صمود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 23:44
المحور:
الادب والفن
كلمة إلى بلدي قبل اللجوء ... (بيت جبرين )
لي أرضٌ بلا هواءٍ بلا سماءٍ بلا ماء ... لا أحملُ من ملكيتِها سوى اسمِها , فسلام لأرضٍ نعيشُ في خيالِها باحثين عن واقعِها الذي بعثرته تراتيلٌ حسبناها يومًا عربيّة
وما كبرنا وفهمنا معناها كانتْ قد خرجتْ بملامحَ غير ملامحِها ...بعينيْنِ متطبعتيْن بحقول الاستعمار والتبشير الأمريكيّة ...
فيا أرضي إن مررتُ عنك ولم أتعرفْ على بقايا لمعةِ عينيْكِ الفلسطينيّة ...نادِ بصوتِـــــــــــــك : يا بنتي ، أنا بيتُ جبرين وجارتي عراق المنشيّة
وصديقتي صميلُ وذكرينُ وعجور ...
يا بنتي ، أما أنتِ ابنة فلانٍ؟؟؟! فرائحةُ منجل عودتِه آراها في عينيْكِ ... ورائحةُ ترابي عالقةٌ على عقدِ أصابع يديْك ... وأنفاسُكِ تقولُ أنكِ جبرينيّة
يا بتني ، أما زالوا يسألون ؟!... أم زينة المال والبنون مسحتْ ذاكرتَهم ... وأنستهم القضيّة ؟؟؟ !
يا بنتي، يا جبرينية ... أخبريهم أنني أنتظرُ ومهما نسيتموني لن أصبحَ يومًا يهوديّة ...
قولي لهم ... أننا لم نبعْهم ... ولن نغيرَ دماءنا ولو تغيرتْ وجوهنَا ...
فمن ينتظرُ أربعةَ وستين عاماً ... ينتظر ألفاً وزديها فوق الألفِ ألفًا أبدية ...
يا بنتي اذهبي ...ولكن قبل ذهابك احضري لي خبزةً عجنتها فلاحةٌ على الطابونِ فمنذ نصفِ قرنٍ ونيّف لم ترتوِ معدتي بخبزةٍ حقيقيّة.
#صمود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟