صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:12
المحور:
الادب والفن
1
فقدَ الزمنُ بياضَهُ
فقدَ الجبلُ شموخَهُ
فقدَ الرجلُ ارتفاعَهُ ..
كلامَهُ
فقدَ الزهرُ عبقَهُ..
فقدَ الليلُ ظلامَهُ
فقدَ البلبلُ تغريدَهُ
فقدَ الماءُ زلالَهُ
فقدَ الهواءُ تموُّجات نسيمه
فقدَ الجمالُ بهاءَهُ
فقدَ العلمُ بهجةَ الارتقاء
فقدَ الإنسانُ خصالَهُ!
اعوجاجٌ لا يخطرُ على بال ..
انزلاقٌ في كهوفِ الذئابِ
مراراتٌ مستشرية
فوقَ جسدِ الكونِ
لعبةٌ تناسبُ عصورَ الحجرِ
أحتاجُ فرحاً يبدِّدُ سماكات الضَّجرِ
القابعة فوقَ شفافيةِ الروح؟!
جاءَ حمقى
هاطلينَ شرورهم على النوارسِ
على طيورِ البطِّ
على الأسماكِ الصغيرةِ
محملقينَ في زرقةِ السَّماءِ
يُغيظهم أنْ تكونَ السَّماءُ زرقاءَ
بغمضةِ عينٍ يحوِّلونَ صفاءَ السَّماءِ
إلى ضبابٍ كثيفِ الاحمرارِ
وُلِدوا في زمن ٍ متأخِّرينَ جدّاً
هكذا ولادات
هكذا قباحات
تناسبُ عصورَ العناكبِ
عصورَ الكهوفِ المكتظّةِ بالثَّعالبِ
عصورَ الفقاعاتِ!
الآنَ تأكّدْتُ
لماذا تفورُ البراكين؟
لماذا تثورُ البحارُ
وتجحظُ عيونُ المحيطات؟
... ... ... .... ... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودة الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟