د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع مع ألاف المواطنين فى قرية أبو رجوان بالجيزة

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

رفعت السعيد قال : فئة قليلة تستحوذ علي السلطة والمال وتستورد وجبات غذائية من الخارج

غالبية الشعب تعاني الفقر والمرض والفساد والبطالة ونقص الخدمات

وصف د. رفعت السعيد رئيس حزب «التجمع» الحكومة الحالية بـ «الكذابة» و«معندهاش دم» وقال إنها تتمسك بسياسات ثبت فشلها علي أرض الواقع ونتج عنها فقر متواصل وجوع يهدد الملايين من أبناء هذا الشعب المطحون، ومرض يصيب الغلابة غير القادرين من محدودي الدخل علي توفير ثمن الأدوية، وفساد يتمدد داخل جسد المجتمع تحت سمع وبصر السادة الأكابر الذين يمثلون فئة قليلة جدا من الأثرياء والذين يستحوذون علي كل الثروات والسلطة والجاه بينما يجلس غالبية الجماهير تحت خط الفقر بمسافات طويلة.

وحذر رئيس «التجمع» الحكومة من الاستمرار في تبني هذه السياسات التي يشعر بها كل مواطن يعاني من ارتفاع الأسعار والبطالة وغياب الخدمات في الوقت الذي يشاهد فيه أبناء المسئولين ورجال الأعمال وناهبي أموال البنوك، يمشون في الأرض فسادا ويصرفون ببذخ لدرجة استيراد الوجبات الغذائية من مطاعم في فرنسا وأمريكا وخلافه، ولم تقتصر تلك السياسات علي تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بل تتضمن توجهات بقمع الحريات العامة وحصار الأحزاب واحتكار السلطة وتزوير الانتخابات لصالح الحزب الحاكم، وبرر رئيس حزب «التجمع» تحذيراته من هذه السياسات بأنها تهدد بانفجار داخل المجتمع.

ألقي د. رفعت السعيد خطابه وسط 2000 مواطن في قرية أبورجوان قبلي بمحافظة الجيزة مساء الخميس الماضي أثناء المؤتمر الجماهيري الذي نظمه الحزب بالجيزة هناك بمناسبة العيد القومي للمحافظة واحتفالات حزب «التجمع» بعيد تأسيسه التاسع والعشرين وتحدث فيه عبدالرحمن خير عضو مجلس الشوري وعبدالرشيد هلال أمين تجمع الجيزة وقدمه حسن هيكل عضو اللجنة المركزية وعقد بمركز شباب القرية.

من مين؟

وعندما استمع د. رفعت السعيد إلي هموم القرية المتمثلة في غياب الخدمات ونقص المياه والدقيق ومطالبة أهلها الحكومة بمواجهة هذه المشاكل تساءل سافرا: من حقنا أن نطالب بالرغيف ولكن من مين؟ وأضاف بأن الحكومة الحالية مشغولة فقط بتخفيض الجمارك علي السيارات المرسيدس وتشريع قانون ضرائب جديد يحاسب الملياردير الذي يكسب يوميا بالملايين مثلما نحاسب المديونير والموظف الصغير أو العامل البسيط محدود الدخل، وكرر السعيد نفس السؤال: يبقي نطلب من مين يحل مشاكلنا وهم - الأكابر - يشترون كل يوم وجبات غذائية من مطعم شهير اسمه «فيشون» بفرنسا ويستوردون الجاتوه والحلويات من دول أخري عن طريق الطائرة، إذن كيف يهتمون بمشاكل الشعب الغلبان؟.

وحول عدم وجود مياه نظيفة للشرب داخل القرية قال د. رفعت السعيد: هما عندهم المياه المعدنية، يبقي هيسألوا فيكوا ليه؟.

ووسط تصفيق الحضور تطرق الدكتور رفعت السعيد إلي الأحداث السياسية الساخنة وأوضح للمواطنين العاديين كيف تدار الأمور علي مائدة السياسة وقال: إنها مليئة بالوقائع المثيرة وذكر أنه قال في البداية إن الحكومة كذابة لأنها قالت في الماضي إننا نعيش أزهي عصور الديمقراطية وروج لذلك إعلامها التابع من صحافة وتليفزيون، والآن يقولون نحن في حاجة للإصلاح وروجت لذلك أيضًا نفس الأجهزة والأشخاص مع أن حزب «التجمع» يطالب بالإصلاح وتعديل الدستور منذ عام 1981 وحتي الآن وذلك من أجل هذا الشعب.

من أجل الشعب

وحول مسألة تعديل المادة 76 من الدستور بما يسمح بانتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع الحر المباشر ومن بين أكثر من مرشح قال رئيس التجمع: إن ذلك مطلب جماهيري وضرورة وطنية ولكن أعداء الديمقراطية يقومون حاليا بوضع ضمانات تعجيزية تجعل ضرورة موافقة الحزب الحاكم علي المرشح بما أنه يسيطر علي كل المجالس النيابية والمحليات والتي يقترحون موافقة 500 عضو منها علي الأقل كشرط للترشيح. وحول استثناء قيادات أحزاب المعارضة من هذا الشرط قال السعيد نحن لم نناضل طوال السنوات السابقة من أجل مكسب شخصي بل نريد مكسبًا جماهيريا لهذا الشعب الذي نحلم له بالديمقراطية التي تسمح لأي مواطن محترم بترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة بضوابط معقولة.

نص كم

وأكد رئيس حزب «التجمع» أنه لا توجد ديمقراطية «نص كم» والتي تحاول الحكومة فرضها علي الشعب، وأضاف أنه لا انتخابات رئاسية حقيقية في ظل قانون الطوارئ الذي ثبت فشله في القضاء علي الإرهاب ويتم استخدامه لقمع المعارضة واعتقال السياسيين وحصار الأحزاب. كما أنه لا انتخابات متكافئة في ظل سيطرة الحزب الحاكم علي كل مؤسسات الدولة خاصة التليفزيون، وليس من المعقول أن تتاح لمرشح الحزب الحاكم فرصة الخروج في وسائل الإعلام وعقد المؤتمرات الجماهيرية بينما المرشح المعارض يظل حائرًا لفترة طويلة بين رجال الأمن والشرطة للحصول علي تصريح بعقد مؤتمر صغير داخل مركز شباب أو مكان مغلق!!

وردد رفعت السعيد بيت شعر لأحمد شوقي يقول: «مخطئ من ظن يومًا أن للثعلب دينًا»، وأضاف أنهم يتكلمون الآن عن الإصلاح والديمقراطية وكأنهم يخلعون أسنانهم، وقال إن الديمقراطية إرادة سياسية لم تزل غير متوافرة بعد لأن المصلحة الشخصية هي المسيطرة علي كل شيء، ولا أمل في الإصلاح طالما هذا التوجه السياسي الحالي مستمر.

لا للأمريكان

وعن التدخل الأجنبي قال رئيس حزب «التجمع»: إننا ضد التدخل الخارجي في عملية الإصلاح الذي لابد أن يأتي من الداخل، ولكن يجب أن نعلم أن الحكومة «تتملق» أمريكا وتعتبرها دولة صديقة وتسمح لها بالتدخل في شئوننا الاقتصادية والاجتماعية وخلافه، وعندما تحدثت أمريكا عن الديمقراطية - وهي بعيدة عنها كل البعد - تقول الحكومة: إننا ضد التدخل الأمريكي في الإصلاح السياسي، ونحن نؤكد أننا ضد هذا التدخل أيضًا لكن في كل المجالات، ولكننا سوف نتمسك بالإصلاح الجذري من أجل هذا الشعب ولن نلعب دور الكومبارس في مسرحية الحزب الحاكم والنظام، وإذا توافرت ضمانات حقيقية ومتكافئة لانتخابات الرئاسة فنحن سنرحب بذلك لمصلحة هذا الوطن قبل كل شيء.

ممثلو الشعب

وتطرق عبد الرحمن خير عضو مجلس الشوري ونائب رئيس النقابة العامة للإنتاج الحربي إلي المخاطر التي تحيط بالعمال في مصر بسبب سياسات البيع والخصخصة العشوائية والتفريط حتي في الشركات الاستراتيجية، الأمر الذي يهدد الأمن القومي للبلاد، وقال: إن هناك آلاف العمال يعانون الفصل التعسفي والتشريد وغلق المصانع والحرمان من الأجور والحوافز والمكافآت ومع ذلك تظل الحكومة متمسكة بهذه السياسات العشوائية.

وبمناسبة المولد النبوي الشريف وجه عبد الرحمن خير التهنئة لأهالي قرية أبو رجوان وقال: إن تعاليم الرسول عليه السلام كانت تحث علي العدل والمساواة والإخاء والمحبة ولكن الحكومة لا تهتم بذلك بل تسعي لتفصيل ديمقراطية علي مقاسها.

وذكر خير أن الإصلاح السياسي هو طريق الإنقاذ لأن الوطن في خطر، وأن الاستمرار في سياسات الفقر سوف يؤدي إلي كبت سياسي واجتماعي خطير سيتبعه فيضان يهدد الجميع خاصة إذا علمنا أن الحكومة تسعي حاليا للقضاء علي نسبة الـ 50% عمال وفلاحين في البرلمان والتي تمثل غالبية الشعب الذي يعجز عن شراء حتي الأدوية.

مقارنة

وقارن عبد الرشيد هلال أمين «تجمع» الجيزة بين الظروف المعيشية للمواطنين في الماضي والحاضر وقال: إن الأسعار كانت منخفضة والسلع متوافرة والعمال يذهبون إلي مصانعهم في أمان في ظل أجور وحوافز محترمة، أما الآن فكل شيء قد تغير تمامًا فالفساد أصبح سمة العصر، وتدني الخدمات أصبح أمرًا طبيعيا جدًا، والمصانع تم غلقها وتشريد عمالها، وطالب هلال الشعب بأن يكون إيجابيا ويشارك في الانتخابات ويقول رأيه بكل صراحة حتي لا يتم تزوير إرادته.

وذكر عبد الرشيد هلال نماذج مشرفة من تاريخ الشعب المصري المناضل ضد الاحتلال وأعداء الحياة والديمقراطية وضرب مثالاً علي ذلك بقرية الشوبك الصغيرة بالجيزة المجاورة لقرية أبو رجوان والتي خرج أهلها يوم 31 مارس 1919 وقطعوا القضبان الحديدية أمام قطار الاحتلال الإنجليزي المحمل بالأسلحة والجنود المتوجه نحو الصعيد، لوقف ثورة الفلاحين هناك ونجح أهالي قرية الشوبك في ذلك وسقط عشرات الضحايا، وأكد هلال أن الشعب المصري قادر علي مواصلة النضال دفاعًا عن الديمقراطية.

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات