أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واصف شنون - شخصيات لا تنسى : عكَلة الحاج حيدر














المزيد.....

شخصيات لا تنسى : عكَلة الحاج حيدر


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 14:54
المحور: كتابات ساخرة
    


كنتُ أقلّ من السادسة من العمر حينما قام الحاج عكَلة الحاج حيدر بقطع جزء من جسدي ،كان الحاج عكَلة شخصية هادئة جداً ومسالماً حنيناً ومحبوباً لا يتحدث إلا نادراً ،وهو من أقدم حلاقي مدينة سوق الشيوخ فمحلّه يقع في سوق الصاغّة أو سوق الصابئة ، وهو الحلاّق الوحيد (المطهرجي ) في المدينة الجنوبية العتيدة التي تنام مع الفرات ، ولاأشك مطلقاً أنه قد نفذ مئات من عمليات الختان في محل حلاقته أو منازل (المختنيين ) بفتح التاء أو منزله اللصيق لمنزلنا فهو قريب جداً لعائلتي ، وكنت أشاهد أبناء العشائر يتجمهرون أمام بيته الصغير وأيضاً داخل حوش البيت في إنتظار (طهورهم - ختانهم) وقد تجاوزوا من العمر ( عتيا) ، فهم في العشرين ويودون التطوع في الجيش ولابد لهم من ( الطهور ) وبعضهم في الثلاثين ولابد من الطهور قبل الزواج ناهيك عن الصغار الذين كنت ُ أنا واحد ٌ منهم ، ففي صباح صيفي تموزي كما أتذكر ،أيقظوني فجراً ،وحين شاهدت نساء العائلة ورجالها مع (صواني ) القيمر الطازج من المعيدية الراقية (أمّ شروف ) وصواني (الكاهي ) من فرن الحاج كاظم،عرفت ُ أنّ هناك مؤامرة كونية ضد ( بلبولي ) الرقيق المهدّد بالقطع بلا سبب واضح ، ثم مع كل التدلّيل والترقيق والمزاح لم أهدأ ، ،وحين وصل الحاج عكلَة (آنذاك لم يكن حاجاً بعد) مع حقيبته القهوائية الجلدية العتيقة ، عرفت ُ أنّ لابد من الدفاع عن ( البلبول ) حتى آخر أمل يرجى من هؤلاء البشر المُحبين بطريقة غير مُحبة ، فإنهزمت مختفياً في ( الخرابّة ) وهي مخزن العائلة حيث يتم تربية بعض دجاجات إضافة الى التنور والسكراب والأحذية القديمة والأثاث غير المرغوب به ، لكنهم إكتشفوني سريعاً ، ثم لم أترك المحاولة في الإنقاذ فقد طلّ الصباح وبات الأمر قريباً مثل صباح عاشوراء ، تسللّت لأختفي في غرفة عمتي تحت سريرها والتي لايجرؤ أحد على دخولها ..!! ، لكنه تم قنصي بسهولة وإستدراجي هكذا مستسلماً للعذاب الذي لا أرى فيه الأن أي نفع ، مجرد تقاليد وأعراف وتبعية دينية دون تحكيم عقل ولا إجتهاد إنساني ولا عناية بالطفولة ،ولا إحترام لقدر الكائن البشري، الطفل المسكين ، كان الحاج عكَلة حلاقاً ومطهرجي ، يعني (جراح فطري ) ورث المهنة من أبيه ، هكذا ، زوجته الفارسية (خانمي) أمّ ليلى وعلي وكريم ورباب وحيدر وعباس...،جيراننا لحد الأن في سوق الشيوخ ، الحاج عكَلة توفى منذ زمان ولا أعرف بزوجته المسكينة ، كان إبنه الكبير علي عكَلة من أنبل أبناء المدينة وأفضل لاعب كرة قدم فيها ، وكذلك كانا كريم الذي هوصديقي وحيدر موهوبين في كرة القدم ، كريم وحيدر عكلَة رجعوا للحاج عكَلَة في توابيت قتلى في حرب إيران أو القادسية الثانية ، حضرت فاتحة حيدر ، ثم في عام 1987 شاهدت الحاج عكَلة آخر مرة وهو حزين جداً في جلسة حزينة أشبه بمجلس عزاء وفاتحة لشقيقي (حازم) الذي أفتقدته الى الأبد..كمفقود بلا شاهدة قبر ..!!.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار تتسلق الجدران
- أفكار تحت الشمس
- صورة عائلية للسيدة رغد صدام حسين
- الدم الرخيص مابين مختار العصر وقائد الجهاد
- بعد عشرة أعوام:هل سقط ساقط أم سقطت الديكتاتورية في العراق؟
- في مدينتنا قنصلٌ ..لايحب الأغاني والموسيقى
- الثقافة العراقية وباسم الكربلائي
- العراق :مهزلة وطنية إقليمية عالمية
- محتجزو رفحاء وحقوقهم الوطنية
- المقال المختلف ..!!
- نظريات إسلامية حول الشوكلاته والذباب
- عبادة البشر في العراق الأميركي
- نازل صاعد ..التخلف مستمر
- منتوج العراق البائس
- الشقندحي،الكلاوجي ، الحواسم والقفّاصّ والعلاّسّ ..
- الحياة اللائقة تحت حكم الإسلاميين ..!!
- لكل عراقي عاشوراء :سيرة حزن من أجل الحياة
- وطنية بلا رتوش
- الجليد لايليقَ بك ِ
- الباكستانية ملالة يوسفزي:الطفولة تكافح الظلام


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واصف شنون - شخصيات لا تنسى : عكَلة الحاج حيدر