|
الأتفاقية بين الحكومة الأتحادية وحكومة الأقليم هل تعتبر مؤشر أيجابي ؟
صبحي مبارك مال الله
الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 16:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وسط هطول الأمطارالغزيرة والسيول التي أجتاحت المحافظات وبغداد ، تم الأعلان عن الأتفاقية الجديدة بين الحكومة الأتحادية وحكومة الأقليم في 29/4/2013 ، بعد أن تردت العلاقات بين الطرفين الى مستويات خطيرة والتي أدت الى أنسحاب الوزراء والنواب الأكراد من الحكومة ومجلس النواب ، أثر عدم موافقة التحالف الكردستاني على موازنة 2013 العامة، مما زاد في تصعيد الأزمات السياسية بين كافة الأطراف في ظروف سياسية معقدة وأوضاع أقليمية ودولية ساخنة وخطيرة . جاء هذا التحول نحو حل المشاكل من قبل الحكومة بسبب تردي الأوضاع الأمنية وخصوصاً أحداث الحويجة وأستعصاء الحل السياسي بينها وبين الكتل السياسية الأخرى ، مع تزايد نشاطات القوى الأرهابية وفلول النظام البائد بدعم أقليمي ودولي . وكذلك أخذت ساحات العصيان وتجمَع المتظاهرين في المناطق الغربية من البلاد ترفع شعارات متطرفة ، تدعو فيها الى الحرب الطائفية و الخلط بين هذه الدعوات والمطالب المشروعة ، وخلق أجواء شبيه لما حصل في عامي 2006 ،2007 ، فضلاً عن تحرك واسع للقوى السياسية ومحاولة أحياء مشاريع سحب الثقة من الحكومة ووضع خطط لتحالفات جديدة وأصطفافات جديدة بنفس الوقت أشتد الصراع بين رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة فأدى ذلك الى طرح رئيس مجلس النواب مبادرة على رؤوساء الكتل السياسية الممثلة في مجلس النواب من ثلاث نقاط وهي 1- أستقالة الحكومة الحالية 2- تأليف حكومة مؤقتة لأدارة البلاد 3- حل البرلمان ودعوة المفوضية العليا للأنتخابات لأجراء أنتخابات مبكرة . هذه المبادرة جاءت أنعكاس لما حصل ويحصل على الساحة العراقية من صراعات سياسية وبدء تدخل الجيش في هذه الصراعات ، ولكن هذا المشروع ليس له سند دستوري وقانوني أذا طبق بهذه الطريقة ، كما أن الكتل السياسية لم تؤيده ولكنه كان ورقة ضغط على الحكومة . أن التحول الذي حصل نحو حل المشاكل العالقة بين الحكومة الأتحادية وحكومة الأقليم لم يكن بمعزل عن الضغط الأمريكي والأمم المتحدة لتطويق الخلافات والأسراع في حلها لاسيما وأن المنطقة تعاني من تدهور أمني وحرب أهلية وقتال دامي في سوريا وأن جميع الأحتمالات مفتوحة ،كما أن أنعكاس التداعيات لما يحصل في سوريا داخل العراق معروف من قبل القوى السياسية . وقد تكون الأتفاقية الأخيرة والتي أبرمت بين الأقليم والحكومة الأتحادية خطوة أيجابية نحو حل لأحد ى الأزمات السياسية ، ولكن يجب أن تكون موضع أهتمام مشترك من قبل الجانبين من حيث التفعيل و التطبيق وأن لاتوضع في زاوية التهميش . ومن هذا نستنتج أن الحوار هو اللغة الوحيدة لحل الأزمات ، كان يُفترض بالحكومة أن تلجأ الى هذه الطريقة في التعامل منذُ نشوء الأزمات السياسية قبل ثلاث سنوات و بذل الجهود والمساعي المخلصة مع جميع القوى السياسية الحريصة على مستقبل العراق وتقدمه . ولهذا يُعتبر إعادة التقييم للعملية السياسية وأداء الحكومات المتعاقبة مهم جداً في بناء دولة المؤسسات الديمقراطية ، وأن رأي الشعب هو الأساس وكذلك الأداء الجيد والكفاءة والنزاهة والحرص على مصلحة الوطن . وليس عدد المقاعد سواء في مجلس النواب أو في مجالس المحافظات وأن هذه المجالس يجب أن تكون صوت الشعب في التعبير عن مطاليبه وأهتماماته وليس ساحات للنزاع المذهبي والحزبي . أن الكتل السياسية الحاكمة تتحمل المسؤولية الكاملة عن أنتشار الفساد ونهب المال العام ، وكذلك تتحمل التباطئ في تنفيذ المشاريع الهادفة الى بناء العراق الجديد . أن الأتفاقية الأخيرة التي أبرمت في 29/4 بعد مجيئ وفد من حكومة الأقليم برئاسة نجيرفان بارزاني رئيس وزراء حكومة الأقليم وأجراء حوار مع الحكومة الأتحادية برئاسة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء تم الأتفاق على حل المشاكل العالقة وهي :- 1-تعديل قانون الموازنة العامة لعام 2013 2-معالجة مستحقات البشمركة كجزء من منظومة الدفاع العراقية . 3-تشكيل لجنة لتشريع قانون النفط والغاز وقانون توزيع واردات النفط . 4-حسم مسألة قيادتي عمليات دجلة والجزيرة 5- تعويض ذوي ضحايا الأنفال وحلبجة والأنتفاضة الشعبانية والمرحلين والنازحين الى تركياوأيران في سبعينات وثمانينات القرن المنصرم. 6- تشكيل لجنة لوضع آلية للحدود الأدارية للمناطق المستقطعة من أقليم كردستان (المتنازع عليها ) 7- الأدارة المشتركة لمسألة منح التأشيرات والمطارات من قبل حكومتي الأتحادية والأقليم وتعيين ممثل لحكومة الأقليم في بغداد وممثل للحكومة الأتحادية في أربيل للتنسيق وتبادل المعلومات . 8- تشكيل لجنة لمعالجة الضرائب والجمارك .......... وتشكيل لجنة تفعيل المادة 140 من الدستور جاء ذلك لغرض تعزيز نتائج المباحثات التي جرت في بغداد . من خلال القراءة الأولى للأتفاق نجد أن هناك عمل وجهد يتطلب بذله لتنفيذ النقاط أعلاه ونرى أن تشكيل العديد من اللجان المشتركة يجب تكون قراراتها واضحة عند وضع الأتفاق قيد التطبيق ولكن نرى أن أي اتفاق من الضروري أن يحضى بموافقة البرلمان وأن لايخفى أي شيئ له علاقة بذلك. والسؤال المطروح هل أكتفى الطرفان لحل الأزمة السياسية بينهما بهذا الأتفاق أم هناك ملحق غير معلن ؟ مجرد تساؤل وقد يكون هناك تحفظ تجاه الأتفاق من قبل بعض الأطراف السياسية الأخرى بسبب وجود أزمات وأشكاليات سياسية بين الحكومة الأتحادية و المناطق الغربية والجنوبية لم تحل لحد الآن ولكن نرى أن الحكومة تريد التخلص من حالة العزلة ومحاولة الأنفتاح على كافة الجهات لغرض تهدئة الأوضاع السياسية المتأزمة مع واقع تغيير وتصعيد للوضع الأمني المتفاقم . وبعد عقد الأتفاق جرى عقد أجتماع في أربيل بين رئيس الأقليم السيد مسعود بارزاني ونائبه كوسرت رسول ورئيس برلمان أقليم كردستان أرسلان بايز ورئيس حكومة الأقليم نجيرفان بارزاني وبعض ممثلي الكتل الكردستانية في مجلس النواب الأتحادي حيث صدر عقب الأجتماع بيان رحب بالأتفاقية وأعتبرها خطوة أيجابية للوصول الى حل القضايا السياسية العالقة ، كما تقرر عودة الوزراء وأعضاء مجلس النواب الكرد الى ممارسة مهامهم بعد قطيعة دامت أكثر من شهر . لقد جاءت التعليقات من قبل بعض النواب من التحالف الكردستاني مرحبة بالأتفاقية وبعضها الآخر أبدى تشائمه بسبب تشكيل اللجان التي قد تتأخر في أنجاز مهامها . كما أكدت التصريحات من قبل النواب الأكراد بأن الوفدين أتفقا في بغداد على منهجية بناء الدولة العراقية الجديدة والألتزام بالديمقراطية وأن عدم مشاركة أي طرف سياسي في هذا البناء يعتبر خلل كذلك التأكيد علىى وضع سقف زمني لأنجاز مهام اللجان . وتناقلت وكالات الأنباء عن قرب أنعقاد لقاء بين وفد من الحكومة الأتحادية وآخر يمثل أقليم كوردستان في أربيل وربما يعقد رئيس مجلس الوزراء أجتماع للمجلس في أربيل تلبية لدعوة من رئيس الأقليم . أن هذه الأجراءات الأيجابية وبث أجواء السلام لابدَ أن تستكمل بأجراءات مماثلة مع رؤوساء العشائر في الجهات الغربية والكتل السياسية الممثلة لها وفتح حوار صريح بين المعتصمين وأعادة الثقة بين الجميع والألتزام بمواد الدستور لغرض حل الأزمات السياسية بدلاً من أستخدام القوة المسلحة . أن الهجوم على أماكن الجيش من قبل عصابات مسلحة و قتل خمسة من الجنود في الرمادي لايؤيده الشعب ويستنكره ، بل أدى الى الأنقسام بين المعتصمين وكشف العناصر الأرهابية التي تهدف الى أثارة الحرب الأهلية المذهبية . أن فعل الحكومة يجب أن يتعزز بتوفير الحريات ومنها حرية التعبير والصحافة والتظاهر السلمي وأن تنهي سياسة التجاهل والتهميش لكل القوى السياسية المؤمنة بالديمقراطية وأن تسرع بطرح مشاريع القوانين المجمدة ومنها قانون الأحزاب. أن التوجه الى نبذ سياسة المحاصصة حسب تصريح رئيس الحكومة الأتحادية يعتبر موقف أيجابي يتطلب تعديلاً للدستور وأن يكون العمل القادم ليس لغرض الدعاية الأنتخابية وأنما للبناء الحقيقي وتصفية الفساد الأداري والمالي ومحاسبة الذين تورطوا في عمليات الأرهاب وكشف الملفات التي تدينهم ، مع تصفية الأجواء ووضع الشعب في صورة التحركات والأعلان عن المبادرات أمام الشعب وليس الأستمرار في تناول الأزمات السياسية وراء الكواليس والأتفاق على أساس التوافق الذي يضمن لكل طرف مكاسبه وأمتيازته دون الألتفات الى مصلحة الشعب . أننا بحاجة الى تطويق حالة النزوع نحو الحكم الفردي والشمولي وأن حقيقة أن كل شيئ يتغير يجب أن تكون حاضرة دائماً في ذهن المتحكمين في العملية السياسية . أن الشعب بحاجة الى نظام حكم ديمقراطي يشارك فيه الجميع ، نظام يفصل الدين السياسي عن أدارة الحكم ، نظام يفتح الطريق أمام الكفائات العلمية والمبادرات التي تعمل على التطوير وفي كافة المجالات أبتداءًمن أسس التعليم الى البناء الأقتصادي والصناعي والزراعي والخدمات وضمان الحياة المعاشية للجميع بالقضاء على البطالة وتوسيع فرص العمل أستناداً الى ثروات البلاد المتعددة . أن وضع الأساس الأداري للحكم الديمقراطي بعيداً عن التحيز الحزبي أو الديني والقومي سوف يترك أثراً للأجيال القادمة التي ستتعلم أن الحياة فيها ألوان جميلة ومتعددة . أن حل جميع الأزمات تحتاج الى جرئة وتفهم وحيث يكون الكل للجزء والجزء للكل في بناء العراق الجديد وفي تحمل المسؤولية سيعطي المثال الجيد في المنطقة .
#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحداث الحويجة تدق ناقوس الخطر !
-
الحسابات السياسية بين الحاضر والمستقبل
-
الدوران في حلقة مُفرغة !
-
سياسة الحكومة ومسؤوليتها تجاه الشعب
-
أجندات مُعلنة و أجندات مخفية !!
-
هل فقد الشعب الثقة في الحكومة والكتل السياسية ؟!
-
الأزمة السياسية مستمرة تحت دُخان الأنفجارات!
-
القوى الديمقراطية بين الأزمات السياسية والتحضير للأنتخابات
-
عام 2013 والفرح المؤجل
-
التعديل الرابع للقانونرقم 36 لسنة 2008 المعدل
-
ماذا بعد بيان السيد الرئيس ؟!
-
أحداث ساخنة وبرود حكومي !
-
نقد في نقد المشروع الديمقراطي
-
ماذا يجري حول أنتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي ؟!
-
الأنتخابات الأمريكية والأوضاع السياسية في المنطقة العربية وا
...
-
قرار المحكمة الأتحادية العليا وأشكالية التطبيق !
-
الحكومة بين الغالبية السياسية والشراكة الوطنية
-
هل هناك حل عند السيد الرئيس ؟!
-
مشروع قانون البُنى التحتية والخلافات بين الكتل السياسية !
-
المحاصصة والطائفية والبناء الديمقراطي
المزيد.....
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: معبر رفح لن يُفتح إذا تكررت -الفوضى- م
...
-
أمريكي ينتشل أجزاء من طائرة منكوبة تحطمت في نهر بواشنطن
-
كيم جونغ أون غاضب ويحاسِب.. إقالة عشرات المسؤولين تورّطوا في
...
-
واتساب يتصدّى لعملية تجسس واسعة استهدفت صحافيين وناشطين
-
الجيش الاسرائيلي يعلن تعرض قواته لإطلاق نار داخل سوريا
-
ترامب يتعهد بالحديث مع بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا
-
ترامب: الأردن ومصر سيستقبلان سكانا من غزة
-
-الشبكة- يرصد أثر مشاهد تسليم أسرى الاحتلال على البريميرليغ
...
-
نادى الأسير يكشف عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم السبت
-
ترامب يكرر تصريحه عن -تهجير- سكان من غزة إلى مصر والأردن
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|