مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 00:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حديث عن الله والذّباب وأشياء أخرى
كثيرا ما يحتجّ المتديّنون فيقولون للمشكّكين في الأديان والآلهة: فلتخلقوا لنا ذبابة إن كنتم قادرين... إذا نظرنا جيّدا وفكّرنا في هذا التّحدّي (الذي لم يأت به المتديّنون من أدمغتهم، بل من القرآن) سنجد ثلاث إشكاليّات. أوّلا، من قال أنّ الذّباب "مخلوق"، وما الدّليل على أنّه كذلك؟ ثانيا، ما مصداقيّة الإستشهاد بقرآن يستشهد بنفسه على صحّة ما يرد فيه؟ الدّليل يجب أن يكون من خارج اقرآن، وإلاّ فليقيموا أوّلا الدّليل على وجود ربّهم ثمّ على أنّ قرآنهم هو كتاب سماوي صحيح ومنزّل من ذلك الإله. ثالثا، ما الفائدة التي سيجنيها إنسان ملحد إذا هو نجح في "خلق" ذبابة؟ رابعا، المتديّن ينسى، أو يتناسى، أنّ الإنسان، وإن كان عاجزا عن "خلق" ذبابة، كما ورد في القرآن، فقد كان السّبب في صنع كلّ الآلهة وكلّ الأديان على مرّ التّاريخ... أليس عيبا أن يقع إمتحان الإنسان وهو "خالق" الآلهة والأديان بلعبة سخيفة كهذه في محاولة لإثبات صحّة وجود الآلهة؟
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟