|
السطو على أحلام البسطاء
سيد عبدالخالق الجندى
الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 09:52
المحور:
كتابات ساخرة
"من أجلك أنت" إنه الشعار الأسوء فى تاريخ السياسة المصرية، شعار تستر وراءه كل من يسعى لسرقة قوت المصريين، واستعبادهم بأسم لقمة العيش، أو لقمة "القاضى" – حسب الطلب . فحسبما يرى "المطحون" نفسه، هناك من يختار أن يكون سيد من "ورق"، يوهم نفسه بأنه مالك زمام الأمور، ويخفى بداخله الشعور بالهوان، ولحظات الانكسار أمام "ولي نعمته" الذى يقف أمام سلطانه متودداً ومتذللاً طمعاً فى عطاياه الثمينة .. فكلهم عبيد. أما الأخر، فهو المواطن "المسحول" فى طوابير العيش، السولار، الاتوبيس، ودورة المياه ..أحيانا! دورة النصب تبدأ من القمة، فترى الحاكم يستقطب البسطاء أصحاب الطموحات، ممن يترسخ بداخله المبدأ الشهير "عاس الملك .. مات الملك"، وذلك طمعاً فى أن يحيا هو ملك – أوهام – فيجرى إلى أقدام الحاكم يقبلها وسرعان ما يتحول، وعلى كل لون يكون "الأغبياء"، ويعود صاحب "الطموحات" من حضرت صاحب "المعالى"، وهو يرسم فى خياله أحلام وردية، وكلما تقدم الحال خطوة أحلامه تسبقه بخطوات، وكلما طلب المزيد تنازل عما يملك أو مايريد حتى وإن كان – أعز مايملك – ولو رفض فمصيره الرجوع إلى الوراء، والمكوث فى ظلام الفقر .. وربما سجيناً خلف الجدران , العبودية تتحول إلى "أسلوب حياة" حتى يصبح " الفهلوى" خبيراً بل يستحق لقب الدكتوراه، ولكن .. هناك شعور دفين بداخله وصرخات مكبوته تطالب بإثبات الذات، وانتزاع الشعور "بالبهاوية" فسرعان مايتبدل الحال، تجد معالى " المهزوم" يبحث يميناً ويساراً عن مدخل إلى غايته الكبرى، يفكر فى الطريق إلى تبديل نظرة المجتمع من "الحقير" إلى "معالى البيه" وأحياناً .. "الوزير" ! وفجأة بلا مقدمات .. وسط صراخ يعلوا " وجدتهاااااا" تخرج الفكرة البائسة إلى النور، ويسجل التاريخ هذا اليوم المشؤوم . من سوء حظهم أنهم وقود الشعور بالسلطان والجاه، وأداة لجذب مزيدا من الأهتمام والألقاب، من ساعدهم رجل "البر والمبدأ"، وإن دعاهم إلى حفله ليظهر نفسه العطوف الرحيم أمام المحتشدين لمشاهدة أخر أعمال رجل "البر والاحسان"، يعودوا مطلقين الدعوات لجناب "الباشا" الذى أطعمهم هذه الليلة فتوفر لهم ثمن العشاء. إنهم البسطاء والمهمشين فى هذه البلاد، الحطب المشتعل من أجل إعداد كوب من الشاى على نار هادئة للسيد "الغنى" صاحب الكرامات والحركات ..! هنا .. نقاية الفقراء، وهناك حزب البسطاء، وهاهو تيار المحتاجين، وهاهى جمعية الفلاحين، ناهيك عن تجمعات للعمال، ائتلافات ثورية وسياسية .. فالسعى وراء إشباع عقدة القهر لا ينتهى ويمتلك العديد والعديد من الوجوه " اللى يعيش ياما يشوف" ..! اما عزيزى "الغلبان" فهو من يهرب من مستغل لـ"مستعمر"، مخدوعاً بالتقوى والورع، وبعض المنتفعين الذين يحاولون أن يمارسوها معه " كما مارسها مع سيده الأكبر" ليكتمل التدرج الهرمى، ويضيع البسطاء تحت أقدام الطمع والجشع ومحاولات السطو على أحلامهم ومشكلاتهم لإرضاء أطماع أو أمراض. عزيزى "المفروم" إن الحاج على - مؤسس نقابة الشحاتين- يحلم بمزيداً من الأضواء والمشاريع الكبرى فيستغلك .. والسيدة تريزا - رئيسة جمعية الرفق بـ"الغلبان"- تتاجر بأحوالك .. والدكتور جاب الله رئيس حزب " الفقراء والمهمشين" يسعى للوصول إلى السلطة بأى شكل ولا يبالي إن كان الثمن هو تقديمك قرباناً لمعالى الزعيم الأكبر – حسب التدرج الهرمي – وحينها لن تشعر إلا بالندم. لعلك شعرت كم أنت مطحوناً حقاً أيها "المسكين" .. طال اللعب معك على طريقة " من أجلك أنت" .. فهو ليس شعاراً لحزب منحل أفسد الحياة السياسية.. وإنما أداة خلقت فترة سوداء يعيشها البسطاء فى ظلام دامس .. مسلوبين الإرادة والقدرة على استرداد حقوق ضائعه وفقاً لنصوص قانون "الغابة"! وأخيراً أدعوك عزيزى المواطن "العبيط" الابتعاد عن كل من يحاول استغلالك، والمتاجرة بقضيتك الأسمى والأعظم فى الوجود .. لإنها قضية حياة وكفاح ولابد لك أن تستكمل مشوارك حتى يتحقق الانتصار .. وأسمح لى أن أدعوك لجبهة " المقهورين فى الأرض" حتى يمكننا أن نناضل سوياً ونسترد حريتك وحقوقك التى سلبها منك المستجبرون .. فقد أنشأتها خصيصاً "من أجلك أنت" ..!!
#سيد_عبدالخالق_الجندى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صباحى .. تصريحاتك فيها سم قاتل
-
الشباب ودولة العواجيز .. صراع الثورة
-
مبارك .. عاد ليبتسم!
-
الخبز قبل الحرية أحياناً
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|