أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيد عبدالخالق الجندى - رئيس النكبة ..!!














المزيد.....

رئيس النكبة ..!!


سيد عبدالخالق الجندى

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 18:21
المحور: كتابات ساخرة
    


خرج الحاكم مسرعاً إلى مكتبه وهو منفعلاً يبدو عليه ملامح الغضب، رافعاً هاتفه ليستدعي سكرتيره الخاص، وفى لهجة شديدة الجمود:
- أنت فين يا زفت؟؟ ازاى ماتفكرنيش امبارح اطلع خطاب؟ أنت لسه هتسألنى تعالي مكتبي حالاً ..!!
وألقى سماعة الهاتف بقوة وكأنه ينتقم ..
وفى سرعة مذهلة دخل السكرتير – الزفت- إلى مكتب معالى الحاكم العظيم، وهو يرتعش خوفاً ما قد يلقاه، وقال:
- صباح الخير يافندم .. تحت أمر معاليك .
الحاكم فى صوت عالى وكأن – الزفت- قد أرتكب جريمة شنعاء تضيع من أجلها رؤس الأحياء:
- ازاى يا غبى ماتفكرنيش إن النهارده ذكرى النكبة؟ ازاى يا استاذ تفوت عليك حاجة زى دى..؟؟
السكرتير صُدم لهذا النبأ وكأن الحياة قد انتهت به إلى – مسواه- الأخير، ودار فى ذهنه كم من الاستفهامات، فكيف له أن ينسى – موسم- من مواسم الحاكم – العظيم- وألا يذكره بذكرى نكبة فلسطين ..؟؟
شعر السكرتير بالندم والأسف أنه تسبب فى ضياع فرصة للحاكم كى يظهر فيها على شاشات التلفاز مستعيناً بشعبه من – الكومبارس- لتأييده والهتاف له حينما يلقى بكلماته العذبة على العالم، ويشجب ويدين ويعترض ويستنكر، ليساند القضية الفلسطينية، ويرتفع سهمه فى السماء بعد رداء – البطولة- الذى قد يعده له - ترزى- الرئاسة.
كل ذلك دار فى ذهن السكرتير البائس فوراً ولم يجد كلمات قد يجيب بها سوى الاعتذار:
- أسف معاليك .. كنا مشغولين بمظاهرات العيال بتوع الثورة .
وتذكر الحاكم أنه مطارد، سجين قصره وحصونه، أينما ذهب طاردته أشباح الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم فداءاً لوطن جاء هو ليحكمه، فأهدر دمائهم ومضى فى طريقه نحو الظلام الحالك، فقال في صوت منخفض:
- خلاص .. روح أنت.. واتصل بالمكتب.
خرج السكرتير متهجاً لمكتبه من أجل تنفيذ أوامر سيده، أما الحاكم فجلس فى مكتبه يبحث ويبحث عما يفعله فى مثل هذا اليوم، ففتح التلفاز ليشاهد أخر المستجدات، وكانت الصاعقة، التظاهرات تملئ الميادين تطالب بالحرب، تساند المقاومة وتدعمها، تحاصر السفارات والقنصليات الإسرائلية والمساندة لها ..
قطع تركيزه جرس مكالمة – المكتب- التى طلبها، فأجاب:
- ألو .. صباح الخير يا فضيلتك .. أنا مالحقتش استعد لذكرى النكبة النهارده .. نعم ، حاضر حاضر .. كله بأمر الله.. ) فإنا له لمخلصون(..!!
أغلق الحاكم الهاتف، واستدعى السكرتير مرة أخرى، ولكنه لن يوبخه هذه النوبة بل سيكلفه بالمهام المرجوة، التى تلقنها خلال المكالمة دون حتى أن يرجعها إلى العقل والمنطق، فقال:
- اسمع .. عايزك تبلغ مستشار الشئون الخارجية إنه يعمل برقية للحكومة الإسرائيلية .. نؤكد فيها قوة العلاقات بينا .. وعدم مسئوليتنا عن حصار السفارات ولا الهتافات والمظاهرات اللى عاملينها العيال بتوع الثورة.
السكرتير تعجب من حديث الحاكم قائلا:
- طيب وبخصوص خطاب الذكرى يا فندم ..؟؟
رد الحاكم فى نظرات –دهاء- ومكر وكأنه قد أتى بما لم يأت به الفلاسفة العظام:
- مش المعارضة سبقتنا فى دى؟ إحنا نسبقها فى الناحية التانية .. امال ازاى إحنا مختلفين عنهم..!!
ابتسم سكرتير – الزفت- فائلا فى نفسه:
- يا ابن اللعيبه ياريس .. جيبتها أزاي دى ..!!



#سيد_عبدالخالق_الجندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا مش إخوان
- السطو على أحلام البسطاء
- صباحى .. تصريحاتك فيها سم قاتل
- الشباب ودولة العواجيز .. صراع الثورة
- مبارك .. عاد ليبتسم!
- الخبز قبل الحرية أحياناً


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيد عبدالخالق الجندى - رئيس النكبة ..!!