|
المرأة نصف ملاك ونصف بشر
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 00:32
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
المرأة هي الأمل الذي يعيش به الرجل ، ويلهمه الأبداع والعزم أنها نصفه الذي يحس كل منهما بعدم الأكتمال الا ّ بعد الأقتران بالأخر،وهي تولد الرجل مرة عندما تهبه الحياة كأم ومرة اخرى عندما تهبه الحب كحبيبة ومن ثم كزوجة ،انها الكائن الذي خلقه الله تعالى لمشاركته الحياة على الأرض ،وقد اودعها اسرار تكفل لها مساندة الرجل في امور عظيمة في الحياة أهمها تكوين وبناء الأسرة وولادة وتنشأت الجيل الجديد : ففي شبابها تكون ذلك الشيء اللذيذ والرائع، وفي سن الرشد تكون الزوجة المحبوبة" والأم العظيمة . ،وتفنن الخالق بحكمته في اكسابها صفات عظيمة فهي رقيقة تحمل للرجل معاني اللطف والجمال وكل المشاعر الذي يوحي بها الحب مما يجعله يتخذها أملا ً في الحياة وواحة تخفف عبئها ،تشد من ازره وتدفعه للأبداع والتمييز ومواجهة صعوبات الحياة والتغلب عليها فمن عجائبها : انها تداوي وهي مجروحة ، وتواسي وهي مهمومة ، وتسهر وهي متعبة ، وتحزن مع من لا تعرفه ،وبدوره يقوم الرجل بحمايتها ، وتصبح الأمل الذي يحيا عليه ولايسمح بمفارقته وقد سجل التاريخ صور حب الرجل للمرأة منذ أقدم الأزمنة التي عاش فيها الأنسان على هذه الأرض وكان لايتورع عن فعل أي شئ لأجل امتلاكها ،فصورة ادم ابو البشر وهو يعصي اوامر الله ويغادر الجنة كانت لتنفيذ رغبات المراة وقابيل يقتل هابيل لأجلها ايضا ً وقد اتهمت بأنها اصل خطايا الرجل بسبب الحب الزائد الذي يوليه الرجل والأهتمام بأمتلاكها . قال الشاعر الأنكليزي روبرت هيريك : ( لقد احببتها وسأظل أحبها حتى نهاية الدنيا .. كانت أقرب الي ّ من نفسي وروحي ) . كانت تلك هي ملهمته ، المرأة التي اوحت اليه بأروع أعماله ،فلما ماتت ترك القلم وهجر الناس والدنيا وعاش على الذكريات حتى وفاته ! ترى ما الذي رآه شاعر الأنكليز الرقيق في هذه المرأة لم يره في غيرها ؟ ماالذي يخلد المرأة فيجعلها تعيش ابدا ً في قلب الرجل ؟ و الشعراء منهم جميل بن معمر قتله حب بثينة، وكثير قتله حب عزة، وعروة قتله حب عفراء، ومجنون بني عامر هيمته ليلى، وقيس بن ذريح قتلته لبنى، وعبد الله بن عجلان قتلته هند، والغمر بن ضرار قتلته جُمل، هؤلاء من أحصينا ومن لم نذكر أكثر ،ونقتطف لمجنون ليلى يخاطب محبوبته : أما والذي أعطاك بطشا ً وقوة وصبرا ً وأزرى بي ونقّص من بطشي لقد أمحض الله الهوى لي خالصا ً وركـــبه فــي القلـب مني بـــلا غــش تبرأ من كــل الجسوم وحـل بي فــأن متٌ يومـــا ً فأطلبوه على نٌعشي اما نزار قباني الذي وصف بشاعر المرأة فيقول : حسبي وحسبك.. أن تظلي دائماً سرّاً يمزقني.. وليس يقال..
وقد تفنن هؤلاء الشعراء في وصف مفاتن المرأة الجسدية حتى صار بالإمكان استخلاص معجم لجمالية جسدها عندهم . بسبب رقة جنسها فقد استأسد الرجل ليحول تلك العلاقة الى علاقة امتلاك مثل باقي مقتنياته وهذا في فترات سادت فيها الجاهلية وشاعت فيها روح الغاب ،كان الرومان يعتبرون عقد الزواج عقد رق ،حيث تتحول من رق ابيها الى رق زوجها ،وعند عرب الجاهلية كانت من سقط المتاع تباع وتشترى ويتاجر بها ،ويعتبر الجاهلي ولادة انثى نذير عار يلحقه ،لذا انتشرت ظاهرة وأد البنات حيث يتخلص منها وهي صغيرة ، وقد صور القرآن الكريم لنا لقطات رائعة تبرز مأساوية ما كانت عليه معاملة المرأة ،حيث ازال الدين الأسلامي هذه الصور تماما ً بما جاء به من مثل وقيم انسانية ،وكرم المرأة قبل 1400 عام بما لم تبلغه الكثير من التشريعات الحديثة يقول الله تعالى : {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)} [ النحل ] . وقال تعالى : {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)} [ التكوير ] . وازال الأسلام الفوارق بين الرجل والمرأة وجعلهما يمييزان بتقوى الله والأعمال الصالحة : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [ الحجرات ] . شريك الحياة ـــــــــــــــــ واليوم بتوسع مدارك الأنسان وتطور الحياة أصبح الرجل ينظر للمرأة بمنظار الشريك الذي لابد منه لبناء اسرته وكيانه وحياته ،غير ان علاقة الرجل والمرأة تتمييز بما اودع الله فيهما من حوافز وغرائز ،هدفها استمرار الجنس البشري وديمومته ،وتقوية هذه العلاقة بما يأتي بالنفع على العلاقات الأسرية ،قد تؤدي احيانا ً الى الأنفعال الزائد والى الشذوذ لدى الرجل ،يتجاوز فيها الحدود الى التحرش الجنسي والجسدي والأيغال بالعلاقة الجنسية واعطائها أهمية أكبر مما للعلاقة الأسرية وصور الود والكفاح المشترك وهذا متاتي من اسباب عديدة : - تربية الشخص و مستوى ثفافته وما يسود المجتمع من مثل وقيم . - تبرج المرأة الزائد عن الحد وايغالها في علاقات الحرية الزائدة غير المقيدة بحدود ،يقال كلما زادت حرية المرأة قصر ثوبها . - صعوبة اقامة علاقات اسرية بسبب الظروف الأقتصادية للشباب على الأعم الأغلب وهذا يهدد كيان واستمرارية وجود الأسرة . - التناقض الواضح بين التطور التكنلوجي الذي وفر ظروف اتصال من على بعد ميسرة ورخيصة ، فيما لا يزال التواصل المباشر يكتنفه جهل بطبيعة العلاقة وضوابط المجتمع التي لا ترحم . - خروج المرأة من البيت الى العمل بدون كفالة الحماية اللازمة وخاصة في المجتمعات الكبيرة التي ينخفض فيها الالتزام الأخلاقي . ونحن مع تحديد الأعمال التي تقوم بها المرأة بما يتناسب وانوثتها ورقتها وبما لا يؤثر على وظيفتها الرئيسية في الأنجاب ورعاية الأسرة والتي خصها الله تعالى بها .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمل الأحداث و فساد القيادة
-
أخلاقية الهزيمة والجهاد المشرف
-
مصر .. موقف مبدئي أم ذر الرماد في العيون ؟
-
بين قصف المفاعل العراقي والأبحاث السوري شجون أيها العرب
-
القيادة ... بين المحاصصة والكفاءة
-
ديننا الحنيف وفعالهم
-
عيد العمال في مدينتي
-
تحية للطبقة العاملة بعيدها
-
البطالة مشكلة تولد مشاكل أخرى
-
لنعود الى منابع ديننا الصافية
-
أمير العرب والدين الكنسي الجديد
-
البطالة والجنة الموعودة
-
قروض العاطلين ..التجربة الأولى
-
الصداقة... أروع علاقة
-
لنقتل الفتنة قبل فوات الأوان
-
العراق .. المطلوب بعد الأنتخابات
-
الحكام العرب والأستراتيجية الأمريكية
-
قبل صندوق الأقتراع
-
احدث حكايات الف ليلة وليلة
-
مدارس تعلم الفشل
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|