أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إدريس نعسان - المعضلة السورية و أفق الحل














المزيد.....

المعضلة السورية و أفق الحل


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 00:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إن سوريا التي تحفل بتنوع عرقي و طائفي و ديني تشكل فسيفساءاً جميلاً لا يمكن له أن يرسم لوحة فنية مكتملة الأركان، بغياب أو إقصاء لون أو عنصر من عناصرها، فكل العناصر و المكونات السورية أصيلة و ممتدة الجذور في تاريخها و حضارتها و لها دور لا يمكن الاستهانة به في رسم خصوصيتها الإقليمية و العالمية و استقطاب المصالح الدولية، فالدول الحليفة للنظام لا تقاتل لإبقاء بشار و عائلته أو لإنقاذ الطائفة العلوية من المجازر و التطهير العرقي كما تدعي، لكنها بكل تأكيد تستخدم ورقتهم للإبقاء على مصالحها الاقتصادية و الثقافية لأنها لا ترى في مكون آخر بديلاً عنهم و بالتالي تتمسك بهم طالما يشكلون السفينة الحاملة لبضائعهم.
الاستثناء يكون لإيران فقط التي لا تحمل سوى مشروع طائفي تهدمه الثورة السورية إذا صعدت القوى الإسلامية السنية إلى سدة الحكم، فإيران تحلم بإكمال هلالها الشيعي و تطويق النفوذ السني في المنطقة الشرقية لتتحول إلى لاعب إقليمي ذو وزن و نفوذ قادرين على التأثير في السياسات العالمية عبر تهديد المصالح الغربية و العالمية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد انهيار النظام البعثي السني في العراق و تربع الشيعة على الحكم الذي أعطاها دفعاً قوياً نحو ذلك.
هذا من جهة، و من جهة أخرى فإن الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية الحليفة لها و حلفاءها الإقليميين و على رأسهم إسرائيل تتعامل بحذر شديد مع القوى المؤثرة في الثورة السورية، خاصة و أن الأحزاب الإسلامية تقودها سياسياً و الحركات السلفية فاعلة فيها عسكرياً و هم لا يحبذون كلا الطرفين، و بالتالي يغضون الطرف عن ممارسات النظام الموجعة للشعب السوري كضريبة و للحؤول دون تحول الشعب إلى حاضنة لهم و زرع اليأس و النفور منهم و دفعهم إلى البحث عن قوى بديلة لا تشكل تهديداً لمصالحها الإستراتيجية.
للأسف لم يستطع الكثيرون من قادة المعارضة التنبه لهذه العوامل أو ربما لم يحسنوا قراءة الخصوصية السورية بالشكل اللائق، أو لم يكن بمقدورهم الالتفاف على نفوذ حلفاءهم، فاستمروا في خانة عرجاء من الحالة السورية الشاملة و بقيت الثورة هلالية غير قادرة على إثارة شهية نسبة لا بأس بها من الشعب للانخراط فيها و هذه الفئة بقيت في موقف الحيرة و التردد، و إن كانت في حالة بحث عن التغيير منذ عقود من الزمن، فالاستبداد السياسي المتسم بالعلمانية أفضل في رأيها من الفوضى و التطرف التي ستعيد البلاد إلى الوراء و ستخلع عن معظم الشعب السوري حالته الاجتماعية الراهنة و ستضيق عليهم الهامش الذي وفرته له تلك العلمانية.
فشلت و لا تزال إلى الآن، كل مساعي المعارضة في الخارج و لم تستطع الحصول على ترخيص عالمي لها بتمثيل الشعب السوري، فالدول ليست غائبة عن الواقع السوري و لا يخفى عليها غياب الكثيرين من الشخصيات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية عنها، بل و يدرك العالم كله حقيقة واحدة و هي أن سورية يجب أن تمثلها كل أطيافها و مكوناتها حسب خصوصياتها و فاعليتها، و لا يمكن إقامة سوريا جديدة إن غاب عنها أياً من أسسها الحضارية أو ألوانها الزاهية.
حتى الحكومة المؤقتة التي شكلها الائتلاف الوطني، بقيت رهينة أقبية الاجتماعات الخارجية لأنها مصبوغة بصبغة المجلس الوطني السوري و لأن فئات عديدة من المعارضة قاطعتها و لم تجد فيها حلاً لسوريا الجديدة، و لم تجد فيها توجهات شعبية كثيرة ضالتها، فصرفت النظر عنها و عن وجودها.
إذا، الحل في سوريا لا ينتجه معسكر واحد، و لا توقعه أمريكا و حلفاءها فقط و إنما يجب أن تحظى بموافقة و مباركة الدب الروسي الذي يضع كامل ثقله في مواجهة خسارة آخر معاقله في الشرق الأوسط، و من هنا فإن توجه أقطاب من المعارضة إلى روسيا و إيران في بادئ الأمر جاء نتيجة قراءتهم الصحيحة لموجبات الحل في سوريا و إن جر عليهم ذلك الكثير من النعوت و التهم المهينة و انسلخت عنهم سنوات طويلة من التاريخ النضالي المخلص و المضحي.



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إدريس نعسان - المعضلة السورية و أفق الحل