أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)














المزيد.....

(ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 09:52
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ مدة وجيزة كتبت مقالاً كشفت فيه جانباً مجهولاً من جوانب السيرة الذاتية للرئيس الأمريكي أوباما، إذ إلى جانب دراسته القانون في جامعة هارفرد، تبين لي أنه متخصص كذلك في الطب - قسم التخدير - وقد فوجئت يومها بأن معظم القيادات الفلسطينية تعرف ذلك دون أن تفصح عنه، إذ كان الرئيس بارعاً في إعطاء جرعات تخدير للسلطة الفلسطينية عن طريق حقنها بالوعود الكاذبة حول قضية الشرق الأوسط من حيث حل الدولتين، وقبول دولة فلسطين عضواً في الامم المتحدة، وعندما كانت تبدر عن المريض الفلسطيني علامات الصحوة، كان الرئيس الخبير في علم التخدير يعطيه جرعات إضافية من ملايين الدولارات لكي يستمر في غيبوبته.
أما اليوم، ومع تواصل الثورة السورية في سبيل الحرية، وعنف النظام الذي يرفض أن ينزع أنيابه من عظْمة السلطة، فكان لا بد من تحري موقف الرئيس الأمريكي من هذه القضية التي بدأت تأخذ بعداً دولياً، وقد قادني البحث والاستقصاء، بعد طول جهد عناء، إلى استنتاج أن الرجل متخصص كذلك – إلى جانب القانون والتخدير -، في مجال الفيزياء - قسم الألوان -، ولو كنت من الذين يؤمنون بالتقمص، لقلت بأنه كان – قبل أن يصبح رئيساً -واحداً من أنجب تلاميذ عالم البصريات العظيم ابن الهيثم، ذلك أن الرئيس الأمريكي يدرك - لخلفيته الفيزيائية هذه عندما هدد بمعاقبة نظام دمشق إن هو تجاوز الخط الأحمر باستخدامه السلاح الكيميائي ضد الشعب - يدرك فيزيائياً أن للون الأحمر مئات ملايين الدرجات، حيث تذكر شركات تصنيع التلفزيونات الملونة في إعلاناتها الترويجية، أن لأجهزتها القدرة على أن تعطي صورة ذات خمسة أو ستة مليارات لون، وهذه النقطة بالذات هي مصدر حيرة من سمع تهديد الرئيس الامريكي للنظام السوري، حيث لا يعلم أحد أي درجة بالتحديد من اللون الأحمر هي التي كان يقصدها الرئيس في تحذيره، والتي ستجعله رجلاً يفي بوعوده وعهوده، ناهيك عن أنه لو كان رجلاً يملك ذرة من الإنسانية، أو قليلاً من قيم الحرية والعدالة التي يدعيها، لوجد في استخدام السلاح الثقيل والطيران - هذا قبل أن نصل الى صواريخ أرض - أرض بكافة فئاتها والسلاح الكيميائي - لوجد في ذلك مبرراً كافياً للعمل على مساعدة الشعب المظلوم، غير أن أصحاب العقول النيرة فقط هم الذين يعرفون أنه ليس في عالم السياسة - منذ زمن سيء الصيت ميكيافيللي - أخلاق وقيم، بل هناك مصالح ومنافع، لكن العتب هنا ليس على درجة اللون الأحمر الذي يقصده الرئيس، بل على الرئيس نفسه الذي لا يستطيع الوفاء بما يعد، والذي كان الأجدر به أن يبقى صامتاً، وبعبارة أقل تهذيباً: كان عليه أن يبقى أخرساً، فذلك أولى له وأكرم.
حتى هنا ليس في الأمر مشكلة، لأن الكذب هو ملح رجال السياسة، ولأن الرئيس سبق له أن كذب عندما وعد بإغلاق معتقل غوانتانامو ولم يفعل، ووعد بالاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة ثم تجاهل، إنما المشكلة هنا هي الشك في قدرة الرئيس على رؤية درجة اللون الأحمر موضع النقاش، والتي تكمن في أن طبيب أطفال كان يعالج أوباما في طفولته، أصدر مؤخراً بياناً، بعد استفسار الناس عن درجة لون الخط الأحمر الذي يقصده الرئيس في تهديده النظام السوري، قال فيه بأن أوباما يعاني منذ صغره من ظاهرة عمى الألوان، إذ لا يستطيع المسكين التمييز سوى بين اللونين الابيض والأسود، فهل كان هو المقصود بالآية الكريمة: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

4/28/2013



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن مقبلون على كارثة أخلاقية؟
- يتلاعبون حتى في أحكام الله


المزيد.....




- -حدث ذات مرة في الموصل- يحصل على جائزة MENA في مهرجان سينما ...
- الصين تسعى لحظر أفلام هوليوود الأمريكية ردا على رسوم ترامب ا ...
- زاخاروفا توضح موقف الغرب من النازية بصورة من عام 1948 لرسام ...
- المغرب: لبصير والعوادي ضمن 7 فائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب ...
- منع أم دعاية؟ الجدل يلاحق فيلم -استنساخ- قبل عرضه الرسمي
- لماذا أصبحت الأفلام أطول زمنا؟ وهل يستمتع الجمهور بها؟
- 40 عنوانا جديدا.. ومسيرة الموسوعة السعوديّة للسينما مستمرّة ...
- بمشاركة أكثر من 660 ناشرا.. الشارقة تطلق الدورة الرابعة لمؤت ...
- الشارقة -ضيف شرف- المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دور ...
- الجزائر.. ترميم 17 ألف وثيقة وإدراج مخطوطين في -سجل ذاكرة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)