أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعد خلد - -الخيط-- قرايا صورة12














المزيد.....


-الخيط-- قرايا صورة12


مسعد خلد

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 12:43
المحور: الادب والفن
    


"اللي مالو كبير ما عِــندو تدبير!"، "قوم بلا كبارهم، راحوا قطايع!"، "واذا تفرقت الغنم، قادتها عنزه جربانِه!"..هذه الحكم وغيرها، سجلتها في مفكرتي، خلال لقاء جمعني مع الشيخ "أبو المعاطي"، وهو أحد المعمرين في قريتنا، حيث وعى الأتراك، ثم الانجليز فاليهود!
سألته عن "أيام الخيط"، فتنهد عميقا، تنهيدة حسرة وتحسّر، وقال :"في الخيط عشنا بكرامة، رغم (الشحشَطه والمَرْمَـطـَه)! حفرت كل عدة عائلات مغارة، في الصخور الجيرية اللينة، للمبيت وكمخزن، في مواسم الحرث والزرع والحصاد. وكانت الأرض تقسم كل أربع سنوات، بين الذين يملكون فداناً للحراثة والعمل.. ". بعد أن دعاني الى تناول نقليّه، تابع مسترجعا حدود أرض الخيط، التي امتدت حدودها شرقا حتى الشارع الرئيسي، الموصل من نجمة الصبح (ايلة هشاحر)، حتى (سْديه إليعيزر)، وغربا حتى العموقه والقبّاعَه، وشمالا حتى وادي الحنداج، الذي يجري من جبال نفتالي، ويصب في غور الأردن، وجنوبا امتدت مزرعة الخيط حتى وادي اللوز، غربي قدح الغول وعيون العرب.. وبعد أن حدد موقع الخيط، كأنه يقرأ خريطة، صار يذكر مواقع الأرض، في تلك المزرعة واسعة الأرجاء، والتي بلغت مساحتها، حوالي أربعة عشر ألف دونم، وتشكل جزءا من مرج الحوله. وأضاف الشيخ أبو المعاطي:" دولة بني عثمان، طوّبت الأرض على أهل بيت جن، كأرض مشاع، (أي نظام ملكية مشتركة) وذلك كي يدفع السكان، ضريبة الميري للدولة، وهو أحد أهداف السلطنة، وأيضا كي يشكل مصدر رزق للزراعة، لأهل البلد، بسبب طبيعة أراضي بيت الجبلية الفقيرة..". قاطعته بأدب، متحينا فرصة دعوته لي، مرة اضافية، لأنتقي ما أشاء، من النقلية، التي وضعها أمامي، من زبيب وقضامي وراحَة الحلقوم وبسكوت عريض، فسألته عن ذكرياته، التي عاشها في تلك المنطقة. لكنه تجاهل استجوابي، وعاد بعناد واضح، وربما بقصد إثارة اهتمامي، ليصف لي طريق الخيط، من القرية عن طريق الغدير، باب الزرْب، خلة الحلبي، الزابود، خلة القاضي، جْرانِة العصافير، سُكرَة ميرون، راس القيومِه، الحجر المَقدوح، القيّومِه، خلة بير الشيخ، راس عين القنطرَه، عين النبِرْتين، ظهر العموقه، عين الطبول، وادي اللوز، الرَتقات، مرج الغزلان، جبل المُغر، مغر الخيط. وأضاف قائلا:" كانت الأرض مقسّمة الى الأرض الفوقا، وتشمل باب المُغر، التحميلة الشرقية، باط الجبل، مْكب الزيت، خلة حجير، وعرِة زْيادِه، القدح، عين الطبول تلال الريح، عَباهِر، مرج الغزلان، أبو هبْله. أما الأرض التحتا فتشمل السلطانِه، وادي الحنداج، السْرير الكبير، السْرير الصْغير، مْسيل الدبّاغه، الحريّه، كتف الحنداج، خلة مطر، جوزِة الوقف."
ولمّا توقف مستجمعا أنفاسه، سألته عن علاقات الناس وتعاونهم في تلك الأيام، فأدمَعَ، واختلطت محاولات تمالكه لنفسه، برجفة فاضحة في نبراته، لكنه تغلب على احساساته، وقال بعد أن تنحنح بعمق:"يا جدي، الناس كانت غير شِكِـل. القلوب كانت على بعضها، والنوايا سليمه! كنا ننام في مغارة مشتركه، رجال ونسوان، ونترافق من البلد للخيط، مثل إخوه وأخوات..وفي هالأيام، (راحِ الحَـيا، وْحَـلِّ البَـلا)! وما بَـعرِف اذا الدنيا هي اللي تغيَّرت، ولا إنتو اللي غيَّرتوها؟!"
وبقي سؤال الشيخ بدون تعليق أو اجابة، كأني به قد طرحه، كمادة للتفكير، ثم استسمحَ مني، في تلك اللحظة، قائلا:"أعذرني! الليلِه الجمعَه، ولازِم أروح أصلـِّي!"، فقمت معتذرا بدوري، لأنني لم أنتبه لموعد الصلاة، وعرضت عليه توصيلة بسيارتي، فشكرني بقوله:" كل إشي ركِب على عقلي، ما عدا سياراتكو، ما خلـَّت فيكو حيلْ!".



#مسعد_خلد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السموعي- قرايا صورة 11
- اليامون- قرايا صورة 10
- عكبره- قرايا صورة 9
- الصفصاف وعيلبون- قرايا-صورة 8
- القباعه - قرايا -صورة7
- قرايا: صورة 6 -عكا-
- قرايا - -الكابري-- صورة 5
- قرايا- حطين- الصورة 4
- قرايا :-اللد والرمله- الصورة الثالثة
- قرايا - بيت جن - منفى الأحرار- الصورة الثانية
- قرايا- مارون- الصورة الأولى


المزيد.....




- فنان مصري: نتنياهو ينوي غزو مصر
- بالصور| بيت المدى يقيم جلسة باسم المخرج الراحل -قيس الزبيدي- ...
- نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة -حديث عيسى بن هشام-
- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعد خلد - -الخيط-- قرايا صورة12