صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 12:40
المحور:
الادب والفن
3
.... ... ....
ترتمي الشَّمسُ
بينَ أحضانِ الغسَقِ
هاربةً مِنْ أوجاعِ النَّهارِ ..
تاركةً خلفَهَا المروج ممتدّة
حتّى شواطئِ الذَّاكرة البعيدة
الغيومُ داكنةٌ
تغمرُهَا الكآبة
كأنّها منبثقة
من هضابِ الصَّحارى
تأخَّر المطرُ هذا العام
هل تبخَّرّتْ قطراته
وهطلَتْ فوقَ كوكبٍ آخر؟
تخنقُني هذهِ الصَّباحات ..
نهاراتُ الصَّقيعِ
ليالٍ طويلة حافلة بالرَّمادِ ..
ضجرٌ من لونِ الكبرياءِ!
حاولَ كثيرونَ الانتحار
مرّاتٍ ومرّات ..
فشلوا ..
أنْ تنتحرَ ليسَ سهلاً
عليكَ أنْ تلمَّ بأطرافِ اللُّعبةِ ..
لعبةُ الخلاصِ!
ما نملكُهُ
حياتُنا القصيرة
حياتُنا المنهكة
الباهتة ..
الخالية مِنْ أيّةِ نكهةٍ
ربَّما نكهة العذاب
نكهة الغربة
غربةُ الإنسان
ابتداءً من وقائعِ الصَّباح ..
وقائعُ الحزنِ العميق!
دهاليزُ هذا الزَّمان
ملولبة للغاية
اللَّيلُ يئنُّ مِنْ وقائعِ الانشطارِ ..
انشطارُ قبّةِ السَّماءِ
عن إيقاعِ الفرحِ
تشاطرُنَا السَّماءُ
أحزانَ المسافاتِ
أحزانَ اللَّيلِ والنَّهار
يتغلغلُ وميضُ الشِّعرِ
في تجاويفِ روحي
يطهِّرني من آثامِ
قرونٍ مِنَ الزَّمانِ
يبهرني بألقِهِ الدَّائمِ
يبدِّدُ قحطي النَّابت بينَ الهشيمِ
يكسرُ جبهةَ الأحزانِ
زارعاً فوقَ شاطئِ القلبِ وردة!
... ... ... .... ... يُتْبَعْ!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟