أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد قنديل - ابحثوا معنا عن .. الرئيس















المزيد.....

ابحثوا معنا عن .. الرئيس


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 16:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    




الرئيس المصري شخص خجول وغير مولع بوسائل الإعلام إلا قليلا ، وكلما ظهر ارتكب الأخطاء في اللغة والفكر والمعلومات والرؤية والأسلوب ، ووسائل الإعلام لا ترحم والمثقفون يتربصون وهو الذي يعطيهم الفرصة بلا حدود ،
لذلك فقد قرر الرجل الاختفاء وأصبحنا لا نعلم عن مكانه أو زمانه أو حتى شكله شيئا فقد اضطر لتغيير بعض ملامحه لأن الكاميرات ترصده وهو يركض في الشوارع حافيا وتلتقطه بينما يحاول الفرار من الأبواب الخلفية للقصور والمساجد وقاعات المؤتمرات .. مل الرجل لعبة السياسة وبات يلعن كل من ورطه فيها ، فقد كان بعيدا عن كل هذا العذاب وكل هذا الحساب وهذه المطاردات والكاميرات والنكات التي تتصيد له الكبيرة والصغيرة لكن جماعة الإخوان لا تعرف غير الأمر والطاعة .
هاهو الآن يشكو إلى المقربين قلة حيلته وهوانه على الناس وعجزه عن فعل أي شيء .. وهم في المقابل من أتباع دون كيشوت ، مصرون على أن يناضل باسمهم وينفذ فكرهم ويصمد في مواجهة الرياح ولابد من رفع راية الجماعة على أرض مصر العامرة .. قالوا له
آخر مرة : إذا لم نثبت أقدامنا هذه المرة فلن تقوم لنا قائمة ..أنت جندي من جنود الجماعة وقد قيض الله لك أن تنوب عنا وتمثل رأس الحربة لضرب الكفرة والعلمانيين والملاحدة الذين اتفقوا كما لم يتفقوا من قبل على التخلص منا ونحن عباد الله المخلصين ، ومصر حلال لنا والمصريون جميعا عبيدنا وهذه الأرض بما عليها ومن عليها ملكنا .
عندئذ تسيل دموع الرئيس المضطر ، والمضطر يركب الصعب فيصرخوا فيه : مالك هكذا وديع .. انظر إلى بديع وتعلم قساوة القلب ورسوخ الأوتاد وعمق العناد ولا تنصت لأحد من هؤلاء العباد فنحن ورثة الأنبياء وأصحاب الحق وطليعة الخلافة .. نحن يا مرتعد الأوصال ودائم السؤال عمال على بطال أصحاب رسالة ولسنا الذين تخيفنا شوية عيال وشرذمة من الخارجين على الدين .. فقاوم يا أيها الرعديد وارفع الهامة و أصبعك كعلامة ، ولك أن تفخر لأنك إخواني ، وقد جربت مثلنا العمل تحت الأرض وفوقها ، وعرفت اللعبة وأسرارها .. الصبر والعناد .. وتعلمت ممن سبقوك كيف تعطي الجميع من اللسان حلاوة وتروغ منهم كما يروغ الثعلب .. وتعلمت ممن سبقوك أن تكون غليظ القلب معدوم الإحساس عندما تحاصرك الملمات ويترصدك الأعداء . فاصبر الصبر الجميل وغير الجميل ، ولا تفكر لحظة في أن تولي الأدبار ، واعلم أنك لو فكرت في المروق فسوف تكون نهايتك أقرب مما تتصور .
اعتكف الرجل الطيب ولاذ بالصمت وأطال السكوت تشمله الحيرة ، وعاد ينظر إلى كل ما يجري من أمامه ومن خلفه وعن شماله ويمينه ، وحاول أن يفكر فما استطاع .. وسأل نفسه : لماذا لا أملك القدرة على التفكير ؟.. لماذا أشعر أن دماغى كالقرش الماسح ، لا يوجد بها أية فكرة ، كما لا تبدو في الأفق بارقة أمل .. وعاد يتساءل : لماذا أشعر أني أقيم في غرفة مظلمة والجدران صماء لا أثر فيها لأية نافذة وأنا فيها كقط أسود يظل يبحث عن باب أو مخرج فلا يعثر إلا على ظلام ..
شحذ إرادته واستنهض همته وقام فأحضر في معزله البعيد ورقة وقلما ، وأخذ يسجل ما يدور في ساحات البلاد ويتحدث إلى نفسه :
1 - أظن أن صلاح الأحوال لن يتم إلا بتنازل أعضاء الجماعة عن بعض مما تقترحه المعارضة ، لكنهم يرفضون ويصرون على أن قبول أي اقتراح معناه السقوط والإذعان ولا يجب أن تخضع الجماعة ولو انهارت الدولة فكلمة الجماعة كلمة الله .
2 – يقول الكثيرون أن الإعلان الدستوري سبب كل المصائب ، وأظن أنه كان شديد اللهجة وفيه بعض التجاوز وإعلان للحرب والمواجهة ، لكن رأيي لا قيمة له ، فماذا أفعل ؟
3 – ماذا لو عدلنا بعض مواد الدستور التي أغضبت القوي السياسية ؟ .. لابد أن هذا يمكن أن يخفف من الاحتقان ..لكن قيادات الإخوان يهبون واقفين وزاعقين : لا وألف لا .. فمعظمهم لا يسمحون بالحد الأدني من التسامح وقبول الآخر وغير مستعدين لإعلان رفضهم الأصيل للديمقراطية .
4 – يبدو أني أخطأت بقولي لأبو العلا ماضي عن حكاية المخابرات التي أنشأت تنظيما سريا مكونا من 300 ألف بلطجي.
5 – لا أدري لماذا سخرت منى الصحافة ووسائل الإعلام عندما اقترحت أن يكون هذا العام هو عام المرأة .. أنا أقدر المرأة جدا لكن الجماعة والسلفيين لا يعترفون بالمرأة أصلا ككائن يعيش بيننا .. كنت أود أن أقول شيئا جديدا ولافتا.
6 – بالنسبة للمظاهرات أري أنه لا بأس أن تضرب الشرطة الشباب وتسحلهم ، لكن الجماعة تري أن هذا الفعل غير كاف ، وهو من قبيل التدليل و لابد من سحقهم ولو بالمدافع ، وتعذيبهم بالكهرباء والخوازيق والنار وفقأ العيون .
7 - لم أعد أريد أن أتكلم في التليفزيون أو مع الصحافة لأني أكذب .. أعرف أني أكذب ثم أتراجع ، لأني أقول كلاما أحاول به التخفيف عن الناس لكن أهلى وعشيرتي وولاة الأمر من الإخوان يطلبون منى التوقف عن الوعود فقد فات أوانها والتهديد أفضل وأكثر دقة وملائمة للواقع .. لذلك أشعر في كثير من الحالات كأني شخص آخر ..بل أشعر أني ثلاثة أو أربعة أشخاص
8 – أعترف بأن هناك نفقات شخصية كثيرة مرهقة لميزانية الدولة لكن الأسرة لها مطالب كما أن بعض قيادات الجماعة تصر على أهمية المظهر المرعب من خلال الموكب الضخم والدراجات النارية والحراس الضخام والبروتوكول والمراسم ، والحقيقة أنني سعيد بهذا فأنا كنت أفرح جدا بالشيكولاتة وبالهدايا التي لم أكن أحصل عليها إلا كل عام أو عامين وبالصدفة.
9 – أوشكت على الجنون بسبب نقص الوقود وأنا بحكم وجودى في أمريكا ودوري في محطة الفضاء ناسا أعلم قيمة الوقود في إدارة المصانع والمخابز والآلات والسيارات و محطات الكهرباء وكافة الماكينات ، لكنى لا أعرف أين يذهب أو يتسرب ، هل يمكن أن يشربه بعض المدمنين ؟ وهل يمكن أن يستخدمه البعض في ري الأرض ؟ .. لا أستطيع أن أحدد بالضبط من الذي يستهلكه بهذه الكثافة.
10 - أريد أن أغلق الأنفاق بين سيناء وغزة فهي مصدر أخطار كثيرة لكن الجماعة تريد أن تظل مفتوحة لتبادل المجرمين والخارجين وتنفيذ العمليات المشبوهة وربما تشجيعا لزيادة السائحين لمصر التي لم تعد تهم أحدا في العالم .
11 - لا .. أنا لم أكن متحمسا لحضور مؤتمر القمة في قطر مع أنني أحب قطر جدا ، ولم أكن متحمسا لحضور مؤتمر بريكس في جنوب أفريقيا ولم يخطر ببالي أن أقابل مانديلا فسوف يحدثنى عن نضاله ، و كان يمكن أن أحدثه أنا أيضا عن نضالي لكنى كنت حزينا لأنني لن ألعب البلاي استيشن مع الأولاد ، وعلى أية حال لقد عدت قبل يوم الجمعة لأتمكن من مشاهدة برنامج باسم يوسف فهو أكثر البرامج التي تضحكنى حتى أن الجيران يسمعون صوت ضحكاتي.
12 – سمعت أن الجماعة تريد أن توقف البرنامج ، لكنى سوف أهددهم بالاستقالة إذا حاولوا خطف لعبتي الجميلة والمسلية.
سوف أهرب إلى مكان لا يبلغه مخابرات الإخوان ، سوف أدخل سجن وادى النطرون مرة أخري وسأشدد أوامري بعد الإعلان بأية صورة عن وجودي . الحل هو السجن .



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قبلت ؟
- من جرائم الجماعة في حق الشعب
- أخيرا .. يا حبيبتي
- بغيرالعقل والشجاعة .. لن تصبح رئيسا
- ماذا ينتظرون ؟! !
- الحرب الأهلية تدق الأبواب
- الهُوية المصرية بين الإخوان والإنجليز
- من يحكم مصر الآن ؟
- رسالة إلى صديق إخواني
- يا ناس .. وَجَبَت مُحاكمته
- عقلية مرسي
- جماهير لا تعرف معني الوطن
- أري ما لا يراه الناس..!
- العرق النبيل
- الصاعد إلى السماء
- من الثورة إلى السيرك
- نعم .. نكره العلم
- الجماعة تكره الثقافة
- أسباب العنف في مصر
- لماذا أنا مسلم عَلماني؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد قنديل - ابحثوا معنا عن .. الرئيس