|
الشنتوية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
صبري المقدسي
الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 01:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بدأت الشنتوية في نهاية القرن السادس قبل الميلاد ويُشتق اسمها من الكلمة الصينية (شين) والتي تعني(الطريق) والكلمة (تاو) والتي تعني(الأرواح أو الآلهة). فالاسم (شينتو) يعني في الصينية (كامي نو ميتشي ـ طريق الالهة)، أو (طريق الذين هم فوق). وأما في اللغة اليابانية فالكلمة هي (كانناجارا ـ طريق الكامي). كانت الشنتوية الديانة الرسمية للدولة اليابانية ولقرون عديدة، إذ كانت (ديانة الامبراطور) لكونها كانت تؤله العائلة الامبراطورية. ولم يتم الفصل بين الشنتوية والدولة اليابانية الا بعد إنكسار اليابان في الحرب العالمية الثانية حيث أجبر الامريكيون، الامبراطور الياباني (هيرو هيتو) على الإقرار بنكران الوهيته أمام جمع من اليابانيين وعلى المذياع الياباني الرسمي. وتحترم الشنتوية الأباطرة والأجداد الى حد عبادتهم وإعتبارهم آلهة. وارادة آلهتهم (كامي) هي (الماكوتو)، والغاية من الماكوتو، القلب النقي والدعوة الى الممارسة الصحيحة للحياة مع اتخاذ المواقف الحسنة والمتفائلة. ولا يُعرف للشنتوية مؤسس، وليس لها تعاليم أوعقائد مُحدّدة. ولكنها من أقدم الديانات في العالم، التي ظهرت وتطوّرت في اليابان. والسبب في عدم معرفة تاريخ ظهورها وتطوّرها، يعود الى عدم وجود كتب مقدسة خاصة بها. فهي تعتمد على الكتب الكونفوشيوسية والبوذية في قوانينها ومراسيمها الدينية. ولم تعرف طريقها للانتشار كغيرها من الديانات الاخرى، وليس لها لاهوت مُحدّد ولا تعترف بإله واحد مطلق وإنما تؤمن بآلهة عديدة تسمى(كامي). تتميز عقيدة الشنتوية ببساطتها إذ يُمكنها أن تتعايش مع المعتقدات الأخرى مثل البوذية والطاوية وحتى المسيحية، وتجمع في تعاليمها عدد كبير من الأساطير والطقوس القديمة، التي تعود الى الثقافات المنشورية والكورية وثقافات الشعوب التي سكنت في سيبيريا الروسية. ويتمسك اليابانيون بهذه الطقوس ويعدّونها جزءا مهما من كيانهم الحضاري والقومي. وصلت البوذية الى اليابان من بلاد كوريا والصين بين القرنين السادس والثامن وتم المزج بينها وبين الشنتوية في تلك الفترة. والشىء الذي ساعد هذا المزج هو تفتح الشنتوية للأديان والأفكار الاخرى ونظرتها الايجابية الى (بوذا) واعتباره إلها من آلهة (كامي). ويعبد بالمقابل البوذيون الآلهة الشنتوية (كامي) ويعدّونها آلهتهم وذلك إنطلاقا من مبدأ الإحترام المُتبادل. وبالاضافة الى التأثيرات الروحية والدينية للبوذية على الشنتوية، كان تأثيرها، قويّا وواضحا على فن النحت والتصوير والأدب والعلوم منذ القرن الميلادي الأول، حيث أعطت قوة وزخما للشنتوية لترسيخ نفسها في اليابان وفرض شخصيّتها بين الناس. وكان الرهبان البوذيون يبنون المزارات الخاصة للشنتوية ويُساهمون في نشرها وتعليمها للناس من دون تردد أو تمييز. وكان التعايش بين الديانتين قد استمر الى نهاية القرن التاسع عشر، مما خلق الروح التسامحية والتفائلية بين الناس بحيث أصبح من الصعب التفريق بين الديانتين الى يومنا هذا. ولكن التعامل مع المسيحية في اليابان لم يكن متفتحا وسمحا كما كان مع البوذية، إذ لم تستطع الشنتوية ان تتعايش مع المسيحية عندما وصلت الأخيرة الى اليابان في القرن السادس عشر مع وصول الرهبان الكاثوليك. والشىء الذي أغضب الشنتويون من المسيحيين الكاثوليك هو اخلاص هؤلاء الرهبان للبابا في روما واعتبار ذلك نوع من التعدي على الروح الوطنية اليابانية التي تدعو الناس جميعا الى عبادة الامبراطور الياباني والى محبتهم لبلاد ميلاد الشمس وبلاد الآلهة الاول. فكان طرد هؤلاء الرهبان من اليابان ومنع المسيحية من الانتشار فيها طبيعيا بسبب الشكوك التي انتابت عملهم، بالاضافة الى اعتبار المسيحية جسما غريبا عن الثقافة اليابانية يدعو بحسب رأيهم الى التبعية الغربية. وأما بالنسبة الى عدد الشنتويين في العالم فهذا أمر في غاية الصعوبة، بسبب ايمان اليابانيين الخليط بين الشنتوية والبوذية والكنفوشوسية والمسيحية. إذ من الممكن أن تجد كل هذه الديانات مجتمعة في عائلة يابانية واحدة أو بالاحرى قد تجتمع وتمارس من قبل شخص واحد. وأما بالنسبة الى الذين يتبعون الديانة الشنتوية فهم في غالبيتهم المطلقة من اليابانيين، ومع ذلك يصعب على غير اليابانيين أن يهتدوا الى هذه الديانة بعكس الديانات الاخرى. والشىء الذي يحفظ الشنتوية من جيل الى آخر ليست النصوص المقدسة، بل الطقوس والعادات التي تمارسها الجماعات الدينية فقط. ويُقدر عدد أتباع الشنتوية 8,2 مليون تابع، وترفع المصادر الرسمية الاخرى العدد الى ما يقرب من 50 مليون تابع. وأما الدوائر الاحصائية العالمية فتقدر العدد بين (40%) الى (85%) من عدد السكان في اليابان أي ما يفوق 107 مليون شخص. وجدير بالاشارة، أن 65 % من اليابانيين يمارسون طقوس الزواج المسيحية من دون أن ينتموا اليها، وعدد المسيحيين لايتجاوز 1% من السكان فيها. شىء من التاريخ ليست الكتابة عن التاريخ ولاسيّما تاريخ الأديان بالشىء السهل والبسيط كما يتصوّره القارىء الكريم، وذلك بسبب صعوبة معرفة الحقيقة من خلال الكتب والمخطوطات القديمة التي كُتبت في معظمها من قبل أتباع الديانة نفسها. والسبب الثاني هو العواطف الدينيّة التي تسيطر على عقول هؤلاء الناس وأقلامهم. وتنطبق الأمور والمقاييس نفسها بالنسبة الى تاريخ الشنتوية التي نحاول أن نكتب عنها وبإختصار شديد. وتاريخ الشنتوية هو من النوع الذي تأثر بتاريخ الأديان الأخرى، التي تربطها بهم روابط قصصية وتاريخية كثيرة ولاسيّما في التاريخ الصيني والكوري والفلسفات البوذية والكنفوشيوسة والطاوية والمسيحية. وتنقسم الديانة الشنتوية الى: 1ـ جينجا (المزارات). 2 ـ كيوها(طائفية). 3 ـ كوشيتسو (الخاصة بالعائلة الامبراطورية). 4 ـ مينزوكو (العادات والتقاليد). 5 ـ جاكوها (الفلسفة والافكار). ولما كانت الأصول الأولية للشنتوية غير مُحدّدة وغير واضحة في اليابان، ولما كانت الديانة الشنتوية تعتبر جوهر الحياة الثقافية والروحيّة لليابانيين، فإذا نستطيع القول بأن التاريخ الياباني وتاريخ الديانة الشنتوية هو تاريخ واحد، يصعب التمييز بينهما. والشنتوية في حقيقة الأمر تجسّد التاريخ الياباني ووجوده وتعبر عنه تعبيرا صادقا، بحيث انك عندما تتكلم عن تاريخ اليابان، تتكلم عن تاريخ الشنتوية وعندما تتكلم عن تاريخ الشنتوية تتكلم عن تاريخ اليابان. والشىء المُثير جدا في تاريخ هذه الديانة هو عدم وجود نبيّ أو مؤسس أو عقائد وقوانين دينية خاصة بها كما للأديان الاخرى. ولكن ما يُساعد بقاءها وديمومتها الى يومنا هذا، الهيكلية الكهنوتية الضعيفة والعادات والتقاليد الاجتماعية التي يتوارثونها من جيل الى آخر، وافتخارهم بها لكونها تمثل التقاليد القومية والدينية في الوقت نفسه. وهذه بعض التواريخ للديانة الشنتوية: • يفتخر اليابانيون بكونهم من البلد التي تشرق منها الشمس لتنير العالم كله وتوقظه من سُباته، ويعتزون بذلك اعتزازا فائقا لامثيل له. • ينقسم تاريخ الشنتوية الى قسمين: يمتد القسم الأول منذ ما قبل التاريخ الى سنة 552 ميلادية، عندما بدأت الشنتوية بالانتشار في كل الأراضي اليابانية من دون منافس. • انتشار البوذية بعد سنة 552 ميلادية، مما جعلها تسيطر على كل المرافق الحياتية الى أن تبناها الامبراطور( كوتوكو) في سنة 645 ميلادية، ديانة رسمية بدلا من الشنتوية. وانتشار التعاليم البوذية والكنفوشيوسة والطاوية بعد تلك الفترة حتى القرن الثامن الميلادي، حيث جعل الديفا(الآلهة) البوذية تتأقلم مع الأفكار الشنتوية تحت اسم (كامي) وهو الاسم الذي تعرف بها الأرواح أو الآلهة في الفلسفة الشنتوية. • نشوء الصراع الكبير بين المحافظين الشنتويين والتقدميين البوذيين في عهد الامبراطورة سويكو(593ـ629) ميلادية، من اسرة سوغا الكبيرة والتي شهدت فترة حكمها بالعدل والديمقراطية مع ادخال القيم والأخلاق البوذية والكنفوشيوسة والطاوية والثقافات الصينية المختلفة. • توحيد اليابان بعد عهود من الصراعات القبلية تحت ادارة امبراطورية واحدة في عهد الامبراطورة (سويكو)، الامبراطورة الثالث والثلاثون (593 ـ 629)ميلادية. وتجاوز الامبراطورية للحواجز والتعقيدات القبلية والتقدم في خطوات ناجحة نحو تاسيس الدولة المركزية والشعبية، مع تشكيل نوع من الطقوس الدينيّة التي تخدم الاتجاه التوحيدي للأمبراطورية، وذلك في عهد الامبراطور(تنشي)، الثامن والثلاثون. والأمبراطور(تنمو)، الامبراطور الأربعون بين سنة(661 ـ 686) ميلادية. • تطوّر النظام الياباني بعد تقوية الدور البوذي الصيني فيها مما أدى الى نشوء نوع من النظام الديمقراطي الخليط مع الارستقراطية اليابانية في عهد الملك نازا بين سنة (707ِـ781) ميلادية، والذي كان حاكما زمنيّا وروحيّا وإلها قوميّا لكل اليابانيين، وقادرا على خلق نوع من التآلف بين الشنتوية والبوذية في الحكم. • توحيد السلالة الملكية (الياماتو) لمعظم المناطق اليابانية في القرن الثامن الميلادي واعلان الشنتوية مع البوذية الديانة الرسمية للبلاد مع الاعلان بالوهية العائلة المالكة. • امتزاج الشنتوية مع الأديان الاخرى في الفترة بين سنة 800 الى سنة 1700 ميلادية، ولاسيّما مع البوذية والكنفوشيوسية والطاوية وتكوينها ما يُسمي (ريوبو شينتو) أو الشنتوية المُتعدّدة المظاهر. • إنشاء إقطاعيات كبيرة أثقلت كاهل اليابانيين وخلقت نوعا من التمرّد والحقد ضد السلطة الحاكمة، مما أدى الى فشل القوانين والتشريعات البوذية والكنفوشيوسية في ادارة المجتمع الياباني البالغ التعقيد، والذي أدى أخيرا الى اندثار البوذية سنة 1052 ميلادية، والابتعاد عن الصين والتخلي عن ثقافاتها وعقائدها ومحاولة فتح القنوات الحوارية مع الغرب الاوروبي. • ظهور المحاولات الجديدة للفلسفة البوذية الشنتوية المركبة بين (1192 ـ 1333 ) ميلادية، مع نشوء المدارس الفلسفية المشتركة في اليابان الى القرن الثالث عشر حينما بدأت الحركات الفكرية الانفصالية للفلسفة الشنتوية اليابانية الوطنية المستقلة عن البوذية والتي عبّرت عن الوطنية اليابانية مع احترام تاريخها وقيمها الدينية. • بداية التجدّد الروحي في الشنتوية سنة 1700 ميلادية، بعد اعادة القراءة لبعض الكتب القديمة واهمال بعضها الآخر. وظهور اساتذة جُدّد للتجديد الفكري والروحي ومنهم المعلم (هيراتا) الذي قال: "هناك عقيدتان في اليابان، أولهما أن اليابان، موطن للآلهة، واليابانيين، من نسل الآلهة. والفرق بينهم وبين الروس والهنود والصينيين والكمبوديين والاوروبيين هو في النوع وليس في الدرجة". واستئناف الحوار والتعاون بين الشنتوية والكونفوشيوسية الجديدة في طوكيو(أيدو)، ومحاولة الفلاسفة الشنتويون بتفسير ديانتهم على ضوء الفلسفة الكنفوشيوسية وبتوحيد التعاليم الاخلاقية بين الديانتين. • التأكيد على استقلالية الفكر الشنتوي عن الفكر البوذي والكنفوشيوسي بقيادة المفكر الياباني نوتوري نوريناغا (1801–1730) ميلادية، الذي عمل جاهدا على استقلالية الشنتوية وابراز فلسفتها التقليدية وشخصيتها المُستقلة. • اعلان الشنتوية الديانة الرسمية الوطنية الحاكمة بدلا من البوذية من قبل الامبراطور(ميهيجي)، وجعل القصر الامبراطوري والمعبد الشنتوي ذات دلالة واحدة، وعودة الشنتوية دينا قوميّا في المرتبة الاولى سنة 1868 ميلادية، عندما قرر الامبراطور المذكور بجعل الشنتوية (ديانة الامبراطور) على حساب الديانة البوذية. والشروع بتضيق الخناق على البوذية وغلق أديرتها ومعابدها وتعذيب رهبانها. إلا أن الشعب بقي يُمارس التعاليم والعقائد الروحية للديانتين معا من دون أية مشكلة تذكر. وبعد فترة قصيرة من القطيعة، عاد وسمح الامبراطور رسميّا بممارسة البوذية مع الشنتوية سنة 1877، وبعد سنتين من ذلك التاريخ منح الحرية الدينية للجميع من دون تمييز. • منح جميع المواطنين اليابانيين الحرية الدينية المطلقة سنة 1889 ميلادية، وإنشاء وزارة للأماكن المقدسة من أجل احياء معابد الشنتو التقليدية ضمن وزارة الداخلية كتراث قومي لا بد من إحترامه. • حجب الحكومة في اليابان مساعدتها للديانات سنة 1882 ووضع يدها على نحو عشرة آلاف معبد وتعيين ستة عشر ألف كاهن لها مهمتهم الحفاظ عليها وتطويرها من حيث لها مغزى قومي ووطني فقط. • بقاء مفهوم الديانة الرسمية مقدسا ووطنيا في اليابان ولاسيّما بعد الانتصار الكبير لليابان في الحرب العالمية الاولى، إذ أصبح الامبراطور رمزا عظيما للوحدة والالوهة الى أن اعترف الامبراطور نفسه أمام مجموعة من الشعب وفي الأذاعات الوطنية بالتخلي عن الصفة الالهية رسميا وبأنه لايختلف عن البشر الآخريين، مع الاعلان بفصل الدين عن الدولة، الخطوة المهمة في ممارسة الديمقراطية وخلق المُساواة بين الأديان وجعل الديانة شيئا شخصيّا لايُمكن فرضه من قبل الحكومة أو الامبراطور وذلك بعد خسارة اليابان الحرب العالمية الثانية. • فصل الدين عن الدولة بعد الحرب العالمية الثانية كخطوة مهمة في التاريخ الياباني لبناء المجتمع المدني المتطوّر وعدم امكانية تحقيق هذا الشىء إلا بعد خسارة اليابان الحرب مع أميركا والتي فرضت هذا النوع من الدستور مع التخلي عن اللقب الآلهي رسميّا للإمبراطور أمام الشعب في يوم الاستسلام عام 1945 ميلادية، وتصريحه المشهور بعد قصف هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية بهذه العبارة: "من الحكمة أن نتحمل ما لايُمكن احتماله، فإن ذلك أفضل من سفك المزيد من الدماء". ولا يزال بعض اليابانيين يعتقدون بالوهية الامبراطور الذي هو سليل مُباشر للإلهة الشمس(أماتيراسو) في اعتقادهم الديني. • إعادة المعابد التي كانت الدولة قد حجزتها ووضعت اليد عليها الى المراكز الدينية الشنتوية وزيادة المذاهب الشنتوية التي تبنت العقائد العلمية الجديدة مجاراة الحداثة والتطور. النصوص المقدسة الشىء الذي يُثير للدهشة والاعجاب في الشنتوية هو عدم وجود كتب مقدسة تستند اليها في نشر تعاليمها ولهذا السبب يصعب لغير اليابانيين أن يهتدوا الى هذه العقيدة، لصعوبة فهمها ومعرفة عقائدها. ولربما كان هذا السبب في تبنيها للفلسفات البوذية والكنفوشيوسية والطاوية في أزمنة مختلفة للتعبير عن نفسها واثبات وجودها في اليابان. والكتب الوحيدة التي تتوارثها الأجيال اليابانية عن الشنتوية، تتألف من كتابين وهما: كتاب الأشعار للكاتب (كوجيكي) والذي يُسمى(وقائع الأحداث القديمة). وهي مجموعة حوّليات وأساطير على شكل أشعار وملاحم ألفت بين سنة 712 ميلادية، وسنة 720 ميلادية. والثاني هو قصة نشوء بلاد اليابان(نيهونجي)، والمؤلف في نفس الفترة الزمنية والذي يُسمى (مدونات بلاد اليابان)، مع شرح تفصيليّ لنسب العائلة الامبراطورية. وإذا كان الأول يتضمّن الأساطير البدائية لليابانيين وقصة الخلق وانتشار المخلوقات والقصص والأساطير الجميلة حول الشمس والآلهة الاخرى، فإنّ الثاني يعرض تاريخ اليابان منذ القدم حتى عام 697 ميلادية، وفيه سعي لإثبات قدم الحضارة اليابانية، ومكانة الأسرة الإمبراطورية. ويعدّان هذان الكتابان من أهم المصادر الروحية والفكرية للعقيدة الشنتوية. وقد جُمعت وسُجلت في مخطوطات كنوع من التحدي للديانة البوذية التي كانت تنتشر بسرعة فائقة في اليابان. وبالحروف الصينية لعدم وجود الحروف اليابانية في تلك الفترة. وأما عن محتواها، فهي مجموعة تواريخ وتعاليم وأساطير، ولاسيّما ولادة آلهة الشمس (أماتيراسو أوميكامي) التي تمت عندما كان يغسل الاله (أيزاناغي) عينه اليسرى. وأما في الاساطير الاخرى فتحكي عن الولادة بسبب العلاقة الجنسيّة بين الأله أيزاناغي والأله أيزانامي. وعن ارسال إلهة الشمس حفيدها الأله (نينجي نو ميكيتو) لتهدئة الجزر اليابانية ولكي تنصبه مُدبّرا للعالم وتقول الاسطورة انها اي إلهة الشمس أعطت حفيدها الهدايا الثمينة، والتي تشمل على: المرآة المُقدسة والسيف المُقدس والجوهرة المقدسة. وللشنتوية مجموعة من الكتب الاخرى التي لها اهميتها الدينية والتاريخية والتي تتكون من 50 كتابا وتسمى (أنجيشيكي) والتي كتبت في سنة 927 ميلادية، وتحكي في مجملها عن المزارات والأضرحة والاحتفالات المُتعلقة بها والطقوس والصلوات التي تمارس فيها في الأعياد والمُناسبات. العبادة والصلاة ليس في الشنتوية طقوس مُرتبة للصلاة والعبادة، وليس هناك توقيت خاص للصلوات. فعندما يُقرر شخص أو عائلة ما للقيام بالصلاة فهم يُرتبون ذلك بالذهاب الى أحد الأضرحة أو المزارات لتقديم القرابين. والبعض الآخر منهم يُقرّرون الذهاب في موسم الأعياد، ونسبة قليلة منهم يترددون الى المزارات كل يوم أو كل اسبوع. ولكن ليس هناك طقوس للصلاة الجماعية الاسبوعية كما هو الحال في المسيحية أو اليهودية أو الاسلام. وأما نظرة الشنتويون الى المزارات فهي نظرة مُقدسة، تعطيهم الشعور بالآمان وتزيد رغبتهم بالخدمة والمحبة. ولهذ نجدهم يترددون الى المزارات التي يفوق عددها في اليابان الى 80,000 مزارا بين صغير وكبير. وعندما يصل المؤمن الى المزار لغاية الصلاة والعبادة فعليه أن يُصفق بكلتا يديه قبل دخوله المزار، وذلك لغرض تنبيه الآلهة(كامي) بوجوده، ثم تقديم قربانه في الصندوق الموجود في المدخل من المزار. ويليق بالزائر الانحناء مرتين ثم التصفيق مرتين والأنحناء العميق مرة واحدة وأخيرا الصلاة التأملية على الطريقة البوذية والتي غالبا ما تنتهي مراسيم الزيارة بضربة على الرأس بعود من النبات الساكي المُقدس من قبل الكاهن الشنتوي. ومن الظواهر المشهورة في العبادة الشنتوية هي العائلة والتقاليد وتقديسهما الى مستوى الألوهية، ثم التقرّب من الطبيعة، لأن الطبيعة وكل ما فيها مقدسة، فهي نزلت في نظر الشنتوية الى الأرض من ثقب في السماء. وكل من كان قريبا من(الطبيعة) فهو يكون قريبا من الروح الطيبة. ومن الظواهر المهمة الاخرى في الشنتوية، النظافة الجسدية، والتي هي نوع من التطهير حيث تغسل الأيدي والفم والمراكز الحساسة كل يوم. وتتضمّن العبادات الشنتوية من: 1 ـ أفعال التطهّر(هاراي): وهي الاغتسال الكثير كل يوم خوفا من التدنيس. 2 ـ القربان(شينس): وهي القضايا المادية التي تقدم للآلهة مثل الحبوب أو الشراب أو كمية من المال. 3 ـ طقوس الصلاة (نيروتو). 4 ـ الوليمة الرمزية (نيوري): وهي طقوس خاصة لتناول الطعام مع الآلهة(كامي) وشرب الشراب المقدس والمصنوع من الأرز مع الآلهة. وتنتهي بالرقصة المقدسة (كايورا). وتنحصر الصلاة عند الشنتويون غالباً بالمطالب البشرية، ومن هذه النصوص: "أولاً وقبل كلّ شيء، هناك في حقلك المقدَّس أيُّها الاله المهيّمن، ليت حبة الأرزّ الأخيرة التي سيحصدونها، ليت الحبة الأخيرة من الأرزّ التي ستحصد، بحبات العرق المتساقط من سواعدهم، تشدّ مع الوحل العالق بالفخذين، ليت هذه الحبة تزدهر بفضلك، وتنفتح سنابل الأرزّ التي تتوق إليها الأيدي الكثيرة، فتكون أولى الثمرات في الشراب وأعواد النبات". وتمارس هذه الطقوس من قبل الشنتويين ببساطة ومن دون تعقيدات طقسيّة كثيرة. وتدعوا معظم الصلوات الى فعل الخير والابتعاد عن الشر وكيفية التعامل مع الآخرين. والمكان المُناسب للعبادة والصلاة في الشنتوية هي الأضرحة والمزارات التي تنتشر في كل أرجاء اليابان. ومع انه كثير من الشنتويين قد بنو المذابح الخاصة بالآلهة (كامي) في بيوتهم، إلا ان المزارات تبقى في الحقيقة المراكز المهمة جدا للصلاة والعبادة في الشنتوية. وبما ان الشنتوية تؤمن بعدد كبير من الآلهة، مما يجعل الصلاة الجماعية المُنظمة أمرا مستحيلا، ولذلك نجد الشنتويون يُركزون في صلاتهم على بعض منها مثل الإلهة (أماتيماسو) وبعض الآلهة (كامي) المعروفة بالخير والدعابة. الآلهة(كامي): توجد آلهة لكل نوع من المظاهر الحياتية ولا يمكن حصر عددها فبعضها طيب، مليىء بالمحبة والدعابة. والبعض الآخر سىء مُزعج وعصبيّ المزاج، والتي تسبب الخراب واليبَس والأمراض والفيضانات والزلازل. وتوجد في الشنتوية شعائر دينيّة وطقسيّة تُخفف من غضب هذه المجموعة من الآلهة. وكثيرا ما تسبب الآلهة الشريرة المشاكل الكثيرة للأنسان وتقوده الى إرتكاب الأخطاء ولكن الانسان طيّب في طبعه، فعليه ان يُصلي وينذر الآلهة حتى تنقذه من هذه الأرواح. وأما بالنسبة الى (أماتيراسو) سيدة السموات (الشمس) فهي الألهة التي تختفي في كهفها خوفا من عدوها اللدود الأله (سوساـ نو ـ وو)، والذي هو اله العاصفة المُدمّر والذي دمّر قصرها الجميل الرائع. وسبب في حزنها واختفائها الطويل، ونتج عن ذلك غلبة الظلام الدامس في العالم. الى أن أقنعت بالخروج من كهفها بخدعة جميلة من قبل حفيدها الأله ( أما ـ نو ـ أوزوم) الذي جمع عدد كبير من الآلهة الذين رقصوا أمام الكهف الذي تختبىء فيه. ولما سألت عن السبب أجاب الأله (أما) بأنهم اكتشفوا إلهة أخرى سوف تشرق لتقضي على الظلام وهي أجمل وأحسن منك. فخرجت (أماتيراسو) من كهفها وعندما رأت انعكاس شعائها من خلال المرآت الموضوع أمام الكهف وبصورة مقصودة، فما كان من الآلهة إلا أن سحبوها خارج الكهف لكي تشرق على الأرض ولتضع نهاية لغلبة الظلام الدامس والأرواح الشريرة التي عبثت في العالم فسادا، ولتعود الى عرشها، ولم تغب منذ ذلك اليوم. وعندما بدأ الضجيج المُزعج الآتي من الأرض يؤرق آلهة السماء ويُزعجها، قررت سيدة السموات(أماتيراسو) مع جمع من الآلهة بأرسال (نينيغي) ليحكم الأرض ويُعيد اليها السلام والأمان. فينطلق نينيغي ابن السماء بعد الحصول على البركة الآلهية من الشمس جدته (أماتيراسو) وحصوله على الأحجار الكريمة والسيف الخالد والمرآة الخالدة. ولما وصل نينيغي الى الأرض تزوج من (كونوهانا) ابنة الجبل المقدس وأنجب ثلاثة أطفال، تسلسل منهم الأباطرة اليابانيين الذين جلسوا على عرش الامبراطورية الى اليوم. بدأ مفهوم الآلهة (كامي) في الشنتوية كقوة سريّة للطبيعة ومظاهرها العديدة مثل الجبال والأنهار والصخور والأحجار والكهوف والأشجار والأحراش. وكان المفهوم في البداية عن الأرواح الخيّرة والأرواح الشريرة، وتطور الفكر الشنتوي الى أن جعل هذه الأرواح آلهة يجب عبادتها ويجب تقديم القرابين لها. وللآلهة(كامي) شخصيّة حيّة تتدخل في أمور البشر بحسب الفلسفة الشنتوية وتستجيب للأدعية والصلوات وتساعد البشر وتبعدهم عن الشر. وتتعاون الكامي مع بعضها البعض وتستمد القوة السريّة من الآلهة الأكبر منها لأنها في طبيعتها، محدودة القوة والقدرة ولاسيّما عندما يتطلب الأمر مساعدة البشر في منع الكوارث والزلازل الكبيرة. وتؤمن الشنتوية بان الانسان هو ابن أو بنت للأله (كامي)، مما يعني ان حياة الانسان هي هبة من قبل (كامي)، فالأنسان له طبيعة إلهية مقدسة، ولهذ السبب يحتاج الى التطهير من النجاسات اليومية لتنقية روحه المقدسة. ولذلك عليه أن يحترم الآخرين وحقوقهم الأساسية ويجب ايضا أن يحترم نفسه. ويصف المفكرون والعلماء المختصون الشنتوية بكونها ديانة الجماعة ولا تنظر الى الفرد بكونه فردا مُنعزلا بقدر ما تنظر اليه شخصا مستقلا ضمن الجماعة الواحدة. وليس في الشنتوية مفهوم الآخرة أو نهاية العالم والتاريخ، وهي تؤكد دائما على الطريق الوسط (ناكا ـ إيما) وعلى اللحظة الحاضرة. ولهذا السبب يُحاول الشنتوي المؤمن ان يعيش كل لحظة من حياته سعيدا وبكل معنى الكلمة. والشىء الملفت للنظر، ان التعاليم والطقوس الشنتوية عملت على الترابط العائلي وعلى تقويّة الشعور بالعمل المخلص ومحبة الآخر. إذ ان التجديد الذي قام به الامبراطور مهئيجي في سنة 1868 ميلادية، أدى الى تقويّة الروح القومية والتوحيدية للشعب والمملكة. واستمرت الحالة الى ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث بدأت الشنتوية بابراز الحاجة الى السلم في العالم في وثيقة مهمة بهذا الخصوص صدرت من قبل المؤتمر الشنتوي العالمي سنة 1956: "انسجاما مع ارادة الامبراطور في نشر السلام والعدل، لنصلي من أجل التقدم والنمو في العالم ولنمارس المحبة والسلام فيما بيننا". ومن الشعائر المهمّة التي تفرضها الكامي وتحبذها هي القرابين والتطهير المستمر باستعمال الماء التي تزيل الأتربة والنجاسة التي قد تغطي الجسم وتزعج العقل والقلب (الروح). ويوجد في كل بيت شنتوي مذبحان: أحدهم للآلهة الشنتوية والثاني لتمجيد الأجداد على الطريقة البوذية، هدفها التقرّب الى كامي وابعاد الارواح الشريرة عن العائلة. ولا يوجد في الشنتوية الخدمة الروحية الاسبوعية كما هو الحال في اليهودية والمسيحية والاسلام وغيرها من الأديان الأخرى، إلا ان الشنتويون قد يزورون المزارات في بداية ومنتصف كل شهر، وفي المناسبات والاحتفالات الكبيرة سواء الدينية أم الوطنية، فيما عدا بعض المُلتزمين والمُحافضين الذين يُقدمون الاحترام للآلهة (كامي) صباح كل يوم في المزارات القريبة الى بيوتهم والتي يُعدّونها بيوتا مقدسة تسكن فيها الكامي. وتوجد في المزارات المكان المُخصّص للكامي والذي يُسمى بقدس الأقداس، ولايُسمح بدخول الزوار إلا للكهنة ومن الذخائر التي تكثر فيها عادة الجواهر الثمينة والسيف والمرآة. ورُتبت الأعياد الشنتوية كلها تقريبا، لتقديم التمجيد والشكر للآلهة (كامي)، فالاطفال يُؤخذون الى المزارات ليقدموهم للآلهة (كامي)، بعد ولادتهم بشهر. ثم في شهر تشرين الثاني يحتفل الأطفال من الثالث الى السابع من أعمارهم ليُقدموا الشكر لقدرة كامي على حمايتهم من الشر والمصائب والأمراض. وفي 15 من كانون الثاني يحتفل الشباب لتقديم الشكر لكامي على البركات والنعم الكثيرة لهم، على الصحة والسعادة التي تزودهم بها الكامي. ويقسم العروسان في أثناء الاحتفال بالزواج للآلهة (كامي) في المزارات ويفضل الشنتويون اليوم المراسيم المسيحية للزواج ولكنهم يُمارسون الطقوس البوذية في المراسيم الطقسيّة في الجنازات والدفنة. ويكتب الزوار رغباتهم وامنياتهم في قصاصات من الورق ويتركونها في صناديق خشبية على أمل منهم بتحقيق امنياتهم، ومعظم امنياتهم تكون عادة عن الصحة الجيدة والنجاح في أعمالهم أو النجاح في الامتحانات بالاضافة الى الغنى والحب والزواج. وتحتل عبادة الكامي الجزء الأهم من الديانة، لكونها تنتشر في كل مكان في الأرض والسماء. تجدها في الجبال والأنهار والشمس والقمر وكل الكائنات الحيّة، ويعود بداية تاريخها الى 660 ق.م. وتنظر الشنتوية الى العالم المادي نظرة ايجابية، بعكس البوذية التي ترى العالم المادي شرير، ويجب تجنبه ومحاولة التهرّب من شره. وجدير بالاشارة، ان الشعب الياباني يُمارس كلتا الديانتين مع ان المفاهيم بين الديانتين تتناقض حول العالم والخير والشر. وغالبا ما يُمارس الياباني الديانتين معا. وقد تكون عائلة واحدة تنتمي الى البوذية والشنتوية والمسيحية من دون اشكال في ذلك. قصص الخلق تتكون العقيدة اليابانية من مجموعة من الأساطير والحكايات من دون طقوس مرتبة ولاعقائد ثابتة ولا تشريعات خلقية أو لاهوتية. وكل ما تؤمن به هو تأليه الطبيعة من الجبال والأنهار والأشجار والرعد والمطر. وعلى أتباع الشنتوية عبادتها وتقديم القرابين لها لكي يتجنبوا شرها ويطلبوا رضاها. وكانت العقيدة الشنتوية تسمى قديما، عقيدة الأرواح، أو طريق الأرواح (كامي نوـ ميتشي)، لأن الظواهر كلها كانت في نظر اتباعها مسكونة بالأرواح. ثم تطور الاسم الى الشنتوية وذلك بسبب التأثيرات الفلسفية الصينية. ولذلك فإن معظم القصص والاساطير عن الخلقة، بسيطة وساذجة، إذ ترى معظمها الكون قرية صغيرة، والعالم في مفهومها مُجرد ثمانية جزر كبيرة. وكل ما هو موجود على الأرض قد نزل من ثقب في السماء وله مثيل هناك. والمُثير للجدل في هذه القصص، أنها تقودنا الى الأمبراطور الأول بدلا من الانسان الأول. وليس هذا من المستغرب لكونها جُمعت في القرن الثامن الميلادي وذلك بأمر من الامبراطور، الذي كان يرغب بايجاد علاقة مُباشرة بينه وبين الآلهة لغرض فرض سيطرته الدائمة على الشعب. وتقول احدى القصص الاسطورية انه من معجون البيضة العظيمة تخرج ثمانية أجيال من الأخوة والأخوات، (الآلهة والآلهات)، والزوج الثامن (إيزاناغي وإيزانامي) وإلى هذين الأخيرين أسندت مسألة التكاثر والخلق والتوالد لكونهما إلهين شابين قديرين. فقررا أن يخلقا الأرض ويقيما عليها. وبنوا برجا ضخما في وسطها واستمروا يدورون حول البرج، وفي نهاية كل دورة، يُمارسون الجنس ليخلقا الجبال والأنهار والأشجار وكل الكائنات الحيّة الموجودة على الأرض والملايين من الآلهة (كامي). وبعد التعب والشقاء والتحديّات الكثيرة قررا خلق إبن لهما لكي يكون سيّدا على الأرض، ويكون حفيدا للشمس سيدة السماء (أماتيراسو)، وأما دورها فهو لكي تنير الأرض في النهار. وخلقا القمر بعد الجماع الجنسي الآخير لكي يستقر في السماء وينير الأرض في الليل. واستمروا بالجماع الجنسي بعد ذلك وفي مرحلة اخرى لخلق الآلهة مثل اله العاصفة والرعد والنار مع ثمانية مليون إله وإلهة. وتتوالى عمليات الخلق والأنبثاق إلى أن يأتي دور ولادة العائلة الإمبراطورية، وهي من أنواع الآلهة، حيث تولد العائلة الإمبراطورية من إله الشمس: (أماتيراسو). وكلّ ما في اليابان من المظاهر الطبيعية، وكذلك الحكام الأباطرة الذين انحدروا من سلالة (أماتيراسو)، وبعدهم الشعب الياباني عموماً الذين يعدّونه مميّزاً ومتميّزاً على سائر الشعوب والأمم. وتبعاً لهذه القصة، فإنَّ (أماتيراسو ـ نو ـ كامي) يُرسل ولده الذي يدعى: (نينيجي) ليحكم بلاد اليابان، ثم يتزوج من ابنة جبل فوجي، وحفيد هذين الزوجين المسمى (جمّوتنو) ينصّب نفسه قيصراً وملكاً ذا سلطان وحكم، فهو القيصر الياباني الأول. ولهذا نرى هذه النزعة التفوقيّة بين اليابانيين، وتبريرهم في ذلك، كونهم من سليل الآلهة الأوائل. وتحقيقا لهذه النظرة التفوقية كان اليابانيون ولا يزالون يُحاولون أن يُبدعوا في كل شىء تقريبا. وقد تكون الآلهة الشنتوية قاسية وشريرة عندما تداس حرمتها. ولذلك توجد عادة طقوسا وشعائرا يستخدمها الشنتويون لحماية انفسهم من غضب الآلهة واستعادة التناغم بينهم وبينها. العقائد ليس للشنتوية عقائد وتشريعات خاصة بها كما في الديانات العالمية الاخرى، ولايوجد ايضا أي مفهوم للمطلق أو التوحيد الالهي فيها بل تؤمن بعدد كبير من الآلهة (الكامي)، الذين يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة من حياة البشر والكائنات الحيّة الأخرى. ويُمكن للخيّرين منهم مساعدة البشر في إبعاد الأرواح الشريرة وذلك بتقديم القرابين لها. ويُقدم الشنتويون الكثير من الطقوس والقرابين للآلهة كامي، لأبعاد الشر عنهم لأن بعضها مُزعج ويُسبب الكثير من المرض والألم والخراب. ومن العقائد الشنتوية الأخرى: • تؤمن الشنتوية بانطلاق الروح في الكون بعد الموت، ولا تؤمن بالحياة الثانية أو ما يُسمى بالقيامة. وبأن الأجساد تتدنس بعد الموت مباشرة لعدم وجود الأرواح فيها ولهذا تتعفن بعد الموت بفترة وجيزة. ويؤمن الشنتويون ايضا باسترضاء الموتى وذلك بتقديم الهدايا لهم ووضع الطعام أمام صورهم وتأدية الصلاة لهم في المناسبات والأعياد والاحتفالات الدينية. • ترى الشنتوية العالم صغير جدا وحتى السماء قريبة منهم الى درجة أن سهما طويلا اطلق من الارض وأصابها بثقب كبير هبطت منه الاشجار والنباتات والاعشاب والكائنات الحية على اختلافها. • تؤمن الشنتوية بأن النجوم والشمس والقمر والجبال والانهار والرعود والامطار كلها حيّة ولها أرواح يمكن أن تنفع أو تضر. وإنها تهدي الناس الى الخير والصلاح ولهذا يجب عبادتها والطلب منها أثناء الضيق والحاجة. وتدعو الشنتوية الى عبادتها مع عبادة السلاطين والحكام والاسلاف وبالحج اليهم وزيارتهم وتقديم الاحترام والخشوع لهم. • للعقيدة الشنتوية صورتان جوهريتان تبنى عليهما العقيدة تاريخيا وهما العقيدة الحاكمية التي تتجه بالعبادة الى الحكام والأباطرة وهم الآلهة الذين أسسوا الامبراطورية. والعقيدة المنزلية التي تزيّن البيوت باقامة المذابح الخاصة بالآلهة وبعبادتها وبعبادة الأسلاف. • يمكن لأي شخص أن يُعين آلهته الخاصة في الشنتوية، ويربط اليابانيون بين كل ظاهرة من الظواهر الطبيعية بآلهة معينة سواء كانت ظاهرة حسنة تسببها الآلهة الخيّرة أو ظاهرة سيئة تسببها الآلهة الشريرة. • تؤمن الشنتوية بالعمل الصالح وبالمرح والتفاؤل في الحياة والابتعاد عن التشاؤم، والدعوة الى العمل الجيّد والى التفكير الحسن والغبطة في كل شىء. ولا يمكن لأحد أن يدّعي الصواب المطلق ولا الخطأ المطلق، فالناس في طبيعتهم غير معصومين من الخطأ ولا يُمكنهم ان يبلغوا الكمال. • تؤمن الشنتوية بالأرواح وهي أساس العقيدة عندهم، إذ تسري في الكواكب والنجوم والنباتات والحشرات وفي الأشجار والحيوانات والبشر. وتؤمن بالأرواح الخيّرة، والأرواح الشريرة، وهي أفكار بسيطة، تذهب بعيدا الى ما قبل التاريخ المُدّون في الحضارة اليابانية، عندما كان اليابانيّون يُمجدون أجدادهم وأباطرتهم بتخليدهم وعبادتهم. • جوهر الأيمان في الفلسفة الشنتوية هو الأخلاص، فهو من أعظم الأمور في حياة كل تابع لهذه العقيدة، أن يكون مخلصا لعائلته ولعمله ولحكومته ولبلده ولأيمان آبائه وأجداده. وهذا لا يعني ان الشنتويين لا يُفكرون بالآخرين، فهم في الحقيقة يحثون بعضهم بعضا على مساعدة الآخرين، انطلاقا من مفهوم فلسفة الاخلاص. الخطيئة والأخلاق: لايختلف مفهوم الخطيئة كثيرا عن الشرائع السماوية والمدنية الاخرى في العالم إذ يُركز على القاعدة الذهبية التي هي جوهر الاخلاق والسلوك في كل الأديان تقريبا. ويمنع الدستور الياباني التعليم الديني في المدارس الحكومية. ويمنع كذلك تفضيل دين على الآخر ولكنه يكفل الحقوق المساوية لجميع الأديان والمذاهب. واما بالنسبة الى الخطيئة في الشنتوية فهي تصنف الى صنفين: 1ـ أماتسو ـ تسومي: وهي الأفعال التي ترتكب من قبل (سوسانو ـ نو ـ ميكوتو) شقيق الأله(أماتيراسو أوهميكامي) بحسب الاسطورة. والخطايا التي يرتكبها (سوسانو) والتي هي السرقة والتعدي على الحقوق الآلهية والتعدي على الطبيعة وتدنيسها وكل الخطايا التي يستحق مرتكبها ان يُعاقب عقوبة الموت عليها وخطايا اخرى عقوبتها النفي والطرد. والصنف الثاني من الخطيئة يُسمى(كونيتسو تسومي): وهي الأفعال الانسانية مثل التعدي على الآخر وجرحه أو قتله أو تسميمه أو لعنه مع كل الظواهر الطبيعة الاخرى مثل العواصف والزلازل والفيضانات التي تمنع الجماعة من الاستمرار. وتعدّ هذه الخطايا من الكبائر والتي يُعاقب عليها القانون. ويشهد التاريخ الياباني ان الشنتوية لم تكن لها يوما ما، وصايا وقوانين تحريميّة أو قضائيّة، إذ كانت دائما الديانة التي تضع ثقتها في القوانين المدنية للمجتمع والدولة وتقبل بها وتحكم من خلالها. ولكن التعاليم الاخلاقية الاساسية من احترام الوالدين والعلاقات الحسنة والسلميّة بين الأخوة والأخوات والثقة بين الناس والعمل المشترك، تنبع دائما من المصدر الاساسي للديانة الشنتوية. ويدور الجزء الأكبر من الأساطير الشنتوية حول الجنس والتزاوج بين الآلهة، فالأرض والجزر والجبال والأنهار فإنها كلها كانت نتيجة العملية الجنسيّة بين الآلهة. ويدور الكلام نفسه حول البشر من قصص الزواج والتوالد. وللعائلة الشنتوية دور مثالي كبير، ساهم في بناء اليابان وتطوره. حيث نجد التعاون الكامل بين الزوج والزوجة في بناء الاسرة وتنشئة الأولاد تنشئة صحيحة وتثقيفها انسانيا وعلميا مع زرع المحبة القومية والوطنية في قلوبهم من دون التشجيع على كره الآخر وإلغائه. والمرأة تميل الى الأعمال البيتية، وهي تستقيل من عملها بعد الزواج مباشرة. لكونها الركيزة الاساسية في الاسرة والتي تقوم على عاتقها الامور المهمة في الاسرة. وأما الرجل فعليه أن يعمل ويجتهد في توفير المعيشة الجيدة للعائلة. المزارات: تنتشر المزارات الدينية في كل المناطق في العالم ولا تخلوا ديانة من الديانات العالمية من وجود مزارات يحج اليها المؤمنون في الاعياد والمناسبات الدينية. وغالبا ما تقام الشعائر الخاصة بالموت في المعابد البوذية. ولا تزال بعض المزارات القليلة تحتفظ بطابعها الياباني الأصلي، على غرار مزار (إيسه) وهو أهم المزارات الشنتوية في البلاد على الإطلاق. وقد شيدت اولى المزارات الشنتوية لتمجيد الآلهة (كامي) في مواسم الحصاد في الكهوف والجبال حيث كان الناس يجتمعون للعبادة والصلاة. وتشتهر الشنتوية بكونها ديانة المزارات، سواء كانت الخاصة أو العامة ومن هذه المزارات: مزارات الإمبراطورية: وهي المزارات الخاصة بالعائلة الملكية والتي تقام فيها الشعائر الشنتوية الخاصة بالامبراطور. ومن المزارات المعروفة (مزار ايسه) و مزار (هييآن) ومزار (إزومو) ومزار (ميئيجي) والتي كانت تاريخيا تقودها الحكومة الامبراطورية. مزارات الايناري: تنتشر هذه الانواع من المزارات في كل المناطق اليابانية وتتميز باستعمال الثعالب في مداخلها رموزا خاصة لترحيب الآلهة كامي بالمؤمنين. ويحج الشنتويون الى هذه المزارات في مواسم الخصوبة لمزارع الأرز. ومن المزارات المشهورة بالقرب من كيوتو، مزار(فوشيمي). مزارات هاشيمان: وهي المزارات الخاصة بالحروب في الشنتوية ومن أهم المزارات في اليابان (تسوروغا-أوكا). مزارات الكاميدانا: وهي مزارات خاصة تنتشر في البيوت وتعبد من قبل العوائل والافراد احتراما للآلهة الخاصة بكل عائلة لحمايتها من الكوارث والامراض المختلفة وهناك طقوسا خاصة بذلك لعبادة الآلهة في البيوت. ومن الهياكل اليابانية التي تعدّ من الهياكل المهمة في الشنتوية، مزار ملكي للألهة الشمس(أماتيراسو) في مدينة (إيسه)، التي تبعد حوالي 350 كيلومتر من مدينة طوكيو. وهي من أقدس المزارات الشنتوية في اليابان والذي تعود جذوره الى ما قبل المسيحية وقد شيد في القرن الثالث الميلادي، ويتألف من هيكل داخلي مخصص لعبادة آلهة الشمس( أما تيراسو) الجد الأول للأسرة الإمبراطورية، ومن هيكل خارجي تـمّ بناؤه في القرن الخامس الميلادي، وهذا أدنى مكانة من الأول، ويخصص لعبادة الإلهة (تويوك ميكامي) إلهة الزراعة ودودة القز. والإلهة (أماتيراسو) هي إلهة انثى مما يُعدّ شيئا نادرا جدا في كل الديانات العالمية التي تمجد الأله الذكر. كانت المزارات الشنتوية في الاساس، مخصصة لإحياء الطقوس والشرائع الدينية وخاصة في مواسم الحصاد في ما تسمى (ماتسوري). حيث بنيّت اولى المزارات في الجبال والمناطق الزراعية وبصورة مؤقتة الى ان تنتهي فترة الحصاد، ثم بنيت المزارات الدائمية لكي تكون مقر الاقامة الدائمة للكامي. ومنها المعلقة بالعائلة المالكة وهي من أجمل المزارات والمزارات الخاصة بآلهة الشمس (أماتيراسو). المناهج: تنقسم الشنتوية الى أربعة أقسام مهمة، استنادا الى التقاليد التاريخية المُختلفة. وتدل هذه المناهج الى قوة الديانة ومواجهتها للتحديّات المختلفة عبر التاريخ والى حاجة الشعب المؤمن للتعبير عن إيمانه: كوشيتسو شينتو: وهو المنهج الذي يتبعه الامبراطور(رمز الوحدة) وأهل بيته وحاشيته، ويتضمن الطقوس والعبادات التي يُمارسها الامبراطور نفسه. ومن الطقوس المهمة على الاطلاق والتي يُمارسها الامبراطور في كل مناسبة دينية، تسمى (نيناميساي). وهو القربان الذي يقدمه الامبراطور للآلهة من باكورة حصاد الحنطة، بمساعدة الكهنة والكاهنات(شوتن وناي شوتن). جينجا(المزارات والأضاحي): تعد هذه المجموعة من أكبر المجموعات الشنتوية التي تمارس الديانة في كل مكان في العالم. والمنهج الأقدم والأقرب الى الشنتوية التقليدية القديمة، إذ تعود جذوره الى ما قبل التاريخ. وهدفها هو التعريف بالآلهة (كامي) والاحتفال (ميتسومي) بها احتفالا جماهيريا. ويبلغ عددها في اليابان فقط حوالي 80,000 مزار وضريح للعبادة. ومن الطقوس التي يُمارسها المؤمن هي: 1ـ تقديم الشكر للآلهة (كامي) على كل البركات الروحيّة والزمنية التي ينالها الانسان من الاسلاف، بصدق واخلاص وصفاء القلب. 2 ـ أن تكمل مشيئة الآلهة (كامي) بتقديم المساعدة للآخر من دون التوقع بالمقابل والسعي نحو التقدم في العالم بحسب ارادة الكامي. 3ـ السعي نحو التقارب والتلاحم مع الآخرين والعمل المشترك في بناء البلد وطاعة الامبراطور الذي يرث الكرسي المتسلسل من جنس الآلهة. كيوها شوها شينتو(الطائفة): تتكون هذه الطريقة أو هذا المنهج من 13 فرقة. والتي اسست من قبل أشخاص في بداية القرن التاسع عشر الميلادي. ولكل من هذه الفرق عقائدها وايمانها الخاص بها، والبعض منها يتبع ما يشبه الديانات التوحيدية وأغلبها تؤمن بجعل الآلهة (كامي) القاعدة الاساسية في ايمانها وعقائدها. مينزوكو(العادات والتقاليد): وهي ليست جماعة مستقلة وليس لها عقائد خاصة ولا منظمات مستقلة عن باقي الفرق. ولكنها عبارة عن طقوس وطنيّة ومحلية تقليدية مثل الطقوس الخاصة بالزراعة والمطر والحصاد والتغييرات المناخية والطبيعية. وتشترك هذه المجاميع الأربعة في القضايا الايمانية الجوهرية، مما يجعلها تنتمي الى الديانة الشنتوية الواحدة. وهي ديانة مُتسامحة مع الديانات الاخرى، تدعو الى التفائل في الحياة وتشجع الحوار والتفاهم والاخلاص في حب الآخر والطبيعة والوطن وتحث الناس على العمل والبناء والتقدم. وتجسّد كل هذا بعد الانفتاح الذي شاهدته اليابان للثقافات الاخرى ولاسيّما بعد التجديد الفكري في عهد (مهيجي)، والذي أدى الى انهيار النظام الكهنوتي الموروث. وتوجد ايضا ست درجات كهنوتية في الديانة الشنتوية وعدد لا بأس به من المعاهد الدينية للثقيف الشنتوي للراغبين بالكهنوت. وسمح اخيرا للنساء بعد الحرب العالمية الثانية بممارسة الكهنوت إذ توجد اليوم أكثر من 2000 كاهنة شنتوية من مجموع 20,000 كاهن في اليابان. الرموز الشنتوية: يُسمى هذا الرمز بالتوري وهو مجرّد مدخل خشبي من دون باب ويُصبغ غالبا باللون الاحمر. ويعود في الاصل الى المدخل البسيط للمزارات القديمة في اليابان وعندما ازيلت السياجات من حول المزارات بقيت هذه المداخل الجميلة شاهدة على قيمة المعابد والمزارات القديمة بمداخلها الضخمة الحمراء اللون. ولا تزال المداخل تحافظ على كونها المدخل الطقسي للشنتويين الى المزارات ولاتقبل منهم الدخول من الجوانب بالرغم من عدم وجود السياجات. وجدير بالاشارة أن معظم المزارات تقع خارج المدن وفي اراض تعدّ مقدسة لايُمكن للشنتويين وغيرهم تدنيسها. وللمداخل دلالات اخرى أهم من الاولى ألا وهي الطريق بين العالم المادي والعالم الروحي. وهي تصنع عادة من ثلاث قطع ويُعد الرقم ثلاثة مقدسا للآلهة (كامي). ولهذا عندما يدخل الشنتوي المعبد فإنه يصفق بكلتا يديه ثلاث مرات وينحني كذلك ثلاث مرات إحتراما للأجداد والارواح ومن ثمّ يدخل.
#صبري_المقدسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البوذية: المنشأ والجذور والعقائد الروحة
-
الإسلام: المنشأ والجذور والعقائد الروحية (ج 2)
-
الإسلام: المنشأ والجذور والعقائد الروحية (الجزء الثاني)
-
الإسلام:المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الاول)
-
المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الثالث)
-
المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الثاني)
-
المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الدينية(الجزء الاول)
-
اليهودية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
-
الزرادشتية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
-
الزواج: واحد + واحد = واحد
-
الهندوسية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
-
الأمل نزعة فطرية تعلم التشبث بالحياة
-
سعادتي في الايمان
-
الثقافة الصحية ركن من اركان المجتمع المتمدن
-
لا نظام من دون منظم ولا حركة من دون محرك
-
هل وجد الكون بالصدفة، أم هو أزلي، أم هو مخلوق؟
-
الكون في نظر العلم والاساطير الدينية
-
العمل قانون الحياة
-
لماذا نحتاج الى الصداقة والاصدقاء؟
-
مفهوم الزمن وقيمته في العلم والحياة اليومية
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|