قصص قصيرة جدا / تقاعد حانوتي

عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 15:15
المحور: الادب والفن
    

1/

قصة قصيرة جدا



موعد مهم



رن المنبه عاليا.فزعت من نومي.ارتديت ملابسي على عجل.ركضت مهرولا في الشارع حتى لا أتأخر عن موعد وقت المنبه له.بعد خطوات قليلة تذكرت أني لا أملك أي منبه.




2/




قصة قصيرة جدا



تقاعد حانوتي



لم يعد هنالك من أموات كثر في المدينة. خلال ثلاثة أشهر لم يحفر الا قبرا واحدا فقط لعجوز تجاوزت المائة من العمر.لقد قرر التقاعد بعد مرور نحو خمسين عاما على خدمتة للأموات .الآن بوسعه رعاية شجرة الياسمين ودالية العنب وأرانبه الصغيرة..
فجأة تمتد يد لتهزه بعنف وسط صراخ ونواح عالي...وصوت يصرخ به:لا وقت للراحة والأحلام ...لقد أحضروا ستين جثة منذ قليل وعليك تدبر مكان لها.


3/

قصة قصيرة جدا




ولادة الوحش



حينما نام لم يكن كحينما استيقظ . في المرة الاولى كان يحلم بأنه يطارد وحشا في زواريب المدينة.لكنه حينما استيقظ بات هو الهارب من ذلك الوحش المنفلت من عقاله في شوارع البلاد كلها.



4/


قصة قصيرة جدا



مثقف عضوي




حين اندلعت الثورة اختبأ المثقف العضوي مرتعدا. كل تنظيراته عن المستقبل والغد تلاشت وتبخرت.صمت دهرا منتظرا تحديد المنتصر.ان انتصر النظام لم يؤخذ بجريرة صمته . في الليل شاهدا صورا لأناس ملتحين ورايات سوداء تبرز في بعض الأحياء والشوارع.دبت الحمية في روحه . كتب مقالا طويلا عنونه:ألم أحذركم.حين هم بارساله الى النشر اصابه الرعب ان انتصر هؤلاء ...قام بتخزين المقال في ذاكرة الكمبيوتر للأجيال القادمة وغفى...لقد أراح ضميره القلق .




5/


قصة قصيرة جدا




تضخم الأنا



جلس الشاعر الكبير أمام حاسوبه متأملا صورة بروفايلها.استغرب الى انه لم ينتبه الى جمالها من قبل.قرر أن يبادر الى طلب صداقتها.كتب رسالة اجتهد ان تكون رقيقة وشاعرية ولم ينس أن يفخم معاني كلماته مازجا بين صيغة المفرد حين يصفها وصيغة الجمع حين يتحدث عن نفسه.وقع الرسالة بصفة الشاعر الكبير...لالقاء الرهبة في قلبها والايحاء لها بأن صداقته مكسبا كبيرا لها. انجز الرسالة المكونة من عدة كلمات جلها بصيغة الجمع. ضغط. إرسال.انتظر قليلا واذ بردها يأتي سريعا..حادث نفسه:من المؤكد انها فرحت بصداقتي.نفخ أوداجه وفتح رسالتها التي كانت مكونة من كلمتين:
من أنت؟




6/


قصة قصيرة جدا


مواطن نموذجي



في الروضة حفظ النشيد الوطني كاملاً.. وفي العاشرة من عمره هتف للقائد حتى اختفى صوته .في العشرين أثخن جسده بآثار الحروب التي شارك فيها دفاعاً عن الوطن... في الثلاثين كتب أجمل القصائد عن حب الوطن.في الأربعين ، وفجأة ، وجد نفسه معتقلا في أقبية المخابرات وجسده مغطى بالدماء بتهمة معادة الوطن.

#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات