أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر حسن الداوودي - المال العام او الحق العام .....والغواني!!














المزيد.....

المال العام او الحق العام .....والغواني!!


عمر حسن الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 20:25
المحور: كتابات ساخرة
    


احد شيوخ المدينة التي كنت اسكنها في الماضي -وهي مدينة كفري التي تبعد عن المدن الثلاث بغداد وسليمانية واربيل بنفس المسافة وهي حوالي المائتي كيلومتر-روى حكاية حقيقية حدثت له ,والحق انه لم يروها لي بل رواها لصديق لي وهذا الصديق حلفني ان لا ابوح بأسم الراوي مهما حدث لذا لاداع لذكر الاسما,واصلا لا احد ممن سيقرأ المقال او يستمع للقصة او الحكاية ستهمه الاسماء,,,وعودا لحكاية الشيخ-وهو من مدينة كفري المشار اليها اعلاه-فأن الراوي يقول بأنه كان في العشرينات من عمره وقد امتهن التجارة فكان يأخذ بضاعته وبضائع اصحاب المصالح من اصدقاءه وبعض اصحاب المحلات في المدينة ويحملها على الباص الخشبي ليسافر وبضاعته مع بعض المسافرين الاخرين في الاسبوعين او الشهر مرة واحدة -بالمناسبة فأن وقائع القصة او الحكاية حدثت في اربعينات القرن الماضي ونعتذر في حال تشابه اوضاع الاشخاص والاحداث مع اوضاع لاشخاص ولاحداث زماننا هذا ,رغم اني على يقين بأستحالة تحقق التشابه-يبدأ الشاب العشريني رحلته الطويلة في الفجرعند صعوده مع بضاعته الباص وتنتهي عند المغرب بالوصول لبغداد وتحديدا في الشورجة,,وفي صباح اليوم التالي ينتهي من تسليم المباع واستلام بعض الاثمان وتأجيل بعضها الاخر للمساء ثم يبدأ بعد البيع في شراء الجديد من البضائع له ولأكثر من خمسين آخرين ينتظرون ايابه من رحلته الشبيهة برحلة الشتاء والصيف وقد دفعوا له اثمان المراد شراءها من سلع ولقاء اجر متفق عليه مسبقا بين الطرفين ,,وبعد ان ينتهي من الشراء يتفق مع باعة شورجة ان يكون تسليم الاثمان غدا اي لحين انتهاءه من استلام كامل مبالغ ما باع من السلع والبضائع التي كان قد جلبها اليهم وغالبا ما كان ينتهي من ذلك عند مغرب ذلك اليوم المضني,,يقول الراوي او فلنقل قال الراوي-لأنه ماقالها لي بل قالها لصديقي كما ذكرت- المهم قال او يقول بأنه كان من عادتي وبعد استلام الاثمان -الرأسمال والربح له ولأقرانه,,,(يعني مايه وسرمايه)-وبعد عناء يوم عمل شاق طويل ,التوجه الى احدى مواخير بغداد في ذلك الوقت لألتقاء احداهن,,ويقول, اخترت اجملهن وكانت غانية الغواني وبعد ان يمضي الليلة الحمراء معها-بالمناسبة لغاية اللحظة لا اعرف العلاقة بين اللون الاحمر بتلك الليالي ؟!ولا ادري لماذا يسمونها ب الليالي الحمراء!؟ولا ادري ما علاقة الالوان بالليل او بمثل هكذا اماكن او هكذا نوع من العلاقات؟!! سمعت من قبل بل وقرأت عن قصر الحمراء في اندلس وعن الحرية الحمراء وكيف ان بابها (بكل يد مضرجة يدق) وقرأت عن الجيش الاحمر وعن البيت الابيض وعن دار البيضاء وعن الرجل الاخضر وعن الايام البيض ولكن حرت في معرفة سبب اقتران اللون الاحمر بتلك الليالي,,ربما لأن الشرف يستنزف فيها الى اخر قطرة؟!! لا ادري وكذلك الشيخ الراوي لا يدري الذي نود العودة لمعرفة بقية قصته-فبعد ان امضى الشاب العشريني ليلته تلك(مجردة من التلوين!!!) والتي انتهت بانبلاج الفجر ليسارع بعدها لأحدى الحمامات العثمانية البناء والطراز في بغداد ليطهر نفسه مما تعلق به من ادران الغواني,,وبعد الانتهاء من الاغتسال يمد يده في جيبه بل كل جيوبه ليكتشف ان لا مال معه !! وليكتشف عن نسيانه لصرته التي كانت تحوي اكثر من مائتي دينار-وما ادراك ماتعني مائتي دينار في اربعينات القرن الماضي!!؟-تحت وسادة الغانية!! نعم تحت وسادتها,,تسود الدنيا في وجهه ويعفيه صاحب الحمام من كم فلس ثمن الاغتسال ويهرول راكضا في الطرقات كالمجنون قاصدا الماخور ممنيا النفس ببارقة امل ضعيفة باهتة خافتة في ان تكون للغواني ضمير حي !!ومرددا مع نفسه طوال الطريق (الغواني تبيع نفسها,,ما الفائدة المرتجاة منهن؟!!) ويصل المكان ويقف بين يدي الغانية وقد تقطعت انفاسه ولتبادرها هي بالقول (اهلا بك,,الحمدلله وفرت علي عناء رحلة طويلة شاقة ,,,كنت قد قررت السفر اليك لأعيد لك الامانة ,,هاك المال واحسبها جيدا )!!! ويتعجب صاحبنا الذي عادت اليه الروح من بعد وشكها على الزهق!!يتعجب من أمانتها ومن (دماثة خلقها)!!ويسألها في انبهار (لماذا لم تنكري؟!!)لتجيبه قائلة لأن المال مال الناس وليس مالها!!ويعرض عليها بخشيشا خمسة دنانير وترفضها لأانه كثير ولا حق لها في ذلك وترفض حتى الدينار لأن ذلك يصبح ثمنا للأمانة وتحت طائلة الحلف والقسم واليمين تقبل منه فقط خمسين فلسا!!وعلى الفور وهو في ثورة العاطفة والمشاعر المضطربة يعرض عليها الزواج فترفض قائلة له(انت رجل سوي وانا منحرفة وطباعنا لا تتآلف وللناس السن حادة لا ترحمك ولاترحمني!! ويعود صاحبنا تائبا وعلى يدي الغواني توبة نصوح !!ولكنه يستمر بعد ذلك في زيارتها لمرتين دون ان يمسسها بل فقط عارضا الزواج عليها من دون تكلل سعية بالتوفيق او بموافقة الغانية الطاهرة تلك ودون حصول القسمة !!وفي الثالثة يقصدها زائرا ليخبره صاحب الماخور بهجرتها المكان لماخور خارج البلد !!,,,,يقول الشيخ اليوم وهويضرب اخماس الاسف في اسداسها (أين أمناء اليوم من ,,كحاب ايام زمان؟!! اين ولاة امور الرعية الامناء اليوم من (كحبة ايام زمان!!؟,,,هل نقولها نحن ايضا؟!!لا ضير في ذلك,,,فغواني الامس حافظوا على المال العام اوالحق العام ,,ورعاة مال العام والحق العام اليوم هم (قحبة )زماننا!!! فهل من بيت احمر ليأويهم ؟!!



#عمر_حسن_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر حسن الداوودي - المال العام او الحق العام .....والغواني!!