|
السعودية : لا دولة وطنية ديمقراطية في اليمن
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 01:06
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
يعيش اليمنيون حالة من اللهاث النقاشي والحواري حول مسألة بناء الدولة وطبيعة النظام القادم ، حتى انهم يعيشون وهما بأنهم الذين يصبغونهما ، وزاد تعميق الوهم اخراج الاحزاب السياسية ما تسمى برؤية او برنامج الحزب حول ذلك القادم المزمع قيامه . والغريب من قرأ تلك الرؤى او البرامج لن يصدق نفسه ، فالإصلاح (التيار الاسلامي) يريد دولة مدنية حديثة لا مركزية ونظام حكم برلماني – بينما كافة طروحاتهم وجوهر نزعاتهم تقول دولة اسلامية ونظام خلافة – اما المؤتمر الشعبي العام يزايد بطروحات الحزب الاشتراكي بدولة اتحادية ونظام حكم خليط بين الرئاسي والبرلماني ، ويكثف العجن بطابع حكم محلي كامل الصلاحيات – والحقيقة كبرنامج صالح – يظهر من خلال محتوى الرؤية – وعبر الطروحات اليومية والمسلكية الكلية تؤكد على نزعة تركيز السلطة للحاكم الفرد والسطو على مناصب الدولة وثروة البلد لتحقيق طابع النظام الذي عملت عليه بما يعرف بالدولة ألعميقة البوليسية – وهناك من يطرح الفيدرالية بتعدد الاقاليم ، والغريب أن الحزب الاشتراكي اليمني بقدر ما طرحه من رؤية سياسية كدولة اتحادية من اقليمين ونظام حكم لا مركزي ، إلا انه باغتنا بطرحه ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ، وانه مع الاقتصاد الحر – والحقيقة ان الحزب الاشتراكي بمشروعه التغييري لا يتصالح ابدا مع مبدأ ان الشريعة هي المصدر الاساسي للتشريع ، ولا يمكن للحزب ان يكون مع الاقتصاد الحر – الكمبرادوري بالنسبة لنا – ولكنه مع حرية الاقتصاد المشرف عليه من خلال دور الدولة ، أي مع الحرية الاقتصادية المقننه . وحتى لا نتوه عن اصل موضوعنا الاصلي ، يمكننا الاختصار بأن ما سبق تقديمه من عرض سريع مقتطع ، بأن الجميع يؤدي دورا توهميا وتوهيميا بمصداقية التشارك في صناعة النظام السياسي ودولة الحكم القادم ، بغض النظر على ما سينتج ، لكنهم يجمعون في الحالة الخاصة هذه التي يعيشونها بمؤكديه قيام دولة وطنية – حديثة ديمقراطية ، وهنا مربط الفرس ، فحقيقة الامور الجارية واقعا خارج حالة الذهان التوهمي سابق الذكر ، تكشف ان طبيعة النظام ودولته القادمين لن يخرجان عن ماهو مرسوم لهما سلفا من قبل امريكا والسعودية ، فبالنسبة للأولى يتعلق الامر بواقع السيطرة الكلية على الجزيرة العربية والخليج وحماية مصالحها والمصلحة الاسرائيلية ، أما الثانية تتعلق بأمنها المجتمعي المعرض للخلخلة إذا ما قام نظاما وطنيا ديمقراطيا في بلد الجوار اليمني ، ويتعلق بنزعتها التوسعية بالأرض والتحكم بالثروة النفطية والمعدنية اليمنية من خلال فرض التابعية النظامية والمجتمعية الى سلطة الاسرة السعودية عبر الولاء بشراء الذمم وصرف الرواتب الشهرية لرؤوس الحكم من اصحاب القرار السياسي والعسكري – اليمني ، وكذلك كبار المشايخ والأعيان واللاعبين السياسيين ، حتى انها سهلت لمشايخ المناطق الحدودية من اليمن معها ان يصرفوا بذاتهم جوازات سفر بدلا عن الدولة اليمنية ، او يمنحون جوازات سعودية ، وهذه هي الحقيقة المتغافل عنها هي التي كانت على الدوام بسببها اشعلت السعودية الحروب المتعددة في اليمن من بعد سقوط الامامة ، وهي التي ثبتت بقاء قوة صالح وعلي محسن وأولاد الاحمر واستمرار نماء قوتهم ونفوذهم ومشايخ شمال الشمال اليمني والحوثيين وراء لعبة الخديعة للشعب اليمني البائس الذي صدق انقسام سلطة النظام اليمني السابق بصناعة سعودية إلى صالح ونظام حكم وآخرين منسبين الى الثورة الشعبية من اجل التغيير نحو المدنية والدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة ، الذين حين تنتقل الامور الى مربع آخر لا تجدي معها لعب السعودية بورقة اموال اصدقاء اليمن ، فإنهم يشتغلون بالوكالة عنها بافتعال صراعات تحرف الناس عن ملاحظة او ادراك لعب تجري حولهم ، او باختلاق تفجيرات او اشتباكات بين قوى او بين قبائل او استهداف قادة عسكريين او خدمات اجتماعية كالكهرباء أو اصطناع ازمة حدودية لقبائل مع الدولة السعودية لتتدخل السلطات اليمنية لصالح الدولة (الشقيقة) !!!!! وحتى لا نطيل يكفي الاشارة ألى استهداف سلاح الجو اليمني باغتيال طياريه وسقوط العديد من الطائرات كتخفيض لهذا السلاح ، وذلك عبر صالح وأعوانه ، ولتمييع القضية يتهم صالح الاخوان المسلمين ممثلين بحزب الاصلاح ، والأمر المهم نمو القوة غير النظامية لصالح وكذلك لعلي محسن وأولاد الاحمر ، وهو امر يؤمن السعودية من هذا السلاح اليمني عند حالات توسعاتها في الاراضي اليمنية ، وكذلك استهداف القادة العسكريين لعبد ربه منصور هادي ، حتى تظل الدولة غير مستقرة وغياب قوة سيطرتها على الارض اليمنية وحمايتها ، واخطر ما في الامر بسقوط اليمن تحت الاشراف الدولي المصاغ بالسيطرة الامريكية على المسألة اليمنية ، وتسليم الملف اليمني على الصعيد الاقليمي لليد السعودية ، التي لن تخرج اليمن الى طريق يقطع عنها حقها التاريخي بالتحكم بالنظام السياسي الوطني شكلا وإعلاميا فقط ، حتى تقطع تهديدات التحولات في اليمن التي بالضرورة تقود الى تغير الاوضاع في السعودية ودول الخليج ، وبما يحقق لها دوما التوسع داخل الاراضي اليمنية والتحكم بإدارة ثرواته النفطية وغيرها ، وهو الامر الذي لا تخالفه امريكا مع حليفها الاستراتيجي في المنطقة والممثل بنظام حكم الاسرة المالكة السعودية – من هنا نرى ان اليمنيين يسلكون وآد وحقيقة الامور ترسم بواد آخر دون ان يدركون حتى الاشارات والأحداث الدالة على ما نقوله ، ويكفي ايراد آخر موقف معلن لكل من صالح ، علي محسن ، أولاد الاحمر والحوثي بأنهم ليسوا مع التغيير ولكنهم مع الانتخابات ، والتي هي بقوة نفوذهم واقعا على الصعيد الداخلي ، وعلى الصعيد الاقليمي بمساندة السعودية والدولي بالمساندة الامريكية سيقبضون على سلطة نظام الحكم ولتكن دولة حديثة شكلية سيتم افراغ محتواها عبر المسك بزمام السلطة ، وهذا الموقف الموحد المعلن الطازج الاخير لمن نتوههم اعداء الداء بين ثوري وسلطوي قديم ، ليكشف أن حقيقة توجهات اليمن لمفهوم الوطنية عبر رؤية الخارج وليس الداخل الوطني ، والذي بمفاده املاؤا الدنيا ضجيجا ونقاشا واختلاف ، فلن يكون لليمن إلا ما تراه المشيئة السعودية بدولة شكلية تفتقر الوطنية بكون حماية الارض والمياه الاقليمية والثروات المحلية ليست ذات اسبقية عن امور الحكم والشراكة ، ولا ديمقراطية حقة مادامت قوى وتراكيب التنفذ والسيطرة السياسية ، الاقتصادية ، العسكرية والاجتماعية للنظام الرجعي والفساد السابق – من بعد انقلاب 1967م. وحتى نظام صالح بمحو الدولة واستبدالها بحكم سلطة الاسرة الواحدة ، وامتدادا حتى الان بتركيز ذات الثقل واقعا على مسار الحكم القادم ، ليؤكد بضرورة الصحوة ، فما هو جار يؤكد دون اشتباه باستمرار التابعية راهنا نحو السعودية والخارج لكل من حكومة الوفاق ودولتها وهرولة السذج المعتقدين انهم حماة التحول عبر مؤتمر الحوار لن ينتجون سوى نظام حكم عسكري بليد مبطن لدولة حديثة شكلية ناقصة الوطنية ، فيكون النضال الشعبي والتاريخي للمناضلين الحالمين بدولة مدنية حقه . . أمر غير متحقق ما لم توجد قيادة وطنية حقه يلتف حولها الشعب والقوى لنيل حق السيادة على الحقوق الوطنية والحدود الجيو- سياسية وما تحتويه من ثروات وطنية ، وحقها بخلق النظام الذي يرتضيه شعبها للعيش بكرامة وأمان وسلام لا كما ترتضيه السعودية ، وهو ما ليس متحققا الان في وضع اليمن ، ويصبح التغيير والعدالة والدولة الوطنية الحديثة كاملة السيادة ليس إلا غثاء اعلاميا يتم تمريره على العامة وإنصاف المثقفين من اليمنيين .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معلومات نوع من أمراض القلب وعلاجه ( الحمى الروماتيزمية )
-
الواقع العربي . . انسداد بلا ضفاف اليمن أنموذج
-
جزء(2) ) مؤتمر الحوار (الوطني) – اليمني 18مارس2013م. – قراءة
...
-
جزء (1) مؤتمر الحوار (الوطني) – اليمني 18مارس2013م. – قراءة
...
-
الربيع العربي : ( ثورات . . تبتلع التغيير )
-
الربيع الأمريكي بصناعة عربية
-
مقترح نوعية المشاركة لحوار وطني . . صادق
-
مقترحات محورية إضافية للحوار الوطني اليمني
-
بيان ) أحذروا . . مثل هذه المنظمات (
-
متشابكات حل الأزمة اليمنية المركبة عبر مدخل القضية الجنوبية
-
ثلاثية المنتج القمعي
-
مشروع حواري في تعز
-
في حضرة التاريخ
-
ألحمدي .. قيمة نهضوية لليمن الحديث
-
بيان (2) التفكر . . قبل الهرولة
-
بيان ( 1 ) الإرادة . . قبل الهرولة
-
مخطط اتجاهات المشروع الإبداعي الفكري لعمل دائرة الفكر والثقا
...
-
دراسة تعريفية واحصائية لسرطان الثدي - اليمن - 3
-
دراسة تعريفية واحصائية لسرطان الثدي - اليمن - 2
-
دراسة تعريفية واحصائية لسرطان الثدي - اليمن
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|