أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - مسؤول بعثي شُجاع ..














المزيد.....

مسؤول بعثي شُجاع ..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 13:17
المحور: كتابات ساخرة
    


لمعَ اسمُ الرفيق موفق ـ أبو ليلى بين اقرانه البعثيين كالبرق في الموصل .. عرفَ إنهُ لا يهابُ أحداً.. لا يراعي أو يستثني كبيراً أم صغيراً من المتواجدين حوله.. إذ تعود أن يطلق العنان للسانه السليط متوعداً شاتماً من يتخاذل في تنفيذ الواجب.. مؤكداً أن لا مكان للجبناء في صفوف دولة البعث .. هكذا أعدَّ جهاز الأمن الأرض له.. مهد لقدومه المبجل قبل أن يصل لأستلام مسؤولية حزب البعث في قضاء الشيخان بشهرين ..
الآن قد وصلَ .. عليه أن يكمل رسم اللوحة المخيفة المفزعة من خلال جملة إجراءات رسمت له بدقة.. في مقدمتها التعامل مع الناس .. كل الناس في الشيخان وتوابعه بمنطق الشك وعدم الثقة.. الذين تمرسوا على فن أخفاء رغباتهم وميولهم المتعاطفة المساندة للثوار والمعارضة بقدرة ووسائل فاقت وتجاوزت اجراءات السلطة المتشددة وقمعها المتواصل..
عليه بالرغم من عدم الاطمئنان لهم .. الحذر منهم .. أن يبتكر طريقة للوصول اليهم لا تعكس قلقه.. صمم على تجاوز مشاعر الخوف والضعف أمامهم.. قرر نفشَ روحه كطاووس مطلوب منه أن يتمخطر للسطو والسيطرة بهالة تبثُ الرعبَ والوجل لتخويف الفلاحين والقرويين .. المطلوب منه أن يكون نموذجا ً لرجل السلطة المستبد.. القوي.. المخيف.. كياناً ترتعدُ له الأوصال ..
بدأ الرفيق موفق ـ المسؤول الجديد.. عهده في استدعاء الناس من مختلف القرى تباعاً .. حثهم على عدم استقبال مفارز الأنصار.. نعتهم بالمخربين الجبناء من خفافيش الليل.. حينما استقبل أهالي هسنكا مع المختار محمد رشيد طلب منهم أن يستغفلوا الأنصار الشيوعيين الجبناء عند دخولهم بيوت الفلاحين .. يهجموا عليهم .. يكتفوهم لحظة تناولهم للطعام وإنشغالهم بالأكل وتسليمهم للسلطة لقاء مبالغ مجزية تعهد بضمانها وإيفائها بحكم الصلاحيات التي مُنحت له من القيادة..
عندما حاول المختار مناقشته.. بقوله:
ـ أن الشيوعيين يدخلون القرية كالذئاب لا ينامون إلا بعين واحدة..
لم يدعه الرفيق موفق يكمل جملته.. مختار شنو هذا الوصف.. شنو ذئاب.. هذولة خفافيش ليل.. مثل ما كتلك.. استغل وكت العشاء .. جرب غافلهم.. كتفهم هذي مو صعبة تراها سهلة.. أسهل مما تتصور.
لم نكن من السامعين للحكاية عندما توجه عصر ذلك اليوم البير كمال ـ جاويش مع النصيرين خليل جندي و أبو أحمد قلو للتسلل إلى مركز قضاء الشيخان في مهمة محددة تستهدف حراس البانزيخانة داخل المدينة.. هيئنا لهم لتسهيل المهمة ملابس للجيش الشعبي بالرغم من عدم تطابق القياسات على اجسامهم. تحول منظر ابو أحمد قلو المضحك .. جسده الضخم .. طوله الفارع.. مع البنطلون القصير الضيق .. ساقيه المكشوفة .. صدره المفتوح.. لشبيه يؤدي دوراً في سيرك..
جاويش كعادته غامر في الدخول مع حلول الظلام.. حاول أن يكون طبيعياً وهو ينتقل من مكان لآخر.. عند البوابة الرئيسية للمستشفى مرقت من أمامهم سيارة تويوتا جديدة .. تجاوزتهم عدة أمتار لتعود .. أطل الشخص الذي يجلس في مقدمة العربة مع ابن سيد موسى صاحب طاحونة الشيخان رأسه مستفسراً:
ـ هاي ليش انتو أهنا.. مو بالربيئة المخصصة لكم؟!..
بهدوء استفسر منه جاويش.. منو حضرتك؟!
أجاب السائق بالنيابة عنه ليعرف السائل على هوية من معه.. الرفيق موفق ـ ابو ليلى.. نحن في جولة تفقدية..
لم يتردد جاويش .. أتته الفرصة.. لن يضيعها سيستبدل المهمة.. يؤجل تجريد حُراس البانزينخانة لوقت آخر.. بهدوء انتزع بندقيته من كتفه وجه فوهتها نحو محدثه.. لا تتحرك .. سلم نفسك .. هيا انزل.. سارعت يده في التقاط المسدس وإنتزاعه من خاصرته.. أمره بالنزول .. أعقبه السائق المنتمي لعائلة وديعة مسالمة وهو يحدق متفرساً في الوجوه .. أدرك انهم من الأنصار سلمَهم الكلاشنكوف مع المسدس دون أن ينبس بكلمة ..
بدأ الرفيق موفق بالبكاء .. توسل.. ترجى.. كي لا يأخذوه .. دخيلكم أنا معلم فقير اتركوني .. قرر جاويش ومن معه في لحظة عطف الاكتفاء بأخذ السلاح منهم .. عادوا بدلاً من استهداف حراس البانزينخانة محملين بسلاح الرفيق موفق وسائقه..
القرويون وحدهم اكتشفوا خفايا المفاجأة.. وحدهم أهالي هسنكا أدركوا.. الذين كانوا مع المختار عرفوا .. أن الشخص الذي انتزعَ منهُ السلاح داخل مدينة الشيخان .. لم يكن إلاّ ذلك المسؤول الرعديد موفق الذي طلب منهم تكتيف خفافيش الليل .. الأنصار الشيوعيون الذين اقتحموا عرينه ليجردوه من سلاحه بعد ساعاتٍ من ذلك اللقاء..
ـ مقتطف من حكايا الأنصار والجبل



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو فلمير ذلك الثوري المرح..
- تنويه خاص لقراء صوت العمال ..
- جحش مُؤذي في بامرني ..
- استذكار للأول من أيار ..
- في رحيل وارينا زريا ..
- مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق .. 2
- فواز قادري وهذه القصيدة ..
- القرآن وسيلة للتحرش الجنسي ..
- عدنان اللبّان في صفحات انصارية..
- المُتلصصُ على الموتِ في قوقعةِ خليفة ..
- مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق ..
- سرحان يْكولْ ..الى الصديق فواز فرحان
- لا لدينٍ يُبيحُ إختطاف الأطفال..
- تقرير عن اوضاع حقوق الانسان في العراق
- المهرجان الثامن لأيام الرافدين الثقافية في برلين ..
- الوهم الإسلامي كتاب يقدم الدين ويختصر التاريخ بلا رتوش
- البلم والعبَارة ..
- حول الإلتباس في تحديد الموقف..
- العجل ..
- الطريق الى نورم بيرك ..


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - مسؤول بعثي شُجاع ..