قدم في الهواء

نجوى شمعون

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 22:08
المحور: الادب والفن
    

قدم في الهواء
*نجوى شمعون


أغرق في كأس نبيذ يغرق بي ... كلانا ثمل
جسدي ليس لي لحبيبي زرع فيه الزهر وأعدمه
الهواء أيضاً له قرن غزال بقرّ قلبي وهرب -وسال الكلام من سماء لسماء لسماء
طفح الجسد بما فيه كما لو كان كأساً والكأس فم والفم قبر واليد احتمال في البعيد
كيف لا ... وأنت عطر المدى بنظرة منك تسقي الكون كله آهات
حين تهت عنك ..صرت فرساً سائبة
الذئاب تفر مني كلما توحشت في دمها عليك ظني
فكيف تُنسى وأنا العالقة في المسافة بين ضلعين من أنفاسك
تنهشني في اللحم ايها الحب ابتعد قليلا ارجع للوراء كجندي حرب
ما عاد فيّ النوم يتحمل قوة الرصاصة في اندفاعها في بطن الهواء
ما عاد الجسد بقوة المعنى فلقد غرقت في هشاشة الأنثى حين تعشق ظلك
لا شأن للجرح بما نزف الطريق في أوله لآخره آه من امرأة علقت حبيبها بين الخط الفاصل بين نهديها لتنام
من باب الهواجس دخلت فتنة عليك لا تشهق كلك خذ الأمر كأنه لا يعنيك واكتم الأمر كما لو أن عشاً طار إليك
غزل غزال أنت لماذا طعنتني بقرن الغزال وقلت ما قلت للهواء تكدس على مهلك فنامت على صدري المجروح جوارح ونهشت قلبي بلذة العارف
شرب الحب من القلب شرب حتى شهق الأفق
ضوء جسد خفت بعدما ارتوى...زيته أشعل المدن وحين اقترب قمصانه المبلولة بالوجع تنتفض كعصفور بين يديّ
دلكني بالتعب بقليل من الموت أنجو أتنفس غابتي في قامتك حيث رأيت المسافة بريق ضوء قال اقتربي
الليل نجوم تتساقط تباعاً من جسدك من فرط فتنتك علىّ التقطني في سماء قلبك غزل هوى ... رصعني على صدرك قلائد من نجوم ليلك المشتهى
أنت أشعلت لي نارك
وأنا قُدت لك النهار من نهاري وأشعلت لك ناري
فجاء طفل القصيدة يمشي على الضوء
سآتيك بقبس من نور وجهك لأضيء خيامي
في بيت جسدي ماء كثير وحب وفير
لا عطش لك بعد اليوم
أنا بئر الكون يتساقط على جسدي نار غوايتك
معك يتأرجح قلبي مثل هلال
مثل قرط في أذن الكون
وأقول معك وأكون معك سيرة الماء على جسد
أي سر في الروح لأتبعك في الصفات
ما سرك في قلبي ما لونك وصفاتك
أنا العطشى في مرآتي لا أشرب الا من بئر فمك
أيقظني حين ينام الجسد
هذا الجسد مدينتا حين تخلو الأجساد من قمصانها تندلع ناراً لا يطفئها غير ولعك
خيرك في الماء وما فاض عن الجسد
خلسة أبحث عني فيك أفتشك أتحسس جراح اليد التي بكت فيّ
أغرق في كأس نبيذ يغرق بي ... كلانا ثمل.

#نجوى_شمعون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات