|
بين المصلحة العامة و المصلحة الخاصة مسافة ينتعش فيها الانتهازيون....!!!
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 17:09
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
هناك الكثير ممن يدعون (النضال) من أجل خدمة المصلحة العامة، المستجيبة لحاجيات الجماهير الشعبية الكادحة، وينشئون لهذه الغاية، إطارا معينا، أو ينخرطون فيه، أو يتمكنون من قيادته، بعد ممارسة كافة الحيل من أجل ذلك، وهم، في الواقع، لا يخدمون إلا مصالحهم الخاصة، وبواسطة الإطار الذي يتواجدون فيه.
وإذا كان هناك من صفة يمكن أن يوصف بها هؤلاء، فهي صفة الانتهازية، كممارسة دنيئة، ومنحطة، لا يتصف بها إلا المنحطون، الذين لا يكتسبون قيمهم إلا من خلال التضليل، الذي يمارسونه على الجماهير الشعبية الكادحة، حتى تصير منخدعة ب (نضاليتهم)، ومن خلال ما يراكمونه، عن طريق خدمة مصالحهم الخاصة، من خلال:
1) استغلال موارد الإطار، الذي يتواجدون فيه، والتي تصير موارده كلها في خدمة المصالح الخاصة، إن كانت هناك موارد مضمونة.
2) ممارسة الابتزاز على ذوي الحاجة، من الذين يحتاجون إلى خدمة الإطار، الذي يتواجدون فيه، أو يقودونه، و يتحركون باسمه. وهو ما يترتب عنه حصول تراكم لديهم، يتناسب مع الذين يتلقون خدمات الإطار، عن طريقهم.
3) تلقي رشاوى، وعمولات، أو خدمات، من الجهات المعينة بممارسة الخروقات المختلفة، في حق الجماهير الشعبية، والتي قد تصل إلى درجة الجسامة.
فممارسة الانتهازية، التي تتخذ طابع الشيوع في المجتمع، كنتيجة لنظامنا التربوي / التعليمي، ولطبيعة الإعلام، الذي تستهلكه، تصير غير عادية، عندما يتعلق الأمر بإطار (نضالي)، و ب (مناضلين)، يتحركون في الواقع، باسم ذلك الإطار، مضللين للجماهير الشعبية الكادحة، على مستوى الخطاب، الذي يروجونه، والذي يجعلها تعتقد أن ذلك الإطار، وعن طريق المتكلمين باسمه، سيجعل الواقع، بمظاهره الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، والسياسية، في خدمتها على المدى القريب، والمتوسط. وهو ما يجعلها تستغرق في الحلم بتغيير الواقع، الذي لا يتغير، بفعل التناقض القائم بين الخطاب الواعد بالواقع المتغير، وبين الممارسة الانتهازية، التي ينهجها (المناضلون)، باسم الإطار (المناضل)، الذي يقودونه.
فانتهازية الأفراد في المجتمع، والتي تأتي نتيجة لطبيعة النظام التربوي، الذي تلقوه، ونشأوا في إطاره، غالبا ما تتم محاصرتها، والقائمون بتلك الانتهازية، غالبا ما يتخلون عنها، نظرا لوعيهم بخطورتها على ممارستهم الشخصية، وبعد إدراكهم للأضرار، التي تلحق المجتمع بسببها.
أما الانتهازيون (المناضلون) باسم الإطار (المناضل)، فإنها تكون مقصودة، وقصديتها، لا يمكن اعتبارها إلا جريمة ترتكب في حق الجماهير الشعبية الكادحة، التي يمارس في حقها التخدير (النضالي)، حتى لا تنتبه إلى الممارسات التي ينتجها (المناضلون) باسم الإطار (المناضل)، و التي لا تكون إلا مقصودة، ولا تستهدف إلا مصالحها الخاصة، من أجل تحقيق أهدافها الخاصة، المتمثلة، بالخصوص، في تحقيق التسلق الطبقي.
ومعلوم أن المرضى بتحقيق التسلق الطبقي، يدوسون كل ما يجدونه في طريقهم، بما في ذلك الإطار الذي ينشئونه، أو يتواجدون فيه، أو يقودونه، ومبدئيته، ومبادئه، وعلاقته بالجماهير الشعبية الكادحة، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها لصالح تلك الجماهير، كما يدوس الجماهير نفسها؛ لأنهم أثناء سعيهم لتحقيق التطلعات الطبقية، يحرصون على القيام بالتسلق السريع، نحو هدفهم الأسمى، للتخلص من “وساخة” الجماهير الشعبية الكادحة، و من “نتانة” عرقها، لتصير مستهدفة منه بالاستغلال الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.
وعندما تستفيق الجماهير الشعبية الكادحة من التضليل، الذي أصابها، من خطاب الانتهازيين “المناضلين”، تكتشف أنها تستغرق في معاناتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وأنها لم تكن بالنسبة إلى الانتهازيين “المناضلين”، إلا وسيلة من جملة الوسائل، التي يستغلها أولئك الانتهازيون “المناضلون”، للقيام بعملية التسلق الطبقي. وهذا الاكتشاف، هو الذي يجعل الجماهير الشعبية الكادحة تفقد ثقتها في الإطارات المختلفة، وفي مناضلي تلك الإطارات، سواء كانوا مرضى بالممارسة الانتهازية، أو لم يكونوا كذلك.
ومن الوسائل التي تساعد على خدمة المصالح الخاصة، ل “مناضلي” الإطارات “المناضلة”، المرضى بالممارسة الانتهازية، نجد:
1)الخطاب الديماغوجي، الذي يوظفه الانتهازيون، حتى يتمكنوا من تضليل الجماهير الشعبية الكادحة، قبل الشروع في ممارسة انتهازيتهم عليها، و دون حرج وبدون حياء منها.
2)الإطارات التي ينشئها الانتهازيون، أو ينتمون إليها، أو يقودونها…
3)الأهداف التي يدعي الانتهازيون، أن إطاراتهم تسعى إلى تحقيقها، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، إيغالا في التضليل.
4)علاقة الإطارات التي ينشئها الانتهازيون، أو ينتمون إليها، أو يقودونها، والتي توظف لخدمة مصالحهم و ضد مصلحة الجماهير الشعبية الكادحة، مع تلك الجماهير.
5)علاقة هذه الإطارات بالإدارة في القطاعين: العام، والخاص، والتي يستغلها الانتهازيون، كذلك، من أجل خدمة مصالحهم، وضد مصالح الجماهير الشعبية الكادحة.
6) الجماهير الشعبية الكادحة، التي تتحول إلى مجال لممارسة كافة أشكال الابتزاز، على ذوي الحاجة إلى خدمة الإطارات، التي ينشئها، أو ينتمي إليها الانتهازيون، أو يقودونها.
فلماذا يستفحل أمر الانتهازيين، ومن خلال مختلف الإطارات القائمة في المجتمع؟
إن هذا الاستفحال، موضوع السؤال، هو نتيجة لنظامنا التربوي، و لبرامجنا التعليمية، و لطبيعة الإعلام السائد عندنا، سواء كان مسموعا، أو مرئيا، أو مقروءا، أو إلكترونيا. ونظرا لاستفحال أمر الفساد الإداري، والسياسي، والاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، والذي امتد إلى مختلف الإطارات القائمة في المجتمع، وخاصة في ظل الدولة المخزنية القائمة. وفساد الإطارات، هو الذي ينمي الرغبة عند الانتهازيين المؤسسين لها، أو المنتمين، أو الذين يصلون إلى قياداتها، من أجل استغلال تلك الإطارات، في تحقيق تطلعاتهم الطبقية.
فهل يمكن للمغرب أن يتقدم، أو يتطور، في ظل تحول معظم الإطارات القائمة فيه، إلى إطارات أخرى؟
لماذا استفحل أمر الانتهازية في صفوف مختلف الإطارات، أو المنتمين إليها، أو الذين يصلون إلى قياداتها؟
لماذا نعيب على الجماهير الشعبية الكادحة، كونها تفقد ثقتها في مختلف الإطارات القائمة في المجتمع؟
أليس الأجدر بنا أن نفضح ممارسات الانتهازيين، الموظفين للإطارات المختلفة، لتحقيق تطلعاتهم الطبقية؟
فلماذا لا يقوم إعلاميونا، بتشريح، و فضح الممارسات الانتهازية، أنى كان لونها، ما دامت تعمل باسم الإطارات المختلفة؟
و لماذا لا يقوم الإعلام بتوعية الجماهير بخطورة شيوع الممارسة الانتهازية في صفوفها، و بواسطة الإطارات التي تدعي أنها تناضل من أجل خدمة مصالحها؟
و هل يمكن أن تنخرط الجماهير الشعبية الكادحة، في التصدي لكل أشكال الممارسة الانتهازية، و مهما كان مصدرها؟
ابن جرير 24/04/2013
محمد الحنفي
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المناضلون الأوفياء للوطن والمحترفون ل (اللا وطنية) من أجل ال
...
-
توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟....
...
-
توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟....
...
-
النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ
...
-
النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ
...
-
ألا فليعلم الملتحون، أن زمن النبوة والرسالة، قد انتهى بموت م
...
-
ألا فليعلم الملتحون، أن زمن النبوة والرسالة، قد انتهى بموت م
...
-
مسؤولية اليسار، وآفاق الحراك الشعبي...
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....4
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....3
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....2
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....1
-
حركة 20 فبراير بشعبية مطالبها وليست بلحى بعض مكوناتها...!!!
-
لماذا يقبل المغربي بالانبطاح، ودوس كرامة الإنسان فيه؟!!!
-
هل يستعيد سكان منطقة الرحامنة كرامتهم؟ أم أنهم يصرون على الا
...
-
((المناضل)) اللي كايقطع ((سباطو))، والمناضل اللي كايقطع سباط
...
-
رسالة مفتوحة إلى كل الرفيقات، والرفاق، في المؤتمر الوطني الا
...
-
التعليم العمومي، ومعالجة الأزمة: (وجهة نظر)...!!!.....11
-
انعتاق الدين الإسلامي من الأدلجة، مساهمة في تحرير المسلمين م
...
-
الذين لا قيمة لهم، لا يكتبون إلا التعاليق الرديئة، والمنحطة.
...
المزيد.....
-
العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
-
اليمين المتطرف يحتفل برحيل أونروا من إسرائيل
-
الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل
...
-
تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل
...
-
انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي
...
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|