة!
فما زلتُ أعتبرها سرقات علنيّة بغطاء قانوني ظالم من دماء الشعب العراقي ألمبتلى .. كما كان يفعل صدام و حزبه الجاهل المجرم بشكل غير قانوني و في آلخفاء, حيث لم يكن أحداً يتجرّأ على السؤآل عن تلك الموضوعات و لا حتّى أقل منها!
لكن على الرغم من تلك آلمظالم فأنا أفضل هذه الحكومة ألمنتخبة رغم كل سلبياتها على البعثيين المجرمين و آلسّلفيين الذين حوّلوا العراق إلى مقابر جماعية و إلى جحيم لا يُطاق و على كلّ صعيد, و للتأريخ أقول بأنّ هذا كلّه حدث ليس بسبب صدام ألملعون فقط .. بل بسبب مواقف ألشّعب ألعراقي نفسه ألذي تاه وسط تلك الظلامات حتى بات نفسه جزءاً من آلمشكلة و لا يعرف ألفرق بين الأبيض من الأسود بعد خلط الأمور و ما وصلت إليها الأوضاع الجارية!
إنّ ما جرى في أعقاب ألتّغير بعد عام 2003 و ما تعرّض له ألشيعة العراقيون بآلخصوص و ما زالوا من عمليات إرهابية شبه يومية لشيئ مؤسف جدّاً لأن أعداء العراق من الوهابية السلفية المجرمة و مجموعاتهم التكفيرية الضالة لا يريدون عراقاً ينتقل للأفضل أو شعباً موحداً آمناً لذلك نراهم ما إستكانوا منذ بداية سقوط صنم الجبن و الرّذيلة و الجهل صدام و إلى يومنا هذا يدعمون آلتفجيرات ألانتحارية ألمنظمة و آلمتواصلة حتى في بيوت الله و آلعتبات المقدسة لتأزيم الأوضاع و آلأصطياد في آلظلام و تأجيج نار الفتن الطائفية والمذهبية و آلعرقية في كل العراق!
تخريب على كل صعيد وتفتيت للبنى التحتية قام و يقوم بها عرب وافدون و معهم عراقيون "قاعديون بعثيون " نجم عن ذلك سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء ألعراقيين و غيرهم من تابعي مذهب أهل البيت(ع), و آلجدير بآلذكر أنهم – أي السلفيون - لم يتعرضوا لقوات "الأحتلال" كما أسموها؛ حيث كانت نسبة الخسائر فيها لا تتعدى الـ الواحد بآلألف, و آلسبب هو أن خيوط تلك العمليات الأرهابية يوجها قادة الأحتلال نفسه و من فوق!
من جانب آخر رأينا و إلى يومنا هذا و للأسف بأنّ المرّجعيات الدينية للشيعة العراقيين قد دعوا أبناء طائفتهم رغم كلّ ذلك الظلم و الأذى الذي جرى و يجري عليهم؛ دعوهم إلى ضبط النفس و عدم الانتقام من آلسّلفيين بدافع طائفي "لأنهم أكثر من إخواننا.. بل أنفسنا" و كأنهم – أي المرجعية - تتصدق بتلك الدّماء ألبريئة من خزائن الخليفة كما يقول ألمثل, و لهذا خاب ظنّ العراقيون وموالي أهل البيت(ع) بهم بعد ما ثبت عدم إخلاص و وعي تلك المرجعية التي كان يُنتظر منها فعل الكثير لرسم المواقف و القرارات ألصّائبة و آلفاعلة لحقن آلدماء و لصالح العراق و العراقيين بآلذات!
لقد تحمّل آلشّيعة ألعراقيون تلك الهجمات أليومية ألمستمرة ذات الطابع المذهبي و آلتكفيري بصبرٍ فريدٍ ، خاصّة ما بعد آلاحتراب ألطائفي الذي اندلع ما بين عامي 2006 و 7 فصاعداً .. و لكن يبدو أن هذا آلصبر عند بعض " القوى الشيعية " التي تعمل خارج العملية السياسية و حتى بداخلها؛ قد نفد آليوم أو أوشك على الانتهاء ، و قد إتّضحَ ذلك مؤخراً بعد آلأعلان ألصهيوني ألقبيح ألمشؤوم من الرّماديين ألبدو بآلأنفصال أو آلحرب؛ بوجود مؤشرات قويّة في آلساحة تختلف هذه المرة, مفادها أنّ ثمة حربا أهلية طائفيّة شاملة ستنفجر و تتركز في غرب العراق و في آلعلن ــ فقد كان و بسبب ما أشرنا له على نطاق ضيق و في الخفاء لحد آلآن.
لقد باتت العمليات الأنتقامية تُطال الآن أبناء كلا الطائفتين في آلفترة الأخيرة – بل كل الطوائف في العراق على حد سواء, كنوع من حرب التوازن للردع المتبادل, قد تتسع في أية لحظة خلال الأيام ألقليلة ألقادمة لتؤدي إلى حرب شاملة ، وثمة أرض خصبة من مشاعر بالمظلومية و الغبن قد أخذت تهيمن على مشاعر الكثير من الناس من كلا الطائفتين: فالعديد من الشيعة الساخطين – بل معظمهم يقولون شاكين و مستاءين : ــ إلى متى سيبقى الدم الشيعي ينزف رخيصا بلا السنية المتواطئة أو الداعمة لحواضن الأرهاب و بؤره و مراجعنا لا تُحرّك ساكناً؟
كما أن هناك شرائح .كبيرة من " أهل ألسنة" في العراق يشكون من مسألة تهميشهم أو اعتقالهم العشوائي و التعسفي فضلا عن مصادرة بعض حقوقهم بدوافع طائفية و سياسية كما يدّعون كنوع من هيمنة طائفية طاغية و متسلطة و التي يجب وضع حدٍّ لها مهما كان الثمن حتى لو كان يتطلب التعاون مع الكيان ألصّهيوني و كما هو واقع الحال من خلال تعاونهم مع تركيا الصهيونية و آلنظام الأردني و آلسعودي و القطري الصهيوني.
في خضم هذا الوضع ألملتهب نقول لو لم يبرز أناس عقلاء ومرجعيّة واعية و مخلصة من كلا الطرفين ـــ و هم بالمناسبة باتوا قلة قليلة في زخم حمى الطائفية المنتشرة كالطاعون ـــ كأخر محاولة لإخراج العراق من أزماته السياسية الخانقة و الخطيرة، حيث يمر العراق الآن في أخطر مراحله المهددة بتمزيق كيانه ألذي تفكك إلى أبعد الحدود, يمكن التعبير عنه بآلنقطة الحرجة!
لا سيّما و أن هناك ساسة و زعماء بلطجية خصوصاً في المنطقة الغربية من أمثال العيساوي و سليمان أبو ريشة و آلعلواني ألذين إجتمعوا مؤخراً في عمان – العاصمة اليهودية الثانية – مع رغد صدام و خميس ألخنجر ليعلنوها صراحة أن أمامهم خياران لا ثالث لهما:
إما أن تمنحهم ألدولة إقليم سني, أو إعلان الحرب ضد الحكومة!
ألجدير بآلملاحظة أن إقليماً كآلرّمادي لا يمتلك أهله سوى أسلحة بسيطة و خفيفة كيف تجرّؤا بهذا الأعلان؟
أ ليس إعلاناً صريحاً بأن ورائهم دولاً خارجية كتركيا و إسرائيل و آلغرب و عربية كآلأردن و آلسعودية و قطر و تنظيمات إرهابية تكفيرية و نقشبندية و صدامية إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا مع آلجبهة الصهيونية التي تريد تفكيك العراق و تقسيمه كي يسهل تحقيق ألدولة العبريّة الكبرى من البحر(المتوسط) إلى النهر(الفرات) بفضل هؤلاء البدو ألأغبياء!
أيّها آلعراقيّونَ آلشّرفاء سُنةً و شيعة عرباً و أكراداً و قوميات أخرى؛ إنّني أخاطبكم و قلبي حزين على وطني ألمدمى و على ما جرى و يجري عليكم, لأنني أعلم علم اليقين بأن مخطط ألأستكبار العالمي سوف لا ينتهي عند حدود إقليم آلبدو في آلرّمادي أو غيره و لا بتكفير ألشيعة و إتهامهم بآلصّفويين كتعبيرٍ ضدّ آلدولة الاسلاميّة ألمباركة, لا أبداً -خصوصاً بعد إنكشاف تلك التدخلات الصهيونية المباشرة و آلعلنية بإحتضانهم للسنة ألسلفية في سوريا و في العاصمة الأسرائيلية عمان مقرّ ألبدو ألرّمادييون - و أنما آلأمر سيمتد لمُطالبات صهيونيّة أخرى بواسطة هؤلاء الممسوخين ألقردة, لأنّهم يسيرون وفق مخطط مُعَدٌّ و مدعومٌ دولياً و عالمياً سلفاً لتأسيس منطقة شرق أوسط كبرى لتأمين مصالح ألأستكبار ألعالمي بفضل ألسّلفيين ألجّهلاء ألحاقدين على الأنسانيّة و آلأيام ستكشف لكم هذه آلحقيقة آلتي لم تعدّ خافية على آلواعيين و كما نوهنا عنها بآلضبط قبل أكثر من ثلاث سنوات و آلله آلمستعان!
و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟