|
نعم ثم نعم القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 15:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وصلتني من بعض القراء الأعزاء تعليقات على مقالي "نعم القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول" (www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=359103) وأخص منها تعليق من الأخ Yousef Asal والأخ Ghazi Rudaini. وقد وعدتهما بالرد عليهما في مقال منفصل لأهمية ما يثيرانه. وقبل ذلك اريد ان اوضح عنوان مقالي.
بعد نشر ترجمتي الفرنسية للقرآن (www.editions-aire.ch/details.php?id=1382) اخذت على عاتقي اعداد طبعة عربية للقرآن بالتسلسل التاريخي مع ذكر الناسخ والمنسوخ واختلاف القراءات والمصادر اليهودية والمسيحية التي استقى منها مؤلف القرآن معلوماته (حمل هنا http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315). وتعاملي مع القرآن لا يختلف عن تعاملي مع أي كتاب آخر (ومن بينها الكتب المقدسة - المكدسة). فأنا اعتبر كل كتاب من تأليف البشر. فلا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك. ومقولة ان القرآن أو غيره من الكتب المقدسة - المكدسة كتبا منزلة هي ضرب من العبث في نظري. والمصادر التي استقى منها مؤلف القرآن معلوماته تشير إلى أنه حاخام يهودي. وخربطة القرآن تشير إلى انه مسطول (أي شارب سطل خمر). وقد بينت ذلك في مقدمة كتابي فليرجع لها من يشاء. وهذا الرأي لا يعجب المسلمين المؤمنين بنزول وكمال القرآن. ولكني لا افرضه عليهم كما لا اقبل ان يفرضوا علي رأيهم. ورأيهم في التوراة والإنجيل يختلف عن رأي اليهود والمسيحيين، ولا حجر على رأي أي منهم. فلكل الحق في الترويج لبضاعته. وفهم القرآن وغيره من الكتب ليس حكراً على المسلمين. ولا اريد ان أكرر هنا سبب اهتمامي بالقرآن فقد تعرضت لذلك سابقا (www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=357951). يطلب مني أخي Yousef Asal أن افرق بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس. ولكن لا اعرف ما هي الأسس للتفريق بينهما. فكل كتاب في نظري هو كتاب بشري يحتمل الصواب الخطأ وفيه الغث والسمين. ولا استثني لا توراة ولا انجيل ولا قرآن ولا كتبي الخاصة. وتقديس الأنبياء لا أساس عقلي له. وإن اردت ان تقدس كتابا أو نبيا أو حجرا أو شجراً، فهذا شأنك ولا يحق لك أن تفرض ذلك على غيرك. بينما كل منا ملزم باحترام حقوق الآخرين دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس، ومن ضمنها حرية العقيدة وحرية الرأي والمساواة أمام القانون. وهو امر ترفضه تعاليم الديانات السماوية ومن بينها الإسلام. وبطبيعة الحال ليس كل المسلمين ولا كل المسيحيين ولا كل اليهود سواسية في هذا الشأن. وكل منهم يبرر موقفه باللجوء إلى نفس الكتاب الذي يعتبره مقدساً. مما يثبت ان هذه الكتب تتضمن تعاليم متناقضة (أو حسب مقولة الإمام علي: حمالة أوجه). ومن هنا يأتي اقتراحي نشر الكتب المقدسة - المكدسة مع تنبيه بأن بعض نصوصها مسمومة ومخالفة لحقوق الإنسان ولذا يجب التعامل معها بحذر وقراءتها قراءة نقدية. ويجب ذكر تلك النصوص.
والسؤال الأول من الأخ Yousef Asal هو هل ننسب جرائم المسلمين أو المسيحيين أو اليهود إلى كتبيهم ودياناتهم؟ والجواب نعم إذا هم تذرعوا بها. وأدعوكم هنا إلى سماع هذا الشريط الأول في هذا المقال (www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=313568) لزميلنا في الحوار المتمدن الشيخ احمد القبانجي الذي ينسب تصرفات بعض المسلمين مع غير المسلمين في العراق ومصر إلى نصوص القرآن. فتلك التصرفات لم تأتي من فراغ. وحتى يبرئ الله من هذه التصرفات يقترح القبانجي فهما مغايرا للقرآن رافضا نسبته لله كما يفهمه المسلمون. وهو نفس هدف الاقتراح الذي أقدمه أنا برفع القداسة عن الكتب المقدسىة - المكدسة والإنبياء دون استثناء... حتى لا نوسخ اسم الله بسخافاتنا.
والسؤال الثاني: هل محمد مجرم حرب؟ ينكر ذلك أخي Yousef Asal ولكني اختلف معه في الرأي. ويظهر مما كتبه ان مصادره انتقائية. وحتى يتم التحقق من ذلك ولا افرض رأيي عليه، أقترح أن تعرض القضية أمام محكمة الجنايات الدولية حتى تبت في الموضوع على اساس الوثائق الإسلامية المتوفرة لدينا، وكل فريق يقدم حججه كما هو الأمر مع المتهمين بارتكاب جرائم حرب. وإن رفضت تلك المحكمة فعل ذلك، فلا مانع من تكوين محكمة من مثقفين يتم تعيينهم من قبل طرفي الدفاع. وفي كلتا الحالتين، يجب السماح لكل طرف بأن يقدم ادلته بكل حرية. وسؤالي: هل يقبل المسلمون والدول الإسلامية بمثل هذا الاقتراح؟ وما رأي أخي Yousef Asal بهذا الاقتراح؟ وأوضح هنا إلى أني اعتبر أيضا النبي موسى والنبي ايليا والنبي صاموئيل مجرمي حرب، كما اعتبر النبي ابراهيم رجل غبي يجب عرضه على مصحات الأمراض العقلية.
والسؤال الثالث من الأخ Yousef Asal فهو حول مقولتي أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول. يقول: "التساؤل هنا هل غابت هذه الحقيقة الناصعة .. عن ابو الحكم ابن هشام ام عن اميه ابن ابي الصلت ام عن النضر ابن الحارث ام عن الوليد ابن المغيرة .. واظنك تعلم من هم هؤلاء القوم". وجوابي: لم يكن لهؤلاء مصلحة في قطع الغصن الذي هم قاعدون عليه. وحتى يومنا هذا لا يحق لأحد في العالم الإسلامي طرح ما اعرضه من أفكار. وأكتفي هنا بإعادتك إلى ردود الفعل الشديدة التي اثارتها جملة بسيطة لزميلنا في الحوار المتمدن احمد صعيد (أنطر هذه الأشرطة http://blog.sami-aldeeb.com/?p=34167). فهذه الأفكار تقوض كل النظم الحاكمة في العالم العربي والإسلامي عن بكرة أبيها وتقلب كل المناهج التعليمية والدينية فيها. وإن كان الأمر كذلك في أيامنا، فما بالك بالماضي؟
وردا على الأخ Ghazi Rudaini الذي ينكر علي الحق في رفع القداسة، أشير إلى ان رفع القداسة عن الكتب المقدسة - المكدسة والأنبياء ضرورة اجتماعية ودينية حتى لا يتم نسبة جرائم لله متذرعين بمقولة قال الله قال محمد، وحتى يتمكن الناس بكل حرية من عرض آرائهم ليتم اختيار ما يناسبهم من قوانين غير تلك التي جاءت بها الديانات السماوية أو غيرها. ومن المؤكد أن شرعة حقوق الإنسان اليوم هي أفضل بكثير مما جاءت به تلك الديانات التي شرعت قوانين قد تكون ملائمة لعصرها ولكنها مخالفة لعصرنا وهمجية. وأحيلك هنا فيما يخص الإسلام إلى مقالي حيث انقل أقوالاً للشيخ أحمد القبانجي (www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=331346). وهذه بعض اقواله: القرآن ليس من عند الله يجب أن ننزه الله عن أن ننسب له هذا القرآن أحكام القرآن الآن صارت أحكام جاهلية واحكام ظالمة العقل البشري يأتي بقوانين افضل مما جاء في القرآن والسنة حقوق الإنسان اليوم في الغرب لم يأتي بها أي واحد من الأنبياء
-------------------------------------- كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14 كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131 طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 موقعي http://www.sami-aldeeb.com مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com عنواني [email protected]
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعم القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
-
جريمة الختان 141: الموافقة المستنيرة للمريض أو وليه
-
جريمة الختان 140: هل الختان عملية تجميل؟
-
جريمة الختان 139: الإباحة الطبية
-
جريمة الختان 138: الحق في العرض
-
لماذا يجب الحفاظ على القرآن والاهتمام به؟
-
جريمة الختان 137: الحق في عدم التعذيب
-
جريمة الختان 136: الحق في سلامة الجسد والحياة
-
جريمة الختان 135: أولوية الحقوق الفردية على الحقوق الجماعية
-
جريمة الختان 134: عقدة أُوديب... وعقدة سامي الذيب
-
جريمة الختان 133: الختان والحقوق الدينيّة والثقافيّة الجماعي
...
-
احمر يا بطيخ: خرافات الدين
-
الله يعلن استقالته
-
الإسلام لا وجود له، هناك الف اسلام واسلام
-
هل سامي يتطاول على الله ويسب ابراهيم؟
-
جريمة الختان 132: عدم وجود سبب للتمييز بين ختان الذكور والإن
...
-
جماعة الإخوان الحمير
-
لا تزعجونا بصلاتكم وصيامكم
-
جريمة الختان 131: التمييز بين ختان الذكور وختان الإناث جريمة
-
جريمة الختان 130: سكوت المشرّع عن ختان الذكور
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|