أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أيت بو - المرأة بين إمتلاك الأرض و أحكام العرف














المزيد.....

المرأة بين إمتلاك الأرض و أحكام العرف


محمد أيت بو

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 00:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة بين إمتلاك الأرض و أحكام العرف
إن موضوع المرأة و ارتباطها بالأرض ليس موضوعا جديدا على الساحة المجتمعية و الفكرية،إذ نجد أن المرأة حاضرة دائما في النقاشات الأكاديمية و العمومية بإختلاف إشكالاتها و تخصصاتها.ما يهمنا ها هنا ،هو رصد صورة المرأة المغربية داخل منظومة الأعراف التقليدية التي عرفها المغرب منذ القدم و لو بشكل مختصر.فماذا نعني بالعرف ؟ و ماهي مكانة المرأة داخل أنساق الأعراف المغربية؟
إن مسألة الأعراف بالمغرب وجدت من أجل "تقنين الحياة الإجتماعية و السياسية للقبيلة و أيضا لضبط التناقضات التي تتخلخل هياكلها"حسب تعريف عالمة الإجتماع المغربية رحمة بورقية.مما يعني أن الأعراف وجدت منذ القدم بإعتبارها قانون يفصل بين ساكنة القبيلة أو الجماعة في مختلف النزاعات أو الصراعات التي يمكن أن تقع بينهم علاوة إلى أنها تقوم بجمع كلمتهم فيما يتعلق بمصالحهم و شؤونهم .و قد تنوعت الأعراف بالمغرب بتنوع قبائله و أجناسه،فالعرف في سوس يختلف عنه في أيت عطا بجبال صاغرو و كما يختلف عن أعراف منطقة زيان...
و إرتباطا بتيمة المرأة و الأرض فهي تغيب بشكل كبير في مجمل الأحكام العرفية التي تصدر عن الجماعة التي من المفترض أنها تساعد على الحفاظ على تلاحم التركيبة الإجتماعية و السياسية للنظام القبلي.تقصي المرأة حقها في الميراث إذ ليس لها الحق في الإرث.و ذلك لكي تبقى الملكية داخل النسب،لأن المرأة تكون العنصر الذي يمكن بواسطته إتلاف الملكية الأرضية بحكم كونها السبيل الذي قد يؤدي إلى نسب آخر و ممر جديد لحقن دماء جديدة .حسب رحمة بورقية في مقالها العرف و العلماء و السلطة في القرن 19 بالمغرب.و هذا دليل من بين كومة من الأدلة التاريخية التي تشهد على أن المرأة المغربية في إبانها تحس بغياب الإستقرار المادي و الاستقلالية داخل الجماعة.وبالتالي فإن تبعيتها للرجل يصير أمرا إجباريا و هنا تحضر بشكل كبير الهيمنة الذكورية التي تجعل من الرجل مركز كل شيء بلغة عالم الإجتماع الفرنسي بيير بورديو.على إعتبار أن المجتمع المغربي تاريخيا يبقى مجتمعا ذكوريا على العموم و بالتالي فإن من البديهي أن ينتج ثقافة نكوصية إقصائية و تمييزية تحتل فيها المرأة الدرجة الثانية و هي درجة ثانوية و دونية بالفعل..
إن المرأة و الأرض توأمان تجمع بينهما إعتبارات مهمة و أكثر من دلالة فهما رمز الخصب و العطاء و الجود و الكرم و يتقاطعان في العاطفة الجياشة و قمة الحنان إلا أن الأعراف جعلت الأرض تتنكر لهذه العلاقة الحميمية و العلائقية،إذ تحرم المرأة من حقها في عملية توزيع الملكية،تحث إعتبار شعبي و ثقافي:"خيرنا ما يديه غيرنا"بمعنى من المعاني أن الجماعة أو القبيلة إذ أعطت نصيبها من الأرض للمرأة، فقد تتزوج رجلا غريبا عن العائلة و هنا الخوف من الأجنبي أو البراني الخارج عن النسق الأسري و المنتمي إلى قبائل أخرى.و بالتالي الخوف من اجتثاث الأرض و تشتيت الملكية العائلية.لكن من زاوية أخرى نجد بعض الأعراف الأمازيغية التي أعطت للمرأة نصيبها من الثروة حسب المحامية بهيئة الدار البيضاء "لطيفة دوش"التي تقول بأن العرف الأمازيغي و المتمثل في "تمازالت"و الذي كان سائدا في الوسط الأمازيغي قبل دخول الحماية و تمازالت مصطلح عرفي بالأمازيغية مشتق من "تزلا"أي السعي و الكد من أجل الأسرة "تمازالت"في الأعراف السوسية هي قاعدة عرفية كانت تعطي للمرأة الحق في الحصول على نصيب من الثروة التي تركها زوجها و التي ساهمت معه في تنميتها بمجهودها العضلي و الفكري أثناء قيام العلاقة الزوجية ..
نخبة الحديث،تبقى الأعراف المغربية في معظمها قد أقصت المرأة بشكل من الأشكال في التمتع بحقوقها المدنية و السياسية و بالتالي مارست عليها نوعا من التمييز و الإقصاء الإجتماعي و إذ جعلت منها كائنا مستبعد إجتماعيا.لكن لم تستمر هذه الوضعية كثيرا إذ طفت إلى السطح تيارات نسوية و حقوقية عبر التاريخ المعاصر تناضل من أجل رد الإعتبار المسلوب للمرأة المغربية في جميع جوانبها الحياتية و في مسألة الأرض بالخصوص..



#محمد_أيت_بو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أيت بو - المرأة بين إمتلاك الأرض و أحكام العرف