ايفان الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 22:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من المحاور التي نتناولها احيانا للنقاش في امور عديدة خاصة تلك التي نحلل فيها الاديان ونبين مواطن خللها وكشف حقائقها وتعرية تلاعبها وتجريدها من كل الصفات القداسية التي انطلت عليها بفعل تجاوز كل ما ذكرت أعلاه والتركيز فقط على اتباعها دون اي سؤال او تفكير حتى كونها منسوبة لخالق وهمي. من تلك المحاور هو تناول القصص التاريخية للشخوص او للحوادث التي تعرضوا لها مثلا. ان التاريخ اكبر فخ يمكن ان يقع فيه المحاور لان له أكثر من كفه يتم ترجيحها للمصالح التي تخدم جهة ما وتعزز حجتها وما اسهل ذلك، فمثلا لو وقع هناك حادث سيارة ما وقتل شخص نجد جهة تقول (بانه كان يقود مسرعا ولم ينتبه لعلامات ان الطريق تحت الانشاء) وجهة اخرى ستقول (بان هناك من قام بتخريب المكابح له) ، في القصة الاولى كان حادثا عرضيا لسبب لكن ذنبه يعود على السائق بينما في القصة الثانية اصبحت جريمة قتل مع سبق الاصرار والترصد.. وهكذا.
وحتى لمن يدرس التاريخ فانه لن يكون مُلما ضليعا به مهما تعمق فيه لانه اولا سيكون دارسا اكاديميا وليس باحثا عن الحقيقة، وثانيا ان تاكيد صحة اي رواية تاريخية تستوجب ادلة ملموسة كالاثار مثلا، اي يجب تناول محور اخر وهو العلم بكل مجالاته فلا يكفي ان تكون دارسا للتاريخ فقط. ومن ناحية اخرى فانك وبديهيا تكون قد درست الكتب المتاحة لك في بلدك اكاديميا اي ما يود ان يبرمجوك عليه ويحشون به رأسك لتكون في صفهم وبهذا يكونون قد ضمّوا اليهم سلاحا جديدا يدافع عن قصتهم.
لا يمكننا الاعتماد على التاريخ فقط اذن نظرا لتلك الاسباب وان وددنا ان نرجح له نسبة للنجاح فانها لا تتجاوز الـ 60% هذا ان كانت مدعومة بادلة علمية . فالامر بالنسبة لي مجرد اضاعة وقت في الدوران بحلقة مفرغة دار بها الكثيرون، لذا احاول ان اجعل محوري الرئيسي في تحليل ونقد الاديان هي نصوصها نفسها والشرائع المنبثقة منها واقارن بعض ما جاء فيها كاعجاز مثلا ومعجزات مع حقائق علمية بحته فتكون الحجة اقوى وبديهية الصحة فتكون قابلة للتصديق اكثر.
لا وقت لدينا للتاريخ فنصف حوادثه تزوير./ نزار قباني
#ايفان_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟