|
ميكافيلية استلاب المراة .. الغاية والمآلات ، حوار مع الأديب الباحث أحمد القاسم في بؤرة ضوء ..الجزء الأول
فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 16:58
المحور:
مقابلات و حوارات
يقول نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي: " إذا كان لا مفر من أذية أحد، فلتؤذه بقسوة تجعلك لا تخاف من انتقامه." و يقول أناتول فرانس : " المرأة هي مكونة المجتمع، فلها عليه تمام السلطة . . لا يعمل فيه شيء إلا بها، ولأجلها . . "
1. الباحث الأديب أحمد القاسم ،ما إتجاهات وتوجهات مبادرة المثقفين العرب ، وأنت تشغل فيها منصب الأمين العام المساعد، العصامي، الجاد ، النابذ لمبدأ العنف والحرب، ولكل صروف التمييز ؟
الجواب: مبادرة المثقفين العرب (وفاق)، هيئة تنظيمية عربية تهدف إلى دعم نضالات الشعب الوطني الفلسطيني بشتى أنواع الدعم الضرورية، واللازمة، وأهمها الدعم الثقافي والأدبي، لأنه لا تقدم، ولا تفاهم ولا رقي، , ولا نجاح، بدون الثقافة والوعي، وهذا الدعم، نبحث عنه في كل مجتمعاتنا العربية من المحيط إلى الخليج، وملتقى المثقفين العرب، له وجود، في معظم الساحات العربية تقريباًـ ولها ممثل يمثلها يعمل على ضم وتنظيم وحشد الطاقات الثقافية العربية، لدعم صمود ونضال الإنسان الفلسطيني، ضد الاحتلال النازي الصهيوني، بشتى الوسائل الممكنة. * * * 2. هل أُتهمت بالترويج لهيمنة المداد النسوي ؟
الجواب: طبعاً، اتهمتْ من قبل فئات إرهابية إسلامية، تدعي الإسلام ظلماً وعدواناً، واتهمتْ حواراتنا ونشاطاتنا التي أجريتها وأجريها مع سيدات عربيات، مبدعات وخلاقات، وراقيات، نحو المرأة بأنه نوع من الفسق والفساد، وانه دعوة للفجور والخلاعة، والتحلل من القيم الإنسانية، وإنني أحاول إظهار المرأة بمظهر يتساوى مع الرجل، وهذا يتناقض مع مفاهيمهم وقيمهم، والتي تدعو المرأة بالبقاء ببيتها وعدم الخروج منه خوفاً لإفساد الرجل. * * * 3. لِمَ أُصطلح "أدب نسوي" وليس "إنوثوي ".؟
الجواب: اصطلاح الأدب النسوي أكثر موضوعية وواقعية من الأنثوي، لأن الطفلة حقيقة أنثى، ولا يوجد لديها أدب، الأدب عادة ينتج من سيدات في سن البلوغ وأكثر، مع حقيقة لا يوجد تمايز بين أدب نسوي وغيره من الأدب، فالأدب هو الأدب بمفاهيمه وتنوعه، سواء كان صادر عن امرأة، او رجل، ولا يمكننا التمييز بينهما، فكله أدب ويخدم الثقافة والوعي. * * * 4. هل هناك ممن تستباح حرمة كينونتها ، فتألف التمرد أو تقربه ؟
الجواب: المرأة وكل امرأة، من يحاول استباحة حرمتها وكينونتها وإيذائها، تحاول الدفاع عن كرامتها وكينونتها بشتى الوسائل الممكنة، سواء بالتمرد والعصيان، او حتى أحيانا بإيذاء نفسها او بالانتحار، بقتل نفسها وهذا واضح كثيراً عن نساء وسيدات عربيات عبر عصور التاريخ، عندما كن يقعن بالأسرْ من قبل عدو غاشم، فكن يتمردن عليه، ولا يطعنهن، وقد يلجأن إلى سم أنفسهن وقتلها بشتى الوسائل. * * * 5. مَن قَدَّ صورة المرأة العربية ، أأحكام الجاهلية في وأد حضورها المجتمعي ، أهي قسوة وتلاوين طباع الرجل في العنف الأسري، أم هي حالات نادرة في مجتمعات ضيقة الإدراك ؟
الجواب: العنف ضد المرأة العربية، منذ عصر الجاهلية، كان مألوفاً، وكيف أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يهم بوأد ابنته ودفنها وهي حية، فالمرأة العربية ولدت وقتلها محكوماً عليها من قبل الرجل، وان لم يتم قتلها بالطرق التقليدية المعروفة لنا جميعا،ً فأصبح قتلها يتم اليوم بالموت البطيء، عن طريق تكميمها ولفها بالبرقع الأسود، والنقاب والحجاب، وحذر كل شيء عليها، وعدم السماح لها بالخروج من بيتها، مهما اضطرتها كل الظروف للخروج، وهي عملية قتل بطيئة لوجودها وإنسانيتها وعواطفها، وإحساسها ووجودها، وهذا ليس خوفا منها او عليها، بل زيادة بالتحكم بها وإذلالها والسيطرة عليها، حتى تكون كالعبدة عند (سي السيد) الرجل. ولكن المرأة بعد مئات السنين، وعيتْ لحقوقها الإنسانية، ولدورها بالحياة، وفهمتْ حقوقها، وواجباتها، نحو نفسها ونحو الرجل واينائها بشكل عام. وأصبحت تطالب وتدافع عن حقوقها، أسوة بالرجل.لكن حقيقة هذا يتطلب جهوداً كثيرة وكبيرة، فخنوعها وخضوعها للرجل، عبر آلاف السنين، ليس بالأمر السهل، التخلص منه خلال عشرات السنين. * * * 6. في بعض مجتمعاتنا العربية، المرأة عورة ،هل هو الخوف منها أم عليها ، أم عدم فهم لكينونتها ،وتقع ضحية التمييز ؟
الجواب: المرأة ليست عورة، وليست نجسة كما يدعون، والمرأة هي أجمل مخلوقات الكون، ولولا المرأة ووجودها بالمجتمعات كافة، لأصبحت الحياة جحيماً، وغير مقبولة، والمرأة هي الجنة، بكل ما في الكلمة من معنى، فالمرأة ليست عورة، وجسمها ليس بعورة، وكذلك صوتها واسمها، وهي لم تخلق من ضلع آدم الأعوج، وهي أجمل المخلوقات، ولو لم تكن كذلك، لما قبلَّها الرجل يومياً، من رأسها حتى أخمص قدميها، وعلى الرجل تقديم اعتذاره للمرأة، عن إساءته لها، واحتقارها، وتعذيبها وتجهيلها، وتهميشها، عبر آلاف السنين. ولو منحت المرأة فرص كما منح للرجل، لكانت هي ألآن، سيدة الكون، بكل ما في الكلمة من معنى، ولا تختلف عن الرجل، من كافة النواحي، فكراً وعقلاً، واتزاناً، وذكاءً، وقوة، وثقافة، وخلافه. وكثير من الرجال حتى يومنا هذا، لم يفهموا المرأة لا فسيولوجيا، ولا نفسياً ولا فكرياً، ولا يعتبرونها بتاتاً، ولا يأخذونها بعين الاعتبار. * * * 7. كيف يمكن رتق ودمل جراحتها ؟
الجواب: على المرأة أن تتكاتف، وتتضامن، في ما بينها، وان تعمل ليل نهار، من اجل بناء شخصيتها علماً، وثقافةً، ووعياً، وان تضع يدها بيد الرجل، الواعي، والمثقف، والذي يؤمن بحقوقها وإنسانيتها، ويحفظ حقوقها وكرامتها، والمرأة حقيقة، لا تريد حقوق الرجل، هي تريد حقها بالحياة كإنسانة، لها وعليها كما على الرجل من حقوق وواجبات، وفي عصر العلم والتكنولوجيا، لم يعد لقوة العضلات كما عند الرجل أهمية، فالمرأة تستطيع بالريموت كونترول تحريك كل شيء لديها. فالفوارق البيولوجية، والمتمثلة بالعضلات وقو الرجل أساساً، لم تعد ذات قيمة تذكر، والمرأة لن يداوي جراحها احد، إلا إذا كانت هي بنفسها، تستطيع إثبات وجودها، وكينونتها، وهناك الكثير من السيدات والنساء، من اثبتن قدرتهن، على الوجود والحياة، أسوة بالرجل، وحتى أفضل منه، مع أنهن، قلة في العدد، بمقارنتهن، بعدد النساء في العالم.
انتظرونا مع الأديب الباحث أحمد القاسم في " لِمَ الخيانة في محيط الأسرة ، ولِمَ الخيانة الزوجية ؟" في الجزء الثاني من الحوار ..يتبـــــــــــــــــــــــــعــ
أجرى الحوار : فاطمة الفلاحي
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
-
أنت الوحيد
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
-
مراغ أفكار
-
إسلاموتوبيا العصر في الدين والسياسة ، حوار مع الدكتور جعفر ا
...
-
عبث المرايا
-
أخلد إليك
-
خلف أسوار الذكريات
-
التسول في محرابك
-
ذات صحو من - رسائل شوق حبيسة منفى -
-
طقوس عاشقة
-
بسملة غروب
-
شهقات وريد
-
امرأة استثنائية
-
أيامكن مندّاة بعطر الخزامى وبخور الرند - 8 آذار
-
الخديعة في مخبأ العلّيةِ المهجور ..ل فيليب لاركن من الأدب ال
...
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|