كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 13:20
المحور:
الادب والفن
استوقفها حتى لا تسرح مع الحسرة فتنهار و تهوي. أقول-: مهلا، هل ستبدئي من الآن بالتنهيد و التنكيد؟! أنا اقترحت عليك أن تحلمي فقط...فرجاءا لا تذهبي بعيدا!!
تجيبني بتفكهها المرّ:- بالله عليك دعي مهند و زملاءه هانئين...فوالله لو فكرت فيهم مجرد التفكير، لا أشك في أن يلحقهم نحسي و يقيمون لهم "كاباس" لانتداب ممثلين في كل مسلسل جديد...
-لا، لا أرجوك، دعينا من لعنة "الكاباس" حتى لا تلحق بفرساننا الأتراك فنحرم من طلتهم البهية.
- دعك إذن من الحديث عن المسلسلات التركية و لا تُقلّبي فيّ مواجع دفينة..."براااس أمك"!
- لنتحدث عن مسلسلك أنت...ماذا أنت فاعلة الآن؟
- في ماذا؟
- في البحث عن وظيفة أخرى، هل ستظلين هكذا، تعملين شهرا و تنامين شهورا؟
- الآن، ما عدت أجدها حتى وظيفة الشهر الواحد!
- و لماذا لا تفكري في مسألة تعويض المعلمين؟ ألم تعوّضي معلمة العام الفائت؟
- قدمت مطلبا و أنا في الانتظار...انتظار أن تلد معلمة أو تمرض أخرى، حتى أن مدير المدرسة قال لي ساخرا:"عليك الاتصال بأطباء النساء في المدينة و لتبحثي في حريفاتهم عن معلمة حامل أو أخرى على وشك الوضع، لعلك تُسهّلي على نفسك الوضع و تلتحقي سريعا بركب المعوضات..."
- و ما دامت نسبة المواليد في "الكاف العالية" هي الأدنى على مستوى تونس بأكملها، فلا أشك في أن يطول انتظارك قبل أن تعثري على معلمة حامل!
- طبعا و ذلك كله من حظي، الذي هو كحظ هذه المدينة الساكنة على فوهة بركان...
- أتعرفين لماذا سماها العرب شقبناريا؟
- لا و الله، فقد انشغلت بدراسة الأدب و تركت لك التاريخ!
- اسمعي إذن:" أي أنها مدينة ستُشق يوما بالنار، و سيحدث ذلك حينما يستفيق بركانها النائم منذ آلاف السنين..."
- و إلى أن يستفيق بركانها، ها أنها مثلي صابرة مكابرة، لا تملك إلا ترديد الأغاني المنسية، و ترشف خمرة الحزن المعتق في أركانها المظلمة القصية...
- لا عجب إذن إذا نزح ناسها و قلّ نسلها، فلا حياة مع حبيبة و لو كانت آية في الجمال، إذا ما هجرت الدنيا و احترفت الصبر حد الإدمان...فأفيقي رجاءا!!
- و هل تظنينني نائمة؟ إنني أتسلى فقط بالنوم...
(يتبع)
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟